خلال الندوة التي أقامتها وزارة الأوقاف بالتعاون مع جريدة عقيدتي بمسجد النور بالعباسية بالقاهرة
تحت عنوان ” معاملة النبي (صلى الله عليه وسلم) لأهل بيته “
د/ أشرف فهمي موسى مسئول الشئون العلمية بمكتب الوزير :
الرسول (صلى الله عليه وسلم) أحسن الناس معاملة وأفضل زوج عرفه التاريخ
وكان (صلى الله عليه وسلم) أرق الآباء وألطف الناس وأوفى الأصدقاء
د/ جمال إبراهيم إسماعيل مدير عام الإرشاد الديني :
واجبنا الاقتداء بالنبي (صلى الله عليه وسلم) في معاملته لأهل بيته
الشيخ/ أبو بكر سليمان الدبشة إمام مسجد النور :
الرسول (صلى الله عليه وسلم) أسوة وقدوة لأمته في الحياة كلها
برعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، وفي إطار خطة وزارة الأوقاف الدعوية ، ونشر الفكر الوسطي المستنير ، والاهتمام بقضايا الشباب ، أقامت وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي ندوة علمية كبرى تحت عنوان : ” معاملة النبي (صلى الله عليه وسلم) لأهل بيته” بمسجد النور بالعباسية ، وذلك عقب صلاة مغرب يوم السبت الموافق 3 / 11 / 2018م ، وحاضر فيها كل من : الدكتور / أشرف فهمي موسى مسئول الشئون العلمية بمكتب الوزير ، والدكتور / جمال إبراهيم مدير عام الإرشاد بالوزارة ، والشيخ / أبو بكر سليمان الدبشة إمام مسجد النور ، وقد أدار الندوة وقدم لها الكاتب الصحفي الأستاذ/ إبراهيم نصر مدير تحرير جريدة عقيدتي .
وفي كلمته أكد فضيلة الدكتور/ أشرف فهمي مسئول الشئون العلمية بمكتب الوزير، أن منزلة رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) عالية وغالية علينا ؛ حيث شرفه ربه أحسن تشريف ، فنادى جميع الأنبياء في القرآن بأسمائهم مجردة ، أما هو فناداه موصوفًا بالرسالة تعظيمًا وتشريفًا ، مؤكدا أننا نفخر بأن الله (عز وجل) اختارنا وجعلنا من أمة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) ويكفينا عزا وكرامة أن بيته أطهر البيوت ، فقد نزل فيه الوحي ، أما عن معاملته (صلى الله عليه وسلم) فكَانَ يَخِيطُ ثَوْبَهُ ، وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ، وكان (صلى الله عليه وسلم) لا يعيب على طعام قط ، إن اشتهاه أكله وإلا تركه ، وَلَا يَأْنَفُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَ الْأَرْمَلَةِ ، وَالْمِسْكِينِ فَيَقْضِيَ لَهُ الْحَاجَةَ ، تقول أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) : (مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بِيَدِهِ امْرَأَةً لَهُ قَطُّ وَلَا خَادِمًا) ، ومن معاملته الطيبة لأزواجه ما قالته السيدة عائشة (رضي الله عنها) : كان (صلى الله عليه وسلم) لا يدخل بيته إلا والسواك على فمه ، فهو لا يريد أن تشم منه أزواجه رائحة أكله (صلى الله عليه وسلم) فما أطيبك يا رسول الله حيا وميتًا .
كما أكد فضيلته على أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) لم تمنعه كثرة أعماله ومشاغله في تبليغ رسالة ربه من إعطاء أزواجه حقوقهن ، ونرى حال كثير من المسلمين اليوم يضيع حقوق زوجه بحجة الأعمال الكثيرة والالتزامات العديدة ، و يا ليت أن الأمر يتوقف عند هذا ، بل إن بعض الأزواج يعتدي على زوجه بالشتم والسب والضرب ، ولم يقتد برسوله (صلى الله عليه وسلم).
وفي كلمته أشاد فضيلة الدكتور/ جمال إبراهيم مدير عام الإرشاد الديني بدور وزارة الأوقاف لتفعيل الندوات الدينية والفكرية التي تقدم الفكر الوسطي المستنير، والتي تناقش قضايا الواقع وكل ما يهم المجتمع المصري والإنسانية كلها ، مهنئا الأمة بقدوم شهر مولد رسول السلام ، ورسول القيم ، ورسول المعاملة الطيبة مع جميع البشر ، فهو رسول الرحمة والرأفة (صلى الله عليه وسلم) ، موضحا أن الأمة تعيش مع رسولنا (صلى الله عليه وسلم) بمبادئه ، مؤكدا ضرورة الاقتداء بالنبي (صلى الله عليه وسلم) في معاملته لأهل بيته ، وأن من اقتدى به (صلى الله عليه وسلم) أصبح ممن قال الله فيهم : “رضي الله عنهم ورضوا عنه ” .
كما أوضح فضيلته أن الرحمة التي نشرها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من خلال سيرته تملأ قلب الصغار والكبار حنانا وحبا ، فلما قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَعِنْدَهُ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسًا ، فَقَالَ الْأَقْرَعُ : إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنْ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ثُمَّ قَالَ: ” مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ ” .
وفي كلمته نعى فضيلة الشيخ / أبوبكر سليمان إمام مسجد ضحايا الحادث الإرهابي الغاشم الذي وقع بمحافظة المنيا ، مؤكدا أننا كلنا في هذا الوطن لحمة واحدة ، وأي اعتداءٍ على أي فرد على أرض مصر هو اعتداء على جميع المصريين ، وأننا نستنكر ما حدث من عمل إجرامي غاشم لا يمت لأي دين بصلة ، كما ندعو الله تعالى للمصابين بالشفاء العاجل ، ونسأله سبحانه أن ينعم على مصرنا الغالية بنعمة الأمن والأمان ، وأن يديمها علينا وعلى العالمين أجمعين .
ثم أوضح فضيلته أن الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) صاحب الأخلاق العظيمة قد هيأه الله تعالى ، ليستطيع أن يواجه العالم كله برسالته ودعوته ، ولهذا كانت سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) متميزةً عن سِيَرِ الأنبياء جميعًا ، وسيرته شاملة جامعة كاملة ، كل من يحتاج إلى أسوة في هذه السيرة يجد مكانًا ليتأسى ويقتدي به ، فوصفه ربُه بقوله: ” وإنك لعلى خلق عظيم ” .
كما أشار فضيلته إلى بعض جوانب العظمة في شخصيته وسيرته ( صلى الله عليه وسلم ) من خلال تعامله مع أهل بيته ، فعلى الرغم من انشغاله (صلى الله عليه وسلم) بمهام الدعوة إلى الله تعالى ، لكن هذا كلَّه لم يشغله (صلى الله عليه وسلم) عن أن يقوم بحق أهله وبيته عليه ، مشيرا إلى أنه (صلى الله عليه وسلم) وجه أصحابه إلى استثمار أوقاتهم ، ففي صحيح البخاري من حديث عبدالله بن عمرو (رضي الله عنهما) قال : قال لي رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) : “يا عبد الله ألم أخبر أنك تصوم النهار، وتقومُ الليل؟ ” فقلت: بلى يا رسول الله، قال: “فلا تفعل، صُم وأفطر، وقم ونم، فإنَّ لجسدك عليك حقا، وإن لبدنك عليك حقا، وإن لزوجك عليك حقا، وإن لزورك عليك حقا ، فهو (صلى الله عليه وسلم) أسوة وقدوة لأمته من بعده ، يعلمها كيف يكون التعامل مع أهل البيت من نساءٍ وأولاد ، ويعطيها النموذج الأمثل في التعامل لتقتدي به فتهتدي ، وصدق الله العظيم إذ يقول : ” لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا ” .