خلال الندوة التي أقامتها وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي بمسجد حسان بن ثابت بأوقاف القاهرة
أ.د/ محمد متولي منصور – الأستاذ بجامعة الأزهر :
يشيد بجهود وزير الأوقاف في تجديد الخطاب الديني
والتكثيف الدائم والمستمر للقوافل الدعوية
التي تسيرها وزارة الأوقاف لجميع محافظات مصر
ويؤكد :
بناء الأمم والحضارات يقوم على بناء الإنسان
نحن في حاجة إلى إبراز القيم والأخلاق والمبادئ السامية
الدكتور/ جمال إبراهيم – مدير عام الإرشاد الديني بوزارة الأوقاف :
واجبنا هو التوعية بصحيح الدين وإبراز جانب اليسر والسماحة
في الشريعة الغراء ونبذ كل ألوان التشدد والمغالاة
الدكتور/ محمد الهادي غمري – مدير إدارة شمال شرق القاهرة :
القدوة الحسنة هي الركيزة الأساسية في بناء المجتمع
وهي المحرِّك والدافع للإنسان للارتقاء بالذات
برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة وبالتعاون بين وزارة الأوقاف وصحيفة عقيدتي أقيمت مساء يوم السبت الموافق 1 / 12 / 2018م عقب صلاة المغرب ندوة علمية كبرى تحت عنوان : ” الجوانب الإنسانية في حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم(” بمسجد حسان بن ثابت بأوقاف القاهرة ، حاضر فيها كل من: أ.د/ محمد متولي منصور – الأستاذ بجامعة الأزهر ، والدكتور / جمال إبراهيم – مدير عام الإرشاد الديني بوزارة الأوقاف ، والدكتور/ محمد الهادي غمري – مدير إدارة شمال شرق القاهرة ، وقد أدار الندوة الأستاذ / إبراهيم نصر – مدير تحرير صحيفة عقيدتي .
وفي كلمته أشاد فضيلة الدكتور / محمد متولي منصور الأستاذ بجامعة الأزهر بدور وزارة الأوقاف وجهود معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة في تجديد الخطاب الديني وتنظيمه لهذه الندوات بالتعاون المثمر مع جريدة عقيدتي ، والتكثيف الدائم والمستمر للقوافل الدعوية التي تسيرها وزارة الأوقاف في كل محافظات مصر .
كما أكد فضيلته أن بناء الأمم والحضارات يقوم على بناء الإنسان ، والرسول (صلى الله عليه وسلم) حينما هاجر إلى المدينة قام ببناء المسجد لبناء الإنسان روحيا وسلوكيا ، فالقرآن المكي أكد على جانب العقيدة للبناء العقدي للإنسان حتى يستطيع مواجهة الحياة وفق مبادئ إيمانية ترسخ فيه القيم والفضيلة والدعوة إلى الخير وتحمل المشاق في سبيل تحقيق ذلك ، مشيرا إلى أننا في حاجة إلى بناء الإنسان بناء يراعى إبراز القيم والأخلاق والفضيلة التي تترجم سلوكا ، وتعاملا واقعا على الأرض ، ولتحقيق هذا الهدف المنشود لا بد وأن تتحرك القوى وتتوحد الجهود ، وبناء الحضارة يبدأ أيضا ببناء الإنسان الصالح اليقظ لمصلحة وطنه والخائف على تراب بلده من الطامعين ، ومن المترصدين بخبائث الأفكار قال الله تعالى : ( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾.
وفي كلمته أكد د/ جمال إبراهيم أن واجبنا هو التوعية بصحيح الدين ، وتجلية جانب اليسر والسماحة في الشريعة الغراء ، ومن ثم التعامل مع أحكامها في ضوء المقاصد العليا والكلية لديننا الحنيف ، ونبذ كل ألوان التشدد ، والتنطع والمغالاة الذي ينافي روح الدين وسماحته ، فقد قال (صلى الله عليه وسلم) : ( إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم بالغلو في الدين) ، وقال أيضًا : (إنما بعثتم ميسرين، ولم تبعثوا معسرين ) ، وقال أيضًا: (يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا) ، وقال أيضًا: (هلك المتنطعون) قالها ثلاثًا، وقال أيضًا: ( إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة) ، والتشدد في حقيقته: الغلو في الشيء ؛ وليس هو تحريم شيء ثابت بالكتاب والسنة ، فهذا لا يعد تشددا أو غلوا كما يفهم ضعاف الإيمان من الناس، مؤكدا أن جميع العبادات تقوم على مبدأ اليسر والتسهيل على الناس، وقد ميّز الله تعالى أمّة الإسلام عن غيرها من الأمم بيسر العبادات فقد قال الرسول الكريم ( عليه الصلاة والسلام) : (عليكم بما تطيقون فإنّ الله لا يملّ حتّى تملّوا)، ويسر العبادة يخفّف على الناس المشقّة ويجعل أداء العبادة سهلا وميسورا .
وفي كلمته أكد د/ محمد الهادي غمري – مدير إدارة شمال شرق القاهرة أن القدوة الحسنة هي الركيزة الأساسية في بناء المجتمع ، وهي عامل التحوُّل السريع الفعَّال، فالقدوة عنصر مهم في كلِّ مجتمع، فمهما كان أفراده صالحين فهم في أمَسِّ الحاجة للاقتداء بالنماذج الحيَّة ، كيف لا وقد أمرَ الله نبيَّه (صلَّى الله عليه وسلَّم) بالاقتداء، فقال: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ ﴾ ، وتشتدُّ الحاجة إلى القدوة الحسنة كلَّما بَعُد الناس عن قِيَم الإسلام وأخلاقه وأحكامه ، كما أنَّ الله – عزَّ وجل – حذَّر من مخالفة القول للفعلَ الذي ينفي كون الإنسان قدوة بين الناس فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ ، مؤكدا |أن القُدوة الحسنة هي المحرِّك والدافع للإنسان للارتقاء بالذات، فمَن جعَل له قدوة عظيمة في صفاته، فلا بدَّ أن يتأسى به في كلِّ صفاته، فالقدوة المؤثرة مثال حي للارتقاء في درجات الكمال، فهو دائمًا يطلب الكمال ويطلب المعالي، فهو بذلك مثارٌ للإعجاب والتقليد من الناس ، مؤكدا أن الله تعالى ذكر ذلك في كتابه العزيز حيث قال (عز وجل): ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾ قدوةٌ في العفو والصفح، قدوةٌ في الحياء، قدوة في الشفقة والرحمة ، وعن مالك بن الحويرث قال: (أتيت النبي – صلى الله عليه وسلم – في نفرٍ من قومي، فأقمنا عنده عشرين ليلة، وكان رحيما رقيقا… قال الله عز وجل عنه: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ .