:أخبار الأوقافأوقاف أونلاين

قافلة علماء الأوقاف بمحافظة السويس تؤكد:

معية الله (عز وجل) للعبد تورثه السكينة والطمأنينة

واستشعار الخوف من الله (عز وجل) واستحضاره لعظمته يورثه الخشية

في السر والعلن ويحقق أعلى درجات التعايش السلمي والأمن المجتمعي

بتوجيهات من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وجه رئيس القطاع الديني فضيلة الشيخ / جابر طايع يوسف بتسيير قافلة دعوية لمحافظة السويس الجمعة 19 / 10 /  2018م ، وقد واصلت القافلة عطاءها الدعوي بالمساجد الكبرى بمدينة السويس  ، حيث قام أعضاء القافلة بإلقاء خطبة الجمعة الموحدة تحت عنوان ” معية الله (عز وجل) وأثرها في تحقيق الأمن النفسي والسلام الإنساني”  ، وقد أكد أعضاء القافلة أن معية الله (عز وجل) للعبد تورثه الطمأنينة ، واستشعار العبد مراقبة الله (عز وجل) في جميع أحواله وشئونه، واستحضاره لعظمته، يحقق أعلى درجات التعايش السلمي، والأمن المجتمعي.

فمن على منبر مسجد “نبي الله داود” بمدينة السويس أكد فضيلة الدكتور/ محمد محمود خليفة  عضو المركز الإعلامي  أن استشعار العبد لمعية الله (عز وجل) يورثه الخوف والخشية في السر والعلن، ومراقبة الله تعالى في جميع أحواله وشئونه، فالخوف من الله (عز وجل) طريق الصلاح والتقوى , وهو الحصن الواقي من الزلل ، وسبب النجاة في الآخرة ، حيث يقول الله (عز وجل) في الحديث القدسي: (وَعِزَّتِي لَا أَجْمَعُ عَلَى عَبْدِي خَوْفَيْنِ، وَلَا أَجْمَعُ لَهُ أَمْنَيْنِ، إِذَا أَمِنَنِي فِي الدُّنْيَا أَخَفْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِذَا خَافَنِي فِي الدُّنْيَا أَمَّنْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) .

كما أشار فضيلته إلي أن معية الله (عز وجل) لعباده على ضربين : معية عامة ، ومعية خاصة ، أما المعية العامة فهي اطلاع الله (عز وجل) على أفعال العباد، ورؤيته إياهم على كل حال، وفي كل وقت، ووصفت بالعامة لأنها تعمّ جميع الخلق ، وأما المعية الخاصة فهي معية التأييد والحفظ والتوفيق والنصر ، وهي خاصة بأنبياء الله ورسله وأوليائه، والصالحين من خلقه، وهي تلكم المعية التي أشار إليها القرآن الكريم في مواطن عدة، منها خطاب الله (عز وجل) لنبيين كريمين من أنبيائه – سيدنا موسى وسيدنا هارون (عليهما السلام)- حينما أرسلهما الله (عز وجل) إلى فرعون، حيث يقول ربنا سبحانه وتعالى: {اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي * اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى * قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى * قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى}.

ومن فوق منبر مسجد سيدي عبد الله الغريب بالسويس تحدث الدكتور/ رمضان عبدالسميع مساعد مدير عام التدريب بوزارة الأوقاف عن معية الله (عز وجل) لنبيه (صلى الله عليه وسلم) وصاحبه الصديق (رضي الله عنه) في ليلة الهجرة ، حيث يقول سيدنا أبو بكر (رضي الله عنه) : كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فِي الغَارِ فنَظَرْتُ إِلَى أَقْدَامِ الْمُشْرِكِينَ ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ أَبْصَرَنَا ، فَقَالَ: (يَا أَبَا بَكْرٍ مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا)، وفي هذا يقول الحق سبحانه: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.

كما أكد فضيلته أن هذه المعية ممتدة لأمة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) من بعده إكرامًا له (صلى الله عليه وسلم) ما داموا على العهد مع الله (عز وجل), محافظين على دينهم، متمسكين بكتاب ربهم (عز وجل) وسنة نبيهم (صلى الله عليه وسلم), محققين الجندية الحقيقية لله (عز وجل), حيث يقول سبحانه: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ}، ويقول جل شأنه: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}، مبينا أن الله سبحانه وتعالى أخبر في كتابه الكريم، أن معية النصر والتأييد والحفظ والتوفيق ينالها أصناف من عباده الذين رضي الله عنهم ، حيث يقول سبحانه: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}، ويقول عز وجل: {وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ}، ويقول جل شأنه: {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.

ومن على منبر مسجد الخضر أكد فضيلة الدكتور / سعيد حامد مبروك – عضو المركز الإعلامي بوزارة الأوقاف أن أعظم أثر لمعية الله (عز وجل) تتجلى في كونها تبعث السكينة والطمأنينة في قلب العبد ؛ وذلك لأنه يعلم أن الله مطلع عليه، يراه في كل أحواله، فتراه محبًّا للخير, رحيمًا , ودودًا , سهلاً, هينًا , لينًا, يألف ويؤلف مع الناس أجمعين, لا يجزع , ولا يضيق , ولا ييأس , ولا يحقد ، ولا يحسد، ولا يغش، ولا يخون، مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : (إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ) , ويقول (صلى الله عليه وسلم) : (لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ)، وبهذا يعيش الإنسان في سلام فيما بينه وبين نفسه , وبينه وبين مجتمعه , وبينه وبين الإنسانية , بل الكون كله ، فمن كان مع الله (عز وجل) كان الله معه , ومن كان الله (عز وجل) معه فلا يحزن .

كما أشار فضيلته إلي أن إدرك العبد لمعية الله (عز وجل) تجعله على حذر دائم من اقتراف المعصية  فلا يكذب ، ولا  يغدر ، أو يسرق ، أو يفسد ؛ لأنه يدرك أن الله (عز وجل) معه يراقبه حيث كان ، يقول الحق سبحانه في الحديث القدسي: (ثَلاَثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ) .

    ومن فوق منبر مسجد سيد الشهداء حمزة أكد فضيلة الدكتور/ عبد الفتاح عبد القادر جمعة – مسئول الاتصال الإعلامي للمديريات بوزارة الأوقاف أن استشعار العبد معية الله (عز وجل)، واستحضاره لعظمته، يحقق أعلى درجات التعايش السلمي، والأمن المجتمعي؛ لأن العبد إذا عَلِم عِلْم اليقين أنه لا يغيب عن نظر الله (عز وجل) يستقيم سلوكه، ويحسن خلقه، فتراه إنسانًا سويًّا في شخصيته، منضبطًا في أفعاله وتصرفاته ومعاملاته فلا يتجرأ على ظلم أحدٍ، ولا الاعتداء على أحدٍ، ولا على أكل مال أحد فيصبح المجتمع ويمسي والدماء مصانة، والأعراض والأموال محفوظة، وترى العدل مع القريب والبعيد على حد سواء, والوفاء بعهد الله مع الجميع المسلم وغير المسلم, الصديق والعدو , وإقامة الكيل والميزان بالقسط, والبعد عن كل ألوان الاستغلال والتطفيف والغش والخداع , مما يحقق أعلى درجات السلام الإنساني ويعيش الناس حياة آمنة في كل جوانبها، وهذه هي رسالة الإسلام ، فالإسلام خير كله ، عدل كله، رحمة كله، سلام كله .

      ألا ما أحوجنا أن نعيش بهذه المعية ما بين الخوف والخشية من الله (عز وجل) فلا تنهار عزيمتنا أمام عرض الدنيا وشهوة النفس ، وبين الثقة واليقين فلا نيأس من نصر الله وتوفيقه وكرمه ورحمته ، فتتحقق لنا السعادة في الدنيا، والنجاة في الآخرة.

اظهر المزيد

منشور حديثّا

شاهد أيضًا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى