خلال احتفال المعهد العالي للدراسات الإسلامية بذكرى المولد النبوي الشريف ومشاركته في حملة رسول الإنسانية
وزيـر الأوقــاف يـؤكـــد :
حملة رسول الإنسانية تهدف إلى تبليغ كل معاني الرحمة والإنسانية للعالم
نحن في حاجة إلى أن نحل آليات التفكير محل آليات الحفظ والتلقين
نحتاج إلى قراءة جديدة للسنة النبوية
أساسها إحلال آليات الفهم والتجديد محل الحفظ والتلقين
ونحتاج إلى حلف فضول جديد عالمي تتبناه المؤسسات الدولية
الندوات التثقيفية تسهم في بناء الشخصية الوطنية
وهي إحدى مكونات العملية التعليمية الجادة
في إطار الدور التوعوي الذي تقوم به وزارة الأوقاف ، والمشاركات التثقيفية والتنويرية لقضايا الدين والمجتمع ، وفي إطار التعاون والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والمعهد العالي للدراسات الإسلامية التابع لوزارة التعليم العالي بالزمالك ، أقيمت اليوم السبت 8 من شهر ربيع الأول لعام 1440هجرية الموافق 18 / 11 / 2018م احتفالية كبرى بمقر المعهد العالي للدراسات الإسلامية بمناسبة المولد النبوي الشريف وذلك بالتعاون مع وزارة الأوقاف في إطار حملة ” رسول الإنسانية ” ، بحضور كل من : معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، ومعالي أ.د / خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي, وفضيلة أ.د/ شوقي علام مفتى الديار المصرية ، و أ.د/ أحمد محمد رفعت عميد المعهد العالي للدراسات الإسلامية , و أ.د/ أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية, و أ.د/ منصور حسن رئيس جامعة بني سويف، وفضيلة أ.د/ نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق, و أ.د / عبد الله النجار الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، والسيد الأستاذ / سيد عطا وكيل أول وزارة التعليم العالي ورئيس قطاع التعليم، وفضيلة الشيخ/ جابر طايع رئيس القطاع الديني، وعدد من السادة أساتذة المعهد, والدارسين, والسادة الصحفيين والإعلاميين.
وفي بداية الاحتفال رحب السيد أ.د/ أحمد رفعت عميد المعهد العالي للدراسات الإسلامية بالسادة الضيوف والحضور ، مؤكدا أن المعهد أقام هذه الاحتفالية حبا لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومشاركة في حملة “رسول الإنسانية” التي أطلقها معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، والتي تسهم في نشر الجوانب الإنسانية والأخلاقية في المجتمع.
وفي بداية كلمته أكد معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة أن الوزارة أطلقت حملة ” رسول الإنسانية ” لنشر القيم الإنسانية في حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم) حبًّا له وبيانًا لعظمته وشمولية رسالته ، وكونها رحمة للعالمين ، وذلك باللغات المختلفة طوال شهر ربيع الأول ، قصد بيان سمو أخلاقه (صلى الله عليه وسلم) وسمو رسالته السمحة الغراء ، وبيان ونفي ودحض ما لحق بها من زيغ وزيف المتطرفين.
كما أكد معاليه أننا في حاجة إلى قراءة مقاصدية وعصرية للسنة النبوية ، تتواكب مع روح العصر ومستجداته ، وتقرب السنة النبوية العظيمة إلى الناس بدلاً من الأفهام السقيمة التي تنفر الناس من السنة ولا تقربهم منها ، كاشفًا أننا بدأنا في وزارة الأوقاف بالعمل على عدة محاور : منها الفقه المقاصدي، وقواعد الفقه الكلية، وفقه الألويات، والمناهج العقلية، حتى يمكن تفكيك هذا الجمود والوقوف عند ظواهر النصوص.
كما حرصت الوزارة على العناية بالتراث ومنها فقه السيرة بقراءة عصرية جديدة من خلال مسابقة كبرى تقدمها الوزارة لكل محب للرسول (صلى الله عليه وسلم).
هذا ويؤكد معاليه على مواصلة التجديد في الخطاب الديني الصحيح الذي يعالج قضايا المجتمع ويقدم رؤية جديدة للتراث.
كما أكد معاليه أننا نحتاج إلى إحياء المناهج العقلية في التعليم وإحلال مناهج التفكير محل مناهج الحفظ والتلقين ؛ لأن الجماعات المتطرفة بدأت بالتلقين والحفظ في مسائل الأحكام الجزئية ، وعدم إعمال العقل والمناقشة ؛ لأن العقلية التي تفكر وتناقش لا تنقاد وراء هؤلاء ، مشيرا إلى أننا في حاجة إلى إحلال مناهج وآليات الفهم والتفكير محل مناهج وآليات الحفظ والتلقين ، وأن التقليد الأعمى الذي لا بصيرة له يوقع صاحبه في براثن الأفكار المتطرفة والإرهابية ، مشيدًا بمتابعة أئمة الأوقاف لما تقوم به الوزارة من فكر تجديدي، وأنهم بذلك لن يكونوا أمل مصر وحدها ، بل أمل العالم كله في تصحيح الفكر الوسطي، ونشر سماحة الإسلام.
وفي سياق حديثه عن الجانب الإنساني في حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) أكد معاليه أننا في حاجة إلى حلف فضول جديد لنصرة المظلوم وردع الظالم عن ظلمه ، وحماية حقوق الفقراء والمستضعفين ، مستشهدًا بحديث النبي (صلى الله عليه وسلم) عن حلف الفضول: « لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفًا ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو دعيت به في الإسلام لأجبت»، حيث تعاهدت القبائل العربية من بني عبد مناف وبني زهرة وغيرها على أن يكونوا عونًا للمظلوم على الظالم بغض النظر عن دينه، أو جنسه، أو عرقه، أو غناه، أو فقره ، مؤكدا أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) نبي الرحمة ونبي الإنسانية ، وأن مصر بلد الإنسانية وستظل موطنا للعيش المشترك ودارا للسلام ، فالنبي (صلى الله عليه وسلم) جاء ليخرج الإنسانية من الظلمات إلى النور ويخلصها من دركات الظلم إلى درجات العدل والرحمة ، موضحا أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) جاء بكل معاني الرحمة والإنسانية حتى مع من جانب الصواب في فعله أو قوله, ففي الحديث عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: (بال أعرابي في المسجد، فقام الناس إليه ليقعوا فيه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: دعوه، وأريقوا على بوله سَجْلاً من ماء، أو ذَنوبا من ماءِ، فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين).
وفي ختام كلمته أكد معاليه على أن المحاضرات العامة والتثقيفية، والأنشطة العلمية، من أهم العمليات التعليمية؛ لأنها تبني الشخصية ، ونحن في حاجة إلى بناء الإنسان حتى يسهم بحق في بناء الأوطان.