في افتتاح فعاليات الفوج الرابع للأئمة بمعسكر أبي بكر الصديق التثقيفي بالإسكندرية
الدكتور / عثمان أحمد عثمان وكيل المعهد العالي للبحوث الإسلامية :
جهود وزير الأوقاف تتسم بالذكاء والفطنة في معالجة القضايا المجتمعية
الاقتصاد يرتبط ارتباطا وثيقا بالدين والقيم
واجبنا محاربة الشائعات الكاذبة التي تستهدف اقتصاد الدولة
الدكتور / أحمد علي سليمان عضو المكتب الفني بالهيئة القومية لضمان جودة التعليم :
وزير الأوقاف استطاع أن يحول وزارته من وزارة عادية إلى وزارة فعالة
تعيش في قلب الأحداث وضرب بأيد من حديد على الفساد ضمانا لتحقيق العدالة
ومواقع التواصل الاجتماعي سبقت الفضائيات
في نشر الأحداث المهمة لحظة وقوعها
وقادت الناس للقيام بأكبر عملية تواصل اجتماعي
في التاريخ الإنساني
برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة افتتحت يوم الاثنين 12/ 11 / 2018م فعاليات الفوج الرابع للأئمة من مختلف محافظات الجمهورية بمركز أبى بكر الصديق التثقيفي بمدينة الإسكندرية بمحاضرتين علميتين الأولى: للأستاذ الدكتور/ عثمان أحمد عثمان وكيل المعهد العالي للبحوث الإسلامية ، وأستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة تحت عنوان ” علاقة الدين والقيم بالاقتصاد ” ، والثانية : للأستاذ الدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المكتب الفني بالهيئة القومية لضمان جودة التعليم، وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية تحت عنوان ” دور الدعاة فى خدمة الدين والوطن عبر مواقع التواصل الاجتماعي ” وذلك بحضور الدكتور/ عبد الرحمن نصر نصار – وكيل مديرية أوقاف الإسكندرية ، والدكتور/ عبد الفتاح عبدالقادر جمعة المشرف الفني على المعسكر ، ومسئول الاتصال الإعلامي للمديريات بوزارة الأوقاف .
وفي بداية المحاضرة الأولى أشاد أ.د/ عثمان أحمد عثمان بجهود معالي وزير الأوقاف التي تتسم بالذكاء والفطنة في معالجة القضايا المجتمعية من خلال التثقيف والتدريب الدائم للدعاة في رفع الوعي بتلك القضايا ، ومن ثم تقديم خطاب مستنير يحترم العقل ، ويقضي على التطرف والغلو .
كما أكد سيادته أن الاقتصاد يرتبط ارتباطا وثيقا بالدين والقيم ، وهي جزء أساس من الاقتصاد لا ينفك عنه ، فالصدق ، والأمانة ، والعدالة ، واتقان العمل ، والمنافسة الشريفة ، ما وجدت في أي نظام اقتصادي إلا كانت سببا رئيسا في ازدياده وانتعاشه ، واستقرار المجتمعات التي تتعامل في ضوئه ، وما نزعت تلك القيم من أي نظام اقتصادي إلا أصابه الركود وجرَّ على مجتمعاته الصراع بين أفرده ، وكثر فيهم الفقر والمرض وزيادة معدلات التضخم في تلك المجتمعات .
كما أشار سيادته إلى أننا نخوض حروب الجيل الرابع والخامس في الوقيعة بين أبناء الشعب الواحد ، فالجماعات الإرهابية تعد أزرع تلك الحروب بما تقوم به من تكفير ، وقتل ، وتفجير للمساجد والكنائس ، مستهدفة هدم الدول وبقائها في دائرة الفقر والسوق المفتوحة للمنتج الأجنبي ، بما يحقق النماء والهيمنة لتلك الدول على حساب مقدرات الشعوب الضعيفة ، لذا وجب علينا جميعا محاربة الشائعات الكاذبة التي تستهدف اقتصاد الدولة ، فأخطر شيء على النظم الاقتصادية تلك الشائعات الداعية إلى عدم ثقة الأفراد في السياسات الاقتصادية التي تمارسها السلطة التنفيذية داخل الدولة ، ومن ثم وجود أزمات اقتصادية تسبب خسارة فادحة ومتوالية ، مضيفا أن زيادة معدلات النمو الاقتصادي لا تتحقق إلا في مجتمعات آمنة ومستقرة ، وما يحدث من عمليات إرهابية داخل المجتمع الهدف الأول منه هو إجهاض أي نمو اقتصادي للمجتمع ، لذا وجب على الجميع أن يتكاتف ضد مواجهة قوى الشر التي تستهدف تمزيق المجتمعات وإزكاء الصراعات بين أفرادها حتى لا يتمكنوا من صنع قوة اقتصادية تستطيع المنافسة دوليا والمشاركة في صنع القرار .
وفي المحاضرة الثانية قدم أ.د/ أحمد علي سليمان الشكر لمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، واصفا معاليه بأنه الوزير المبدع والمجدد ، الذي استطاع أن يحول وزارته من وزارة عادية إلى وزارة فعالة تعيش في قلب الأحداث ، ونقلها من الفعالية إلى العالمية، ومن الجمود إلى التجديد التطبيقي، واضعا الله تعالى نصب عينيه، ثم الوطن ، ولم ينس هموم الدعاة ومشكلاتهم المادية والصحية والاجتماعية ، وأنهم أغلى وأعلى رأس مال، كما لم ينس المتميزين والأكفاء منهم ، والحاصلين على الماجستير والدكتوراه ، ولم يترك مجالا لواسطة أو محسوبية تتسلل لتأتي بغير الكفاءة في منصب قيادي ؛ بل ضرب بأيد من حديد على الفساد ضمانا لتحقيق العدالة ، لكي يأتي الرجل المناسب في مكانه المناسب ، ولم ينس مكاتب تحفيظ القرآن الكريم ، ولا المدارس القرآنية العصرية، أو المدارس العلمية ، كذلك لم ينس سيناء ، ولم تفتر عزيمته لمواجهة المتطرفين والمتشددين والإرهابيين ، ولن ينس التاريخ أنه منع المتشددين من التسلل إلى منابر مصر المحروسة.
كما تناول سيادته التعريف بوسائل التواصل الاجتماعي وحاجة الناس إليها مع عرض تاريخي لتطور وسائل التواصل خاصة في القرن الحادي والعشرين ، وثورة المعلومات ، كما أشار سيادته إلى بعض فوائد التواصل عبر شبكات السوشيال ميديا في أنها نافذة حرة مطلة على العالم للاطلاع على أفكار وثقافات وعادات وتقاليد وعقائد العالم بأسره ، وأنها منبر للرأي والرأي الآخر ، وتقريب الهوة الثقافية والحضارية بين الحضارات والشعوب ، وتزيد من تقارب العائلة الواحدة كما تقدم فرصة رائعة لإعادة روابط الصداقة القديمة ، ومن أهم فوائد مواقع التواصل الاجتماعي استخدام الداعية لها في الدعوة إلى الله (عز وجل) ، مشيرا إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي سبقت الفضائيات في نشر الأحداث المهمة لحظة وقوعها ، بل قادت الناس للقيام بأكبر عملية تواصل اجتماعي في التاريخ الإنساني .
كما أكد سيادته أنه إلى جانب وجود فوائد لمواقع التواصل الاجتماعي هناك مخاطر لها ، من أهمها ضعف العلاقة الأسرية والعزلة النسبية لأفراد الأسرة ، بل والتأثير السلبي في اقتحام خصوصيات الناس ، وتغافل الضوابط والقيم الشرعية ، وأن من أخطر ما يبث على شبكة التواصل الاجتماعي بَثُّ الإلحاد ، ونشره بين شباب الجامعات والدفاع عنه والترغيب فيه ، وكذلك بَثُّ الشذوذ الجنسيِّ والإباحية بين أفراد المجتمع , كما أشار سيادته إلى خطورة استخدام الإرهابيين شبكة المعلومات الدولية ومواقع التواصل ، لتحقيق مآربهم الخبيثة في عمليات القتل والتدمير وترويع الآمنين ، لذا نطالب دول العالم بضرورة تضييق الخناق (ماديًّا وتمويليًّا وتكنولوجيًّا..) على هؤلاء المجرمين؛ حتى تؤتي الجهود الرامية لمواجهة الإرهاب ثمارها المرجوة.