*:

أيها المنصفون لا تظلموا الأزهر والأوقاف

 

في الوقت الذي نرحب فيه بأي نقد موضوعي يدعم انطلاقتنا الدعوية والوطنية ، وقد حددنا خطا ساخنا لتلقي أي شكاوى أو مقترحات ، فإن الإنصاف والحكمة يقتضيان الوقوف إلى جانب العمل الوطني الجاد.

ومن يتابع مسيرة العمل الدعوي والوطني في الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء بعد ثورة 30 يونيو يدرك أن هذه المؤسسات الدينية الرسمية تسابق الزمن في مواجهة كل ألوان التشدد والتطرف والعنف والإرهاب ، والعمل بقوة على كل ما يدعم قيم التسامح والتعايش السلمي المشترك ، وأن الأزهر والأوقاف يقفان حائطا صلبا وسدا منيعا في مواجهة المتشددين والمتطرفين.

وأن وزارة الأوقاف قد اتخذت إجراءات تاريخية وخطوات عملية غير مسبوقة في ضبط الخطاب الديني ، وبخاصة فيما يتصل ببسط سيطرتها على مساجد لم يكن أحد يجرؤ في السابق على الاقتراب من ساحتها ، مثل : مساجد القائد إبراهيم بالأسكندرية ، والجمعية الشرعية بأسيوط ، والعزيز بالله بالزيتون ، وأسد بن الفرات بالدقي ، والمراغي بحلوان ، والإيمان بمدينة نصر ، والحمد بالتجمع الخامس ، والريان بالمعادي ، والتوحيد بعابدين ، والجلاء برمسيس ، والاستقامة بالجيزة ، ودعوة الحق بالدقي ، وعشرات بل مئات بل آلاف المساجد على مستوى الجمهورية ، وأنها بدأت بقوة في برامج التدريب وتطوير مستوى أبنائها ، وتكثيف القوافل المشتركة بين الأزهر والأوقاف التي تجوب مدن مصر وقراها ونجوعها ومدارسها ومصانعها ومراكز الشباب بها تبلغ بالحكمة والموعظة الحسنة وتواجه التشدد والإرهاب بحزم وصلابة من جهة وعقل وفكر مستنير من جهة أخرى.

إضافة إلى ما تقوم به الوزارة من نشاط ملحوظ غير مسبوق في تاريخ المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، سواء في مجال النشر أم في مجال المحاضرات والندوات أم في مجال التدريب أم في الإعداد للمؤتمر السنوي الذي يتناول موضوع “خطورة التكفير والفتوى بدون علم على القضايا والمصالح الوطنية والعلاقات الدولية” في إعداد وترتيب غير مسبوق، وعلى مستوى دولي متميز في الخامس والعشرين والسادس والعشرين من شهر مارس 2014م.

هذا إضافة إلى ضبط شئون الأوقاف ، والعمل على تنمية مال الوقف ، وحسن استثماره وتوظيفه والضرب بيد من حديد على كل أوجه الفساد المالي والإداري التي كانت متجذرة في أعماق الهيئة والوزارة ، مع الإعداد الجيد المتميز للمؤتمر الأول الذي يقام في 1-2-2014م حول تنمية مال الوقف وحرمة الإعتداء عليه.

ولا ندعي الكمال أبدا أو أننا وصلنا إلى ما نصبو إليه ، فالكمال لله وحده ، والعصمة لأنبيائه ورسله ، ولكن التركة كانت ثقيلة ، والفساد كان مستشريا ، والأدوات كانت محدودة ، فاجتهدنا وحاولنا بشجاعة وجسارة وبلا أدنى تردد أن نقاوم كل ألوان العنف والتشدد من جهة والفساد والتسيب من جهة أخرى ، مستعينين بالله عز وجل ، ثم بمساندة كل الوطنيين الشرفاء من السياسيين والمفكرين والإعلاميين والعامة والبسطاء الذين لمسوا أثر التحول في هيئات الأزهر والأوقاف فكانوا لنا خير دعم وسند.

وإننا نعلن بوضوح أننا في حاجة إلى لُحمة وطنية قوية لمواجهة ما تبقى من مظاهر التشدد وبقايا الفساد والمفسدين ، حتى نصل بوطننا إلى بر الأمان والتقدم والرقي.

ولا يفوتونا أن نتوجه بوافر الشكر والتقدير إلى كل الإعلاميين والمحللين والمنصفين الذين يساندوننا بكل قوة ويقدرون الجهد الذي نبذله ليل نهار في كل الاتجاهات سالفة الذكر ، فلهم كل التحية والتقدير.

 

المركز الإعلامي لوزراة الأوقاف

 

 

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى