قافلة علماء الأوقاف بمحافظة مرسى مطروح
تؤكد :
حب الله ورسوله ليس إدعاءً ولكن لابد من شواهد صدق تؤكده
ومحبة الرسول (صلى الله عليه وسلم) أصل عظيم من أصول الإيمان
ومقام رفيع من أجَلِّ مقامات العبودية
بتوجيهات من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة ؛ وجه رئيس القطاع الديني فضيلة الشيخ/جابر طايع يوسف بتسيير قافلة دعوية لمحافظة مرسى مطروح يومي الخميس والجمعة 15 ، 16 / 11/ 2018م ، وقد واصلت القافلة عطاءها الدعوي بالمساجد الكبرى بمحافظة مرسى مطروح ، حيث قام أعضاء القافلة بإلقاء خطبة الجمعة الموحدة بالمساجد الكبرى تحت عنوان : ” حب الله ورسوله بين الحقيقة والادعاء “.
فمن على منبر مسجد ” الصفا والمروة ” أكد فضيلة الدكتور / محمد محمود خليفة عضو المركز الإعلامي بوزارة الأوقاف أن محبة الله (عز وجل) ،ومحبة رسوله (صلى الله عليه وسلم) أصل عظيم من أصول الإيمان ، ومقام رفيع من أجَلِّ مقامات العبودية ؛ لذا فقد أجمعت الأمة على أن حب الله (عز وجل) ، وحب رسوله (صلى الله عليه وسلم) فرض على كل مسلم ومسلمة ، حيث يقول الحق سبحانه: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبّ َإِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ).
كما أوضح فضيلته أن محبة الله (عز وجل) ، ومحبة رسوله (صلى الله (عليه وسلم) هي أسمى الغايات ، وأعلى الدرجات ، وكل مقام يبلغه العبد بعد محبة الله (عز وجل) ، ومحبة رسوله (صلى الله (عليه وسلم) إنما هو من ثمرات هذه المحبة وآثارها؛ وفي هذا يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : (ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ).
ومن على منبر مسجد ” التقوى ” أكد فضيلة الدكتور / محمد رفعت – مدير إدارة النذور والأضرحة بوزارة الأوقاف أن أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم)ضربوا لنا أروع الأمثلة في حقيقة المحبة الصادقة لله (عز وجل)، ولرسوله (صلى الله عليه وسلم)، ولم يكن ذلك جبرًا أو إكراهًا ، إذ كيف يُجبر إنسانٌ على الحب؟! بل كان ذلك مبادلة للحُبّ بالحُبّ ، فهذا سيدنا أبو بكر الصديق (رضي الله عنه)عندما خرجمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)في ليلة الهجرة ، جعل يمشي مرّة أمام النبي (صلى الله عليه وسلم) ومرة خلفه ومرة عن يمينه ومرة عن يساره، فسأله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن ذلك، فقال: (يا رسول الله أذكر الرّصد فأكون أمامك ، وأذكر الطلب فأكون خلفك، ومرة عن يمينك ومرة عن يسارك لآمن عليك)، فلما انتهيا إلى فم الغار قال أبو بكر (رضي الله عنه): والذي بعثك بالحق لا تدخله حتى أدخله قبلك، فإن كان فيه شيء نزل بي قبلك. إنه التعبير عن شدة المحبة في أجلى صورها ، وهذا سيدنا عُمَرُ (رضي الله عنه) يقول للنبيّ (صلى الله عليه وسلم) : (يَارَسُول َاللَّهِ،لأَنْتَ أَحَبّ ُإِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي)، فقَالَ لَهُ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ) ،فَقَالَ لَهُ عُمَرُ (رضي الله عنه) : (فَإِنَّهُ الْآنَ، وَاللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : (الْآنَ يَاعُمَرُ) ، أي الآن كمُل إيمانك .
ومن على منبر مسجد ” العتيق ” أكد فضيلة الدكتور / عادل إبراهيم المعصراني عضو المكتب الفني لمكتب رئيس قطاع مكتب الوزير أن حب الصحابة للنبي (صلى الله عليه وسلم) حبًّا صادقًا ؛ وذلك لأنه نابع من إدراكهم لنعمة الله (عز وجل) عليهم ، حيث أرسل إليهم رسوله (صلى الله عليه وسلم) ليخرجهم من الظلمات إلى النور، ومن الضلالة إلى الهدى ، فكان الواحد منهم لا يتردد في فداء النبي (صلى الله عليه وسلم) بنفسه وأهله وماله وولده والناس أجمعين، فهذا زَيْدُ بْنُ الدَّثِنَةِ (رضي الله عنه) يوم أن أسِرَه المشركون ، وأَخْرَجُوهُ مِنَ الْحَرَمِ لِيَقْتُلوه ، فَقَالَ لَهُ أَبُو سُفْيَانَ، حِينَ قُدِّمَ لِيُقْتَلَ : نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ يَا زَيْدُ ، أَتُحِبُّ أَنَّ مُحَمَّدًا عِنْدَنَا الآنَ بِمَكَانِكَ يُضْرَبُ عُنُقُهُ ، وَأَنَّكَ فِي أَهْلِكَ ؟ قَالَ : وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنْ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الآنَ فِي مَكَانِهِ الَّذِي هُوَ فِيهِ ، تُصِيبُهُ شَوْكَةٌ تُؤْذِيهِ ، وَأَنِّي جَالِسٌ فِي أَهْلِي ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : مَا رَأَيْتُ مِنَ النَّاسِ أَحَدًا يُحِبُّ أَحَدًا كَحُبِّ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ مُحَمَّدًا.
وأشار فضيلته أن هناك الكثير من المواقف الخالدة التي تظهر حب الصحابة للنبي (صلى الله عليه وسلم) ، والتي منها : ما كان من سعد بن الربيع (رضي الله عنه) في يوم أحد حين بعث النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) أُبيَّ بن كعب (رضي الله عنه) يبحث عنه، فوجده في أنفاسه الأخيرة، فقال له أُبيّ (رضي الله عنه): لقد بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأنظر ما فعلت؟ فقال سعد (رضي الله عنه) : أقرأ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مني السلام وقل له يا رسول الله إني لأجد ريح الجنة، وأقرأ قومي من الأنصار السلام، وقل لهم يا قوم لا عذر لكم عند الله إن خلُص إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفيكم عين تطرف ، ثم فاضت روحه (رضي الله عنه).
ومن على منبر مسجد ” النور ” أكد فضيلة الدكتور / محمد الصفتي– عضو الإدارة العامة للفتوى وبحوث الدعوة أن حب الله (عز وجل) ، وحب نبيه (صلى الله عليه وسلم) يبقى مجرد ادعاء لا يرقى إلى الحقيقة الواقعية ما لم يكن له شواهد تدل على صدقه، وإن المرء ليعجب من أولئك الذين يتشدقون بمحبة الله ورسوله ، وأعمالهم السيئة تفضحهم.
كما أشار فضيلته إلى أن المحبة الحقيقية هي التزام الأمر ، واجتناب النهي ، والوقوف عند الحد، فشتان بين مدعٍ أطفأ الله (عز وجل) بصيرته، وأعمى قلبه، فحمل لواء الشر والعنف ، وجعل القتل والتخريب والإفساد منهجًا له، وبين محب حقيقي لله ورسوله ، متبع صادق يدافع عن سنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) ، ويصحح كل ما ينسب إليها زورًا وبهتانًا ، ولله در القائل :
من يدّعي حُبَّ النبـي ولـم يُفد مـــن هــديــــهِ فسَفاهـــةٌ وهُــراءُ
فالحُـــب أوّلُ شــرطِـــهِ وفُـروضــهِ إنْ كـان صِـدقًا طــاعـةٌ ووفـاءُ