وزير الأوقاف في خطبة الجمعة بمسجد ابن عطاء الله السكندري بالقاهرة يطلق حملة رسول الإنسانية
ويؤكد :
مصر بلد الإنسانية وستظل
ويدعو إلى حلف فضول عالمي جديد لصالح سلام الإنسانية
يبني على الحق والعدل وتتبناه المؤسسات الدولية على أساس إنساني محض
ألقى معالي أ.د/محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بمسجد ابن عطاء الله السكندري بالقاهرة خطبة الجمعة الموافقة لليوم الأول من شهر ربيع الأول 1440 هـ الموافق 9 نوفمبر 2018 م بعنوان ” الرسول (صلى الله عليه وسلم) كما يجب أن نعرفه ” ، بحضور السيد اللواء / خالد عبد العال محافظ القاهرة ، والسيد / محمود الشريف نقيب الأشراف وكيل أول مجلس النواب ، وسماحة الشيخ / عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية رئيس لجنة التضامن بمجلس النواب ، وفضيلة الشيخ/ جابر طايع رئيس القطاع الديني، وفضيلة الشيخ/ خالد خضر وكيل وزارة الأوقاف بالقاهرة ، وعدد من السادة النواب ولفيف من القيادات التنفيذية والدعوية بمحافظة القاهرة .
وخلال الخطبة أكد معاليه على أن القرآن الكريم تحدث عن رحمة النبي (صلى الله عليه وسلم) التي هي رحمة للعالمين .
كما أكد معاليه على أن دين الإسلام هو دين الرحمة والأمن والأمان والسلام للبشرية جمعاء ، دين يرسخُ أسس التعايش السلمي بين البشر جميعًا، يحقن الدماء كل الدماء ، ويحفظُ الأموال كل الأموال ، على أسس إنسانية خالصة ، دون تفرقة بين الناس على أساس الدين ، أو اللون ، أو الجنس ، أو العرق ،مؤكدًا على أن الجماعات الإرهابية شوهت الصورة النقية للإسلام، فهم شيء وديننا شيء آخر.
وأكد على أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء ليخرج الإنسانية من الظلمات إلى النور ويخلصها من دركات الظلم إلى درجات العدل والرحمة ، ومن القسوة إلى الرحمة، ومن سفك الدماء إلى عصمة الأموال والأنفس والأعراض.
وتحدث عن إكرام الإسلام للمرأة وإعطائها حقوقها كاملة ، وشرع ما يكفل لها كرامتها أمًّا ، وبنتًا ، وأختًا ، وزوجةً ، بل جعل رعايتها والعناية بها وحسن التعامل معها طريقًا إلى الجنة ، فعن ابن عباس( رضي الله عنهما) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ): “من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها أدخله الله الجنة”.
ومن ناحية أخرى أوضح معاليه أن الوزارة قد قررت إطلاق حملة تعريفية عالمية بالرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ورسالته باللغات المختلفة طوال شهر ربيع الأول ، قصد بيان سمو أخلاقه (صلى الله عليه وسلم ) وسمو رسالته السمحة الغراء ، وبيان أوجه إنسانيته وكونه رحمة للعالمين أجمعين ، وبيان ونفي ودحض ما لحق بها من زيغ و زيف المتطرفين، وتنطلق الحملة من خلال عدة فعاليات منها : الخطب، والندوات، والإصدارات، والمترجمات، وموقع الوزارة وأئمتها الموفدون لمختلف دول العالم ، وذلك تحت عنوان : ” رسول الإنسانية “، ومن حسن الطالع أن يتوافق زمن إطلاق الحملة في أول يوم لشهر ربيع الأول يوم جمعة، وذلك لنؤكد للناس على أن ديننا هو دين الرحمة ، وأن الأعمال التي تقوم بها الجماعات الإرهابية لا علاقة لها بالإسلام.
وأشار إلى أن النصب التذكاري للإنسانية والذي أقيم بمدينة السلام على أرض سيناء يؤكد على أن مصر بلد الإنسانية ، مؤكدًا على أننا نحتاج إلى حلف فضول عالمي جديد يُبني على الحق والعدل ، ويقف بجوار الضعيف ، ويعين المظلوم، تتبناه المؤسسات الدولية دون تمييز ، ويبني على أساس إنساني محض.
مشيرًا إلى أن مظاهر الرحمة الإنسانية التي امتلأ بها قلب النبي (صلى الله عليه وسلم) لم تقف عند حد المعاملات اليومية مع الآخرين ، بل امتدت لتشمل التشريعات التي جاء بها ، فقد جاء (صلى الله عليه وسلم) بشريعة جعلت البشر كلهم أمام الله (عزّ وجل) سواء ، حيثُ يقول (سبحانه) {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }.
مضيفًا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان رفيقًا بأمته في أداء العبادات ، فكان (صلى الله عليه وسلم) إذا سمع بكاء الصبي الصغير في المسجد يعجل في صلاته رحمة بالطفل ، وشفقة بأمه ، فكان (صلى الله عليه وسلم) يقول: (إِنِّي لَأَدْخُلُ فِي الصَّلاَةِ وَأَنَا أُرِيدُ إِطَالَتَهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلاَتِي مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ بُكَائِهِ).
كما بين معاليه أن إنسانية الرسول (صلى الله عليه وسلم) هي أكبر دليل على سماحة الإسلام ورحمته ويسره ، فشريعة الإسلام هي شريعة السلام واليسر والرحمة بكل معانيها .
كما أشار معاليه إلى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) – قد عاش عشر سنوات في المدينة – قائدًا لمجتمع يتعايش فيه المسلمون مع غيرهم من أصحاب الديانات الأخرى الذين أنصفهم النبي (صلى الله عليه وسلم) غاية الإنصاف ، مبينًا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد رسخ لأسس التعايش السلمي في المجتمع المدني ، و النبي (صلى الله عليه وسلم) مات ودرعه مرهونة عند يهودي ، وما فعل النبي (صلى الله عليه وسلم) ذلك إلا تعليمًا للأمة ، وتطبيقًا عمليًّا لما يدعو إليه الإسلام من سلم وسلام ووئام مع الناس جميعا ؛ حيثُ يقول الحقُّ (سبحانه) : {لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}.
وأوضح معاليه أن النبيّ (صلى الله عليه وسلم) كان في إنسانيته ورحمته ، وحسن تعامله مع غير المسلمين أسوة وقدوة ، وأنموذجًا فريدًا لم تر البشرية مثله .