:