وزير الأوقاف في خطبة الجمعة من مسجد الشهيد عبد الوهاب سعيد بالسويس
يؤكد :
الابتلاء كما يكون بالشر يكون بالخير، وكما يكون بالحرمان يكون بالعطاء
المؤمن الحقيقي من يشكر في السراء ويصبر في البأساء والضراء
من شكر لله فله المزيد وحسن الجزاء، ومن كفر فله السخط وزوال النعمة
نحتاج إلى روح اكتوبر 73 في عملية البناء والتعمير
ألقى معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف خطبة الجمعة اليوم 26 / 10 / 2018م بمسجد الشهيد عبد الوهاب سعيد بالسويس ، تحت عنوان ” الابتلاء بالخير والشر ” ، بحضور السيد اللواء أ.ح / عبد المجيد صقر محافظ السويس، وفضيلة أ.د/ شوقي علام مفتي الجمهورية ، والسيد اللواء أ.ح/ خالد حسن قناوي رئيس أركان الجيش الثالث الميداني نائبا عن السيد اللواء أ.ح/ رفيق رأفت عرفات قائد الجيش الثالث الميداني ، والسيد اللواء / محمد جاد مساعد وزير الداخلية مدير أمن السويس والسيد اللواء / طارق عبدالعظيم محمد السكرتير العام للمحافظة ، والكاتب الصحفي والإعلامي الكبير/ مصطفى بكري عضو مجلس النواب ، والسادة أعضاء مجلس النواب بالمحافظة ، وفضيلة الشيخ / محمد العجمي وكيل وزارة الأوقاف بالسويس ، ولفيف من القيادات الأمنية والسياسية والشعبية والتنفيذية بالمحافظة .
وخلال الخطبة أكد معالي وزير الأوقاف أ.د / محمد مختار جمعة أن الابتلاء يكون بالخير والشر ، يقول الحق سبحانه : “كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ” ، مشيرًا معاليه إلى أن الإنسان قد يبتلى بالسعة في المال فينظر هل ينفق في سبيل الله أم يبخل؟ وقد يبتلى بالفقر فهل يصبر أم يمد يده إلى الحرام؟ ، موضحًا معاليه أن النعم تزيد بالشكر ، حيث يقول الحق سبحانه: “وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ” (الرعد: 7)، مبينًا أن شكر نعمة المال يكون بالإنفاق، وشكر نعمة الصحة بمساعدة من يحتاج إلى المساعدة ، مشيرًا إلى أن طبيعة جند مصر الصبر والمصابرة ، مؤكدًا على أن الواقع العملي جسد أن الشعب بجيشه وشرطته وجميع أبنائه رجالهم ونسائهم شبابهم وشيوخهم يد واحدة ، وهو ما تمثل في معركة السويس الباسلة 1973م .
كما أضاف معاليه أننا نحتاج إلى لحمة لا تقل عن لحمة أكتوبر ، نحتاج إلى روح أكتوبر في عملية البناء والتعمير بأن يؤدي كل منا واجبه الجندي في الميدان والعامل في مصنعه ، وكل منا يؤدي واجبه لأن الوطن لنا جميعًا وبنا جميعًا .
والآخر يبتلى بقلة المال لاختبار صبره وصلابة إيمانه أو جزعه وسخطه وضعف إيمانه بالله تعالى، وفي هذا يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “طوبى لمن هدى للإسلام وكان عيشه كفافًا وقنع” (رواه الترمذي) .
كما أكد معاليه أن الابتلاء يكون بالصحة والمرض، بالصحة لينظر هل سيشكر صاحبها نعمة الله عليه ويجعلها في خدمة الضعيف والشيخ الكبير وذوي الاحتياجات الخاصة أم يفترى بصحته وقوته على خلق الله ، وقد يكون بالمرض لينظر هل سيصبر صاحبه على ما أصابه أو لا ، فمن صبر ورضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط.
وقد يكون الابتلاء بالولد أو بالحرمان منه , فمن ابتلي بالولد نظر هل سيشكر النعمة , ويؤدي شكرها بحسن تربية أبنائه وتعهدهم , والوفاء بحقهم.
كما أكد معاليه أن الابتلاء قد يكون بعدم الولد لينظر هل سيرضى الإنسان ويقنع ويرضى بقضاء الله وقدره أو سيجزع ويسخط، وهكذا الشأن في الحال كله ما بين ابتلاء بالخير وابتلاء بالشر ، فالمؤمن الحقيقي هو من يشكر في السراء ويصبر في البأس والضراء، أي أنه ينجح في كل الاختبارات ، وفى هذا يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له” (صحيح مسلم).