خلال الندوة التي أقامتها وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي
بمسجد الحامدية الشاذلية بأوقاف الجيزة
تحت عنوان ” سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) نبي الرحمة “
الكاتب الصحفي الأستاذ/ إبراهيم نصر مدير تحرير جريدة عقيدتي :
إحكام السيطرة على المساجد ومنع أصحاب الأفكار الظلامية
وتمكين شباب الأئمة جهود لا تنكر لمعالي وزير الأوقاف
الدكتور / محمد عزت – مدير عام شئون القرآن الكريم بوزارة الأوقاف :
الطريقة المثلى في عرض سيرته ( صلى الله عليه وسلم ) إبراز جوانب العظمة
في شخصيته وأخلاقه في تعامله مع الناس
الشيخ / إسلام النواوي – عضو الإدارة العامة للفتوى وبحوث الدعوة :
مدارسة سيرة الرسول ( صلى الله عليه وسلم )
وقاية وعلاج لكل خلل أخلاقي أو سلوكي
الشيخ / يحيى السباعي إمام مسجد الحامدية الشاذلية :
ينبغي أن تتزين نفوسنا وقلوبنا بِامْتِثَالِ أخلاقه ( صلى الله عليه وسلم )
كما تتزين بيوتنا ابتهاجا بميلاده ( صلى الله عليه وسلم ).
برعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، وفي إطار الحملة الدعوية التي أطلقتها وزارة الأوقاف خلال شهر ربيع الأول تحت عنوان ” رسول الإنسانية ” مستهدفة بذلك التعريف بسيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) ورسالته السمحة، أقامت وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي ندوة علمية كبرى تحت عنوان : ”سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) نبي الرحمة ” بمسجد الحامدية الشاذلية بالجيزة ، وذلك عقب صلاة المغرب يوم السبت الموافق 10/11/ 2018م ، وحاضر فيها كل من : الدكتور / محمد عزت – مدير عام شئون القرآن الكريم بوزارة الأوقاف ، والشيخ / إسلام النواوي – عضو الإدارة العامة للفتوى وبحوث الدعوة ، والشيخ / يحيى السباعي إمام المسجد ، وذلك بحضور فضيلة الشيخ / محمد حسين مدير الدعوة بأوقاف الجيزة وعدد من قيادات الدعوة بالجيزة ، وقد أدار الندوة وقدم لها الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ/ إبراهيم نصر مدير تحرير جريدة عقيدتي .
وفي بداية اللقاء قدم أ/ إبراهيم نصر الشكر لمعالي وزير الأوقاف على الجهود الدعوية الملحوظة لمعاليه في إحكام السيطرة على المساجد وسد الطرق أمام أصحاب الأفكار الظلامية أو غير المتخصصين في اعتلاء المنابر ، وكذلك جهده الملحوظ في تمكين الشباب في العمل بالمواقع القيادية والمساجد الكبرى بوزارة الأوقاف وتمكينهم من تصدر المشهد الدعوى بجدارة وتميز .
وفي بداية كلمته أكد فضيلة الدكتور / محمد عزت مدير عام شئون القرآن الكريم بوزارة الأوقاف أن الطريقة المثلى في عرض سيرته ( صلى الله عليه وسلم ) هي إبراز جوانب العظمة في شخصيته وأخلاقه ومواقفه في تعامله مع جميع الناس ، ليتحقق بذلك الاقتداء برسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، فيجد الرجل القدوة ، وتجد المرأة الأسوة ، ويجد الشاب ما يريد ، وتجد الفتاة ما تريد ، ويجد الزوج ما يصلح شأنه وزوجه ، عند ذلك تتحقق القدوة والأسوة .
كما أكد فضيلته أن رسولنا (صلى الله عليه وسلم) هو رسول الإنسانية والإنسان الكامل ، الذي تجسدت في شخصه كل معاني الرحمة والإنسانية ، وصدق الله العظيم حيث قال: ( وما أرسلنك إلا رحمة للعالمين ) ، فكان (صلى الله عليه وسلم) رحمة للإنس والجن والمؤمن والكافر ، بل ولكل المخلوقات جميعا ، ولم تقف مظاهر رحمته (صلى الله عليه وسلم) عند حدود البشر على اختلاف عقائدهم فحسب ؛ بل اتسعت لتشمل الحيوان والطير ، حيث دخل (صلى الله عليه وسلم) حائطًا لرجل من الأنصار، فإذا فيه جمل ، فلما رأى النبيَّ (صلى الله عليه وسلم) حَنّ وذرفت عيناه ، فأتاه (صلى الله عليه وسلم) فمسح ذفراه فسكت، فقال (صلى الله عليه وسلم) : (مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ؟)، فجاء فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله، فقال له: (أَفَلَا تَتَّقِي اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللَّهُ إِيَّاهَا فَإِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ).
ومن جانبه أكد فضيلة الشيخ / إسلام النواوي عضو الإدارة العامة للفتوى وبحوث الدعوة أن وزارة الأوقاف عبر منابرها ومساجدها تسعى في كل اتجاه لتجفيف الفكر المتطرف ، وها هي تطلق المبادرات والحملات الدعوية والتي منها ما نحن بصدده اليوم ، وهي حملة (رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم) ، وذلك لإدراكها أن مدارسة ومعرفة سيرة وأخلاق الرسول (صلى الله عليه وسلم) وقاية وعلاج لكل خلل أخلاقي أو سلوكي ، وامتلاء القلب بالحب لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمان لصاحبه في الدنيا ، حيث يسوقه إلى السلوك الطيب والأخلاق فاضلة ، وفى الآخرة يأمن وينعم برفقته وشفاعته (صلى الله عليه وسلم) .
كما أكد أن النبي (صلى الله عليه وسلم) ضرب أعظم الأمثلة في الإنسانية على مرِّ التاريخ ، وهذه الإنسانية التي أسكنها الله (عز وجل) قلب نبيه (صلى الله عليه وسلم) أكبر دليل على سماحة الإسلام ، ورحمته ويسره ، فشريعة الإسلام هي شريعة السلام ، واليسر ، والرحمة بكل معانيها، فلنتراحم فيما بيننا ، ولنرحم من في الأرض ليرحمنا من في السماء ، فقد قال (صلى الله عليه وسلم) : (الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ أَهْلُ السَّمَاءِ) .
ومن جانبه أكد فضيلة الشيخ / يحيى السباعي إمام مسجد الحامدية الشاذلية بالجيزة أنه ينبغي علينا أن نُعْلِمَ العالمَ كلَّه بأن الاحتفال الأمثل يكون بالتزام ما يحبه الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم) ، وعلينا أن نزين أنفسنا وقلوبنا بِامْتِثَالِ أخلاقه (صلى الله عليه وسلم) كما تتزين بيوتنا وتتلألأ أنوارها ابتهاجا بميلاده (صلى الله عليه وسلم) ، فبعثته (صلى الله عليه وسلم) رحمة للعالمين؛ حيث رفع الله تعالى عذابه عن المكذبين المعاندين له(صلى الله عليه وسلم) ، وعن العصاة من أمته ما دام استغفارهم؛ مصداقا لقوله تبارك تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ ، وما أحوجنا إلى أن نقتدي بأخلاق سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في سلوكنا ، ومعاملاتنا ، فنتحلى بالرحمة والرأفة واللين والسماحة ، وأن نعامل الناس بما كان يعاملهم به (صلى الله عليه وسلم) ؛ نشرًا لرسالته ، وبيانًا لهديه وسنته، فتتحول الرحمة إلى سلوك عمليّ في حياتنا.