خلال الندوة التي أقامتها وزارة الأوقاف بالتعاون مع جريدة عقيدتي
بمسجد عمرو بن العاص (رضي الله عنه) بالقاهرة
تحت عنوان : ( دور الشباب في بناء الأوطان )
الأستاذ / إبراهيم نصر :
وزارة الأوقاف تعمل جاهدة عبر مساجدها لتفكيك الفكر المتطرف
بالفكر المستنير والفهم الواعي يصبح شبابنا قوة بناء وتنمية للوطن
الشيخ/ صبري عبادة خليل :
الشباب رحلة بناء وعطاء وهم الدعامة الحقيقية لرفعة الأوطان
ووزارة الأوقاف تعمل جاهدة على تمكين الشباب
والدفع بهم في العمل الإداري والقيادي
الشيخ / إسلام النواوي :
يجب على الشباب أن لا يستسلم لداعي البطالة والكسل
بل عليهم القيام بواجبهم في المشاركة في بناء أوطانهم
الشيخ/ محمود عتلم – إمام وخطيب مسجد عمرو بن العاص :
شباب مصر هم حراس الأرض والعرض
برعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، وفي إطار خطة وزارة الأوقاف الدعوية ، ونشر الفكر الوسطي المستنير ، والاهتمام بقضايا الشباب ، أقامت وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي ندوة علمية كبرى تحت عنوان : ” دور الشباب في بناء الأوطان ” بمسجد عمرو بن العاص (رضي الله عنه) بمحافظة القاهرة ، وذلك عقب صلاة مغرب يوم السبت الموافق 27 / 10 / 2018م ، وقد حاضر فيها كل من : فضيلة الشيخ/ صبري عبادة خليل ، وفضيلة الشيخ/ إسلام النواوي ، وفضيلة الشيخ/ محمود عتلم – إمام وخطيب مسجد عمرو بن العاص ، وقد أدار الندوة وقدم لها الكاتب الصحفي الأستاذ/ إبراهيم نصر مدير تحرير جريدة عقيدتي .
وفي بداية اللقاء قدم الأستاذ/ إبراهيم نصر مدير تحرير جريدة عقيدتي الشكر لمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على إشرافه المباشر ورعايته الدائمة لتلك الندوات التي تجوب محافظات مصر ، لرفع الوعي المجتمعي بالقضايا الملحة داخل المجتمع المصري ، مشيرًا إلى أن أصحاب الأفكار المتطرفة قد نشروا أفكارا لا تتفق ومقاصد الدين الحنيف ، لذا تعمل وزارة الأوقاف جاهدة عبر مساجدها ومنابرها العلمية لتفنيد وتفكيك الأفكار الداعية إلى الغلو والتشدد وخاصة في القضايا التي تمس الشباب والمجتمع ، مؤمنة بأن الشباب إن تحصن بالفكر المستنير والفهم الواعي أصبح قوة بناء وتنمية للأوطان .
وفي كلمته أكد فضيلة الشيخ/ صبري عبادة خليل على أن وزارة الأوقاف تحت قيادة معالي الوزير أ.د/ محمد مختار جمعة شهدت نهضة علمية، وذلك بالعمل الدءوب على رفع المستوى العلمي والثقافي للعاملين بالوزارة ، وكذلك شهدت الوزارة نهضة اجتماعية في التخفيف من الأعباء المعيشية للأسر الأولى بالرعاية من خلال مبادراتها الاجتماعية ، كما أشار فضيلته إلى أن اهتمام وزارة الأوقاف بقضايا الشباب على رأس أولوياتها الدعوية ؛ وذلك لإيمانها بأن الشباب هم أساس نهضة الشعوب والمجتمعات ، مؤكدًا فضيلته على أن الشباب هم الدعامة الحقيقية لرفعة الأوطان ، فديننا لا يدعو إلى اعتزال الحياة بل دعا إلى العمل للدين والدنيا معا ، وأن وزارة الأوقاف تعمل جاهدة على تمكين الشباب والدفع بهم في العمل الإداري والقيادي بما يحقق أعلى معدلات استثمار للطاقة الشبابية لدى أبنائها .
وفي كلمته ثمن فضيلة الشيخ / إسلام النواوي دور الوزارة في الدفع بالشباب في مفاصل العمل الدعوي والقيادي داخل الوزارة مع كبار علمائها لتتكاتف الجهود نحو تقديم خطاب مستنير يتفق مع الواقع المتجدد بقراءة شرعية منضبطة وفق مقاصد الشريعة لديننا الحنيف ، مشيرًا إلى أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد دعا الشباب إلى العمل وعدم اليأس أمام عقبات الحياة ، فهو أول من تحدث عن أهمية المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر للقضاء على الفقر وقلة ذات اليد ، خاصة بين الشباب ، وذلك عندما جاءه (صلى الله عليه وسلم) شاب قوي البنيان من الأنصار يسأله ، فقال له (صلى الله عليه وسلم) : ما في بيتك شيء ؟ قال : بلى ، حلس نلبس بعضه ، ونبسط بعضه ، وقعب نشرب فيه الماء ، قال : ائتني بهما ، فأتاه بهما فأخذهما رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال : من يشتري هذين ؟ فقال رجل : أنا آخذهما بدرهم ، قال : من يزيد على درهم ؟ مرتين أو ثلاثا ، فقال رجل : أنا آخذهما بدرهمين ، فأعطاهما إياه ، وأخذ الدرهمين ، فأعطاهما الأنصاري ، وقال : اشتر بأحدهما طعاما فانبذه إلى أهلك ، واشتر بالآخر قدوما ، فأتني به ، فأتاه به ، فشد فيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عودا بيده ، ثم قال له : اذهب فاحتطب ، وبع ، ولا أرينك خمسة عشر يوما ، فذهب الرجل يحتطب ويبيع ، فجاء وقد أصاب عشرة دراهم ، فاشترى ببعضها ثوبا ، وببعضها طعاما ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : (هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة ، إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة ، لذي فقر مدقع ، أو لذي غرم مفظع ، أو لذي دم موجع) ، فلا يستسلم الشباب للبطالة والكسل ، بل عليهم أن يشمروا عن ساعد الجد والعمل ويقوموا بواجب المشاركة في بناء أوطانهم .
وفي كلمته أكد فضيلة الشيخ / محمود عتلم – إمام وخطيب مسجد عمرو بن العاص أن النبي (صلى الله عليه وسلم) ضرب أروع الأمثلة للشباب المتحمل لمسئوليته تجاه وطنه ومجتمعه ، فنراه (صلى الله عليه وسلم) قد رعى الغنم في صباه ، واشتغل بالتجارة في شبابه ، وكان سبب سعادة في إزالة الخلاف والشقاق بين قبائل قريش حينما اختلفوا على من يحمل الحجر الأسود ليضعوه في مكانه ، مشيرًا إلى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أرشد الأمة إلى اغتنام فترة الشباب ، حيث قال (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ : ” اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغُلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ“ ، وهذا يدل على أن مرحلة الشباب هي أهم مراحل العمر والتي سيسأل عنها العبد يوم القيامة ، حيث قال (صلى الله عليه وسلم) : (لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ ، عَن عُمُرِه فيما أفناهُ ، وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ ، وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ ، وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ ) ، مضيفا أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد أوصى بالشباب ، وأوكل لهم المهام الكبيرة في نشر دين الله تعالى ، فالشباب يصنع الأعاجيب ويغير وجه الحياة إذا استثمرت قواه واعتدل تفكيره وكثرت معارفه .
وفي ختام كلمته أكد فضيلته أن شباب مصر هم حراس الأرض والعرض لذا هم مستهدفون من أعداء الأوطان تارة بالأفكار الهدامة ، وتارة بالمخدرات ، وأخرى بالانحلال والتسيب ، فيجب أن يكون الشباب على دراية بما يحاك لهم من مؤامرات تستهدف أوطانهم في أشخاصهم .