:أخبار الأوقافأوقاف أونلاين

خلال خطبة الجمعة
بمسجد الحامدية الشاذلية بالجيزة
وزير الأوقاف يؤكد :
خيرية الأمة يجب أن تترجم
إلى واقع عملي وأخلاقي

فمن أهم مقومات خيرية الأمة تحقيق الرحمة للعالمين

وتحويلها إلى واقع نتعايش به في حياتنا

تحقق الخيرية لهذه الأمة بمفهومها الشامل

يكون بإدراك الأمة للمعنى الحقيقي للوسطية والسماحة واليسر والدعوة

 بالحكمة والموعظة الحسنة

الإسلام حذر من جميع أنواع التشدد والغلو

الحديث عن خيرية الأمة دافع لأبنائها نحو التقدم

مما يقدم للعالم شهادة عملية بأن الإسلام دين الحضارة

والبناء والإنسانية بكل معانيها

 ألقى معالي وزير الأوقاف أ.د/محمد مختار جمعة خطبة الجمعة اليوم 22 من ربيع الأول 1440هـ ـ الموافق 30 من نوفمبر 2018م بمسجد الحامدية الشاذلية بمحافظة الجيزة ، بعنوان :”خيرية الأمة وخيرية نبيها وكيف نحقق خيرية الأمة الآن ؟”.

 وفي بداية خطبته أكد معاليه على أن خيرية هذه الأمة تكون بالسماحة والرحمة ، قال تعالى :{ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ }.

 مشيرًا إلى أن مشكلة الجماعات المتطرفة تكمن في فهمهم الخاطئ لقضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وبدلًا من دعوتهم إلى الخير يشددون على الناس فينفرونهم من الدين , موضحًا أن الرحمة والتسامح والكلمة الطيبة تحبب الناس في دين الله , وأن القرآن والسنة جاءوا لسعادة الناس .

 ودعا وزير الأوقاف إلى العمل والإنتاج , وقال : إننا نريد أمة قوية وغنية ومنتجة , تحمل الخير للناس , مبينًا أن قوة الأمم تقاس بتقدمها , وجودة صناعتها , داعيًا إلى إتقان العمل حتى تعود علامة  (صنع في مصر) علامة جودة وإتقان حتى نصحح الصورة الذهنية عن المسلمين.

 وأشار معاليه إلى أن السماحة والرحمة بأن لا يكون بيننا جائع، ولا مظلوم، ولا مريض لا يجد ما يتداوى به ، ولا مشرد لا يجد ما يسد به حاجته.

  موضحًا أن من أهم مقومات خيرية الأمة تحقيق التكافل والتراحم ، فلا يمكن أن ندعي الخيرية ولا نتراحم ولانتكافل وقت الشدائد ، مبينًا أننا بحاجة إلى التخلق بأخلاق الإسلام النبيلة ، وقيمه الراقية ، داعيًا إلى إتقان العمل لنقل الصورة الحقيقية لديننا، والنبي ( صلى الله عليه وسلم ) قد بين أن خير الناس أنفعهم للناس ،موضحًا أننا بحاجة ماسة إلى رحمة الطبيب بمرضاه ، والمعلم بطلابه ، والصانع بمعاونيه ، ورب المال والأعمال بعماله .

  مشيرًا إلى أن تحقق الخيرية لهذه الأمة بمفهومها الشامل الذي يجعل الإنسان يحب الخير لغيره كما يحبه لنفسه ، يكون بإدراك الأمة للمعنى الحقيقي للوسطية التي تحمل أبناء الأمة على التوازن والاعتدال في كل الأمور ؛ من فهم مقاصد الدين ، وتحقيق مصالح المجتمع ونفع الناس ، والعمل من أجل إعمار الكون ، والفوز في الآخرة.

  وأكد معاليه على أن الإسلام قد حذَّر من جميع أنواع التشدد والغلو ، فقد قال (صلى الله عليه وسلم) : “هَلَكَ المُتَنَطِّعُونَ” ، وكررها ثلاثًا ؛ لبيان خطورة ذلك ، واختتم الخطبة بالتأكيد على أن الحديث عن خيرية الأمة يمنح أبناءها الثقة في مواجهة التحديات ، ويكون دافعًا لهم نحو التقدم والتحضر ، والجد والاجتهاد في العمل والإنتاج ؛ لننال رضا الله (عز وجل) ، ونقدم للعالم شهادة عملية على أن الإسلام دين الحضارة والبناء والإنسانية بكل معانيها.

  وقد أكد معاليه أن خيرية الأمة يجب أن تترجم إلى واقع عملي وأخلاقي , فخير الناس أنفعهم للناس , وما استحق أن يولد من عاش لنفسه , وذلك لا يتحقق إلا بالتعاون والتكافل والتراحم , وألا يكون بيننا جائع ولا محروم , وأن نحمل الخير للناس كل الناس ، دون تمييز على أساس دينهم أو جنسهم أو لونهم أو لغتهم , إذ ينبغي أن يكون ذلك للناس كافة.

  وإن هذه الخيرية لا تتحقق إلا إذا كنا عنوانا صادقا لديننا بالعمل والإتقان سواء في الصنعة أم في المهنة , فيكون من بيننا أمهر الأطباء والمهندسين والتكنولوجيين والكيمائيين والفيزيائيين , وغيرهم , وأمهر الحرفيين من حداد ونجار وسباك وكهربائي وخياط , وعامل وفلاح وغيرهم , فديننا دين العمل والإتقان .

  وكما ينبغي أن نتحلى إلى جانب ذلك كله بمكارم الأخلاق من الصدق والأمانة والمروءة والكرم والوفاء بالعهد وسائر الأخلاق الكريمة النبيلة , وأن تكون دعوتنا للناس بالقدوة والعمل أكثر من الكلام , فقد قالوا : حال رجل في ألف خير من كلام ألف رجل , وأن تكون دعوتنا بالحكمة والموعظة الحسنة , وبالمعروف غاية ووسيلة , مع إيماننا العميق بالله (عز وجل) ، وأن يكون عملنا خالصا لوجهه سبحانه , وأن نكون مراقبين لله قبل مراقبتنا للخلق , مبتغين في ذلك كله رضاه سبحانه وتعالى , مؤثرين طاعته ورضاه على الدنيا وما فيها, دون رياء أو نفاق أو تكسب بالدين أو متاجرة به .

  فخيرية هذه الأمة تنبثق من وسطيتها وسماحتها وتكافلها , وكونها خيرًا ورحمة للعالمين , ولا يمكن أن تتحقق الخيرية بالتكلف أو التنطع أو التشدد أو أذى الخلق , فالمسلم الحقيقي من سلم الناس من لسانه ويده , والمؤمن الحقيقي من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم وأعراضهم وكما علمنا رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) : “وأن تكف أذاك عن الناس صدقة ” .

اظهر المزيد

منشور حديثّا

شاهد أيضًا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى