:أخبار الأوقافأوقاف أونلاين

قافلة علماء الأوقاف بمحافظة المنيا

 تؤكد :

 نبينا (صلى الله عليه وسلم) نبي الرحمة

ولم تكن رحمته خاصة بالمؤمنين فحسب بل شملت جميع المخلوقات

  بتوجيهات من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة وجه رئيس القطاع الديني فضيلة الشيخ/جابر طايع يوسف بتسيير قافلة دعوية لمحافظة المنيا يومي الخميس والجمعة 11 ، 12 / 10/ 2018م ، وقد واصلت القافلة عطاءها الدعوي بالمساجد الكبرى بمحافظة المنيا ، حيث قام أعضاء القافلة بإلقاء خطبة الجمعة الموحدة بالمساجد الكبرى تحت عنوان : ” نبي الرحمة (صلى الله عليه وسلم) كما يجب أن نعرفه”.

  فمن على منبر مسجد ” الحاج شوقي” أكد فضيلة الدكتور/ هشام عبد العزيز وكيل وزارة الأوقاف للمساجد وشئون القرآن الكريم أنه مع مقدم شهر ربيع الأول من كل عام يحتفل المسلمون بذكرى ميلاد سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ؛ محبّةً ، وتعظيمًا، وتوقيرًا ، وإجلالًا له (صلى الله عليه وسلم) ، وإنّ من أوجب الواجبات ، وأقوى شواهد المحبة ، أن نعرّف الناس بسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ؛ ذلك أنّ بعض الناس لا يعرفون النبيّ (صلى الله عليه وسلم) المعرفة التي تليق به ، وتتناسبُ مع مكانته (صلى الله عليه وسلم) .

  كما أشار فضيلته إلى أن القرآن الكريم تحدث عن النبي (صلى الله عليه وسلم) حديثًا كاشفًا عن مكانته وأخلاقه وكثيرٍ من جوانب حياته (صلى الله عليه وسلم) , فهو نبي الرحمة , حيث يقول الحق سبحانه: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}, ويقول سبحانه: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}، موضحا أن رحمة النبي (صلى الله عليه وسلم) لم تكن خاصة بالمؤمنين فحسب ؛ بل إن الرحمة التي امتلأ بها قلب النبي (صلى الله عليه وسلم) شملت المؤمن والكافر ، والبر والفاجر ، والطائع والعاصي ، والإنس والجن ، بل وجميع المخلوقات ، وفي ذلك يقول الحق سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} .

  ومن فوق منبر مسجد ” أبو حرام الكبير ” أكد فضيلة الشيخ/ صلاح السيد عطية عضو المراكز الثقافية أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يعفو عمن ظلمه ، ويعطي من حرمه، ويصل من قطعه ، ويحسن إلى من أساء إليه ، ولا أدل على ذلك مما حدث يوم الطائف، والذي كان أشدّ الأيام صعوبة على النبي (صلى الله عليه وسلم) ، فقد كذبه أهل الطائف إلى الحد الذي حدا بأمين وحي السماء جبريل (عليه السلام) أن ينزل بأمر من ربه (عز وجل) ومعه مَلَك الجبال مُستأمرًا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في أن يُوقع بهم العذاب، ويجيب الرحمة المهداة (صلى الله عليه وسلم) قائلًا: (بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ، لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا)، وعندما قيل له (صلى الله عليه وسلم): ادع على المشركين قال: (إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً).

  كما أشار فضيلته إلى أن مظاهر رحمته (صلى الله عليه وسلم) لم تقف عند حدود البشر على اختلاف عقائدهم فحسب ؛ بل اتسعت لتشمل الحيوان والطير وكل المخلوقات.

  ومن على منبر مسجد ” ناصر ” أكد فضيلة الدكتور/ محمد أحمد حامد عضو الإدارة العامة للفتوى وبحوث الدعوة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان بأقواله وأفعاله وجميع أحواله تطبيقا عمليًّا للمنهج الرباني الذي أراده الله (عزو جل) للبشرية ، فكان (صلى الله عليه وسلم) قرآنا يمشي على الأرض كما وصفته أم المؤمنين السيدة عائشة (رضي الله عنها).

  كما بين فضيلته أن رسالة النبي (صلى الله عليه وسلم ) رسالة رحمة وأمن وسلام للبشرية جمعاء، فدينه (صلى الله عليه وسلم) دين يرسخُ أسس التعايش السلمي بين البشر جميعًا ، يحقن الدماء كل الدماء ، ويحفظُ الأموال كل الأموال ، على أسس إنسانية خالصة ، دون تفرقة بين الناس على أساس الدين ، أو اللون ، أو الجنس ، أو العرق ، فكل الأنفس حرام ، وكل الأعراض مصانة ، وكل الأموال محفوظة ، وكل الأمانات مؤداةٌ لأهلها .

