خلال ” ندوة للرأي ” بمسجد النور بالعباسية
وزير الأوقاف يؤكد :
نحتاج إلى قراءة جديدة للسنة النبوية
أساسها إحلال آليات الفهم والتجديد محل الحفظ والتلقين
ونحتاج إلى حلف فضول جديد عالمي تتبناه المؤسسات الدولية
الشيخ/ خالد الجندي :
نحن مطالبون بالعلم والخبرة في الدعوة الحسنة
وتغيير مفاهيم الدعوة المعاصرة
أ.د / عبد الله النجار :
أسمى تحية وتقدير لوزير الأوقاف
العالم الفقيه المجدد الذي شهدت الدعوة
في عهده تطويرًا وتجديدًا غير مسبوق
قضية الدولة الوطنية متأصلة في كتب التراث
حفظ الوطن يهيئ للدين أن ينتشر وأن يحيا الناس في سلام
في إطار الدور التوعوي الذي تقوم به وزارة الأوقاف ، والطرح الجديد لرؤى الخطاب الديني وتوافقه مع مستجدات العصر ، وفي إطار التعاون والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والهيئة الوطنية للإعلام من خلال القنوات المتخصصة ، أقيمت اليوم الأربعاء 6 من شهر ربيع الأول لعام 1440هجرية الموافق 14 / 11 / 2018م عقب صلاة الظهر بمسجد النور بالعباسية ” ندوة للرأي ” ، حاضر فيها كل من : أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، و أ.د/ عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية ، والشيخ / خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية حول : ” الجوانب الإنسانية في السنة النبوية ” ، بحضور لفيف من قيادات الدعوة بالوزارة ، وعدد من السادة الأئمة ، والصحفيين والإعلاميين.
وقدم للندوة الإعلامي الأستاذ / تامر عقل الذي ثمن جهود معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة ، مشيدًا بخطبة معاليه بمسجد ابن عطاء الله السكندري ، حول ” نبي الرحمة – صلى الله عليه وسلم- كما يجب أن نعرفه” ، والتي عبرت عن مشاعر جياشة لحب رسول الإنسانية (صلى الله عليه وسلم) .
وفي بداية كلمته أكد معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة أننا في حاجة إلى إحلال مناهج وآليات الفهم والتفكير محل مناهج وآليات الحفظ والتلقين ، وأن التقليد الأعمى الذي لا بصيرة له يوقع صاحبه في براثن الأفكار المتطرفة والإرهابية ، مشيدًا بمتابعة أئمة الأوقاف لما تقوم به الوزارة من فكر تجديدي، وأنهم بذلك لن يكونوا أمل مصر وحدها ، بل أمل العالم كله في تصحيح الفكر الوسطي، ونشر سماحة الإسلام.
وفي سياق حديثه عن الجانب الإنساني في حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) أكد معاليه أننا في حاجة إلى حلف فضول جديد تتبناه جميع الدول حتى لا يبقى بيننا مظلوم ، حلف يهدف إلى رفع الفساد والظلم وردع الظالم عن ظلمه ، وحماية حقوق الفقراء والمستضعفين ، مستشهدًا بحديث النبي (صلى الله عليه وسلم) عن حلف الفضول: « لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفًا ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو دعيت به في الإسلام لأجبت»، حيث تعاهدت القبائل العربية من بني عبد مناف وبني زهرة وغيرها على أن يكونوا عونًا للمظلوم على الظالم بغض النظر عن دينه، أو جنسه، أو عرقه، أو غناه، أو فقره .
كما بين معاليه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جسد الإنسانية في أسمى معانيها ، قال تعالى :” لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ“، مشيرًا إلى أننا في حاجة إلى بيعة صادقة خالصة لله ورسوله ، وإذا كانت حرمته (صلى الله عليه وسلم) ميتًا كحرمته حيًّا، والأدب معه ميتًا كالأدب معه حيًّا ، فإن البيعة الصادقة للرسول (صلى الله عليه وسلم) ستظل قائمة إلى يوم القيامة، قال تعالى:” إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ“، وأن ذلك يعني أن الذين يبايعون رسول الله على السمع والطاعة حيًّا أو ميتًّا إنما يبايعون الله ، ولن يخذلوا أبدًا.
وفي ذات السياق أكد معاليه أن الاحتفال بميلاد الرسول (صلى الله عليه وسلم) يكون بتجديد المبايعة الصادقة له (صلى الله عليه وسلم) على الدفاع عن شريعته وسنته المطهرة، بحيث ننفي عنها انتحال المبطلين، وتحريف الغالين، قال تعالى :” مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا“.
وفي كلمته أكد فضيلة الشيخ/ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية على أنه يجب أن نفرق بين العالِمية والعالَمية ، فقد يكون المرء عالما لكنه لا يستطيع أن يقدم العلم إلى العالم ، مع أنّ الرسالة الإسلامية رسالة عالمية ، فلا ينبغي أن نحتكر عالمية الرسالة لعربيتنا أو لأنفسنا بل هي رحمة للعالمين ، مشيرًا إلى أننا نحتاج إلى فقه المصالح والموازنات وفقه المآلات والواقع ، لننتقل من العالِمية إلى العالَمية ، متابعًا أننا في ذكرى ميلاده لابد أن نتمثل صفاته الخلقية ؛ لأن الأخلاق هي مفتاح رسالته (صلى الله عليه وسلم)، كما أننا في حاجة إلى تسليط الضوء على حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم) قبل البعثة وبعدها ، لنقتدي به ونتخلق بأخلاقه (صلى الله عليه وسلم).
وفي كلمته أشاد أ.د/ عبد الله النجار بمعالي أ.د/ وزير الأوقاف واصفًا معاليه بالعالم الفقيه المجدد الذي استطاع أن يحدث طفرة في مجال تجديد الخطاب الديني، وأن يقدم الخطاب الإسلامي المعاصر بصورة راقية محترمة ، تناسب عقول الناس ومستجدات العصر، وتحبب الناس في الإسلام، بل تحبب الإسلام للغرب .
وفي سياق الحديث عن ميلاد النبي (صلى الله عليه وسلم) أكد فضيلته على أن رسالة النبي لم تكن خاصة ببلده، ولا أمته، ولكنها كانت رحمة عامة ” إنّما أنا رحمة مهداه”، مشيرًا إلى أن فكرة الدولة الوطنية إنما هي فكرة إسلامية امتلأت بها كتب التراث، فيما عرف بفقه السياسة الشرعية، وأنه لن يُمّكن للدين أن ينتشر ولا لشعائره أن تقام إلا في ظل قيام الدولة الوطنية وقوتها، وأن النبي (صلى الله عليه وسلم) رسخ لهذه القيمة حين خرج مهاجرًا من مكة إلى المدينة المنورة ، قائًلا : “والله إنك لأحب بلاد الله إلى الله ، وأحب بلاد الله إلى قلبي”، ولما استقر بالمدينة قال :” اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد”، أما دعاة هدم الوطنية ، الذين يزعمون أن الوطن لا قيمة له ، وأنه حفنة من التراب ، فما هم إلا سفهاء لا يفقهون شيئًا عن مقاصد الدين، ولا مبادئ الإسلام ، وهذا يؤكد حقيقية أنهم عملاء لأفكار دخيلة علينا ، الغرض منها تخريب أوطاننا.
وفي ختام كلمته أكد فضيلته أن المبادرة التي قادتها مصر في مجال تجديد الخطاب الديني أصبحت نبراسًا تقتدي به كل الدول ، وأن ما قامت به وزارة الأوقاف بات يتردد في أرجاء العالم الإسلامي قاطبة ، فمصر هي حاملة لواء الدعوة الوسطية في الوقت الحاضر بفضل الله تعالى، وبفضل جهود علمائها المخلصين، حتى وصل الخطاب الديني إلى مستوى مشرف في الشرق والغرب ، وأنتم معشر الأئمة رواد في حمل هذا اللواء.
وفى ختام الندوة توجه معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بتوضيح مفهوم العالمية والخيرية التي هي تكليف قبل أن تكون تشريفًا , وأن رسالة الإسلام العالمية جاءت بكل الخير للإنسانية لأن المجتمع يعيش في الأمن بفضل الله ثم بجهود رجال قوات الأمن والشرطة الذين قدموا النفس والنفيس في سبيل المحافظة على الدين والوطن ، وهذا يسهم بقوة في القيام بكل عمل رشيد ونشر سماحة الإسلام وتبليغ صحيح الدين.