  ومن فوق منبر مسجد ” البرهان ” أكد فضيلة الشيخ / إبراهيم أحمد عبدالمحسن إمام وخطيب بمديرية أوقاف بني سويف أن مظاهر الرحمة والإنسانية التي امتلأ بها قلب النبي (صلى الله عليه وسلم) لا تقف عند حدّ المعاملات اليومية مع الآخرين وفقط ، بل كانت ممتدة وواضحة الأثر في التشريعات التي جاء بها , وكان من انسانيته تكريمه (صلى الله عليه وسلم) للمرأة بعد أن عاشت عصورًا من القهر والظلم والظلام ، مسلوبة الإرادة من ممارسة أدنى حقوقها الإنسانية، فجاء بشريعة منحتها الحقّ في الميراث بعد أن كانت هي نفسها تورث ، وجعلت لها الحقّ في التصرف والتملك ، واختيار الزوج ، وجعل لها من التشريعات ما يكفل لها كرامتها أمًّا ، وبنتًا ، وأختًا ، وزوجةً ، بل جعل رعايتها ، والعناية بها ، وحسن التعامل معها طريقًا إلى الجنة ، حيث قال النبي (صلى الله عليه وسلم) : (مَنْ كُنَّ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ أَوْ ثَلَاثُ أَخَوَاتٍ أَوْ بِنْتَانِ أَوْ أُخْتَانِ اتَّقَى اللَّهَ فِيهِنَّ وَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ حَتَّى يَبِنَّ أَوْ يَمُتْنَ كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنْ النَّارِ) .

  ومن فوق منبر مسجد ” خالد بن الوليد ” أكد فضيلة الشيخ / عبدالفتاح سليمان أن من مظاهر الإنسانية في شريعته (صلى الله عليه وسلم) رفقه بعموم المسلمين من أمته ، فكان (صلى الله عليه وسلم) إذا سمع بكاء الصبي الصغير في المسجد يعجل في صلاته رحمة بالطفل ، وشفقة بأمه ، فكان (صلى الله عليه وسلم) يقول: (إِنِّي لَأَدْخُلُ فِي الصَّلاَةِ وَأَنَا أُرِيدُ إِطَالَتَهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلاَتِي مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ بُكَائِهِ)، بل ضرب النبي (صلى الله عليه وسلم) أعظم الأمثلة في الإنسانية على مرِّ التاريخ، وهذه الإنسانية التي أسكنها الله (عز وجل) قلب نبيه (صلى الله عليه وسلم) أكبر دليل على سماحة الإسلام ، ورحمته ويسره ، وهذا أدعى لنتراحم فيما بيننا.

  ومن فوق منبر مسجد “دياب” أكد فضيلة الشيخ /محمد إبراهيم الدسوقي أن من مظاهر العظمة والإنسانية والرّحمة في شخصية النبيّ (صلى الله عليه وسلم) التعامل الأخلاقي الراقي  مع مخالفيه ، فقد عاش النبيّ (صلى الله عليه وسلم) – عشر سنوات في المدينة – قائدًا لمجتمع يتعايش فيه المسلمون مع غيرهم من أصحاب الديانات الأخرى، وعلى الرغم من أنّ غير المسلمين كانوا يمثلون الأقلية في هذا المجتمع ، فإنّ النبيّ (صلى الله عليه وسلم) قد أنصفهم غاية الإنصاف ، وعاملهم معاملة إنسانية لا تفرقة فيها بين مسلم أو غير مسلم ، فالجميع يتمتع بكافة الحقوق الإنسانية ، انطلاقًا من قول الله (عزّ وجلّ) ؛ }َلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا{، فكان (صلى الله عليه وسلم) يقبل دعوتهم ، ويحضر مجالسهم ، ويزور مريضهم، ويواسيهم في مصابهم ، ويعاملهم بأرقى أنواع المعاملة التي ينبغي أن يتعامل بها أبناء المجتمع الواحد ، بل مما يدل على ترسيخه (صلى الله عليه وسلم) لأسس التعايش السلمي في المجتمع المدني أنه (صلى الله عليه وسلم) مات ودرعه مرهونة عند يهودي ، وما فعل النبي (صلى الله عليه وسلم) ذلك إلا تعليمًا للأمة ، وتطبيقًا عمليًّا لما يدعو إليه الإسلام من سلم وسلام ووئام مع الناس جميعا.

  كما شملت القافلة الدعوية مسجد ” شلبي” ، ومسجد الشرطة ، ومسجد الفتح ، ومسجد بدران ، وقد أكد جميع أعضاء القافلة على وجوب التخلق بأخلاق سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في سلوكنا ، ومعاملاتنا.

اللهم شفع فينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدًا.

اظهر المزيد

منشور حديثّا

شاهد أيضًا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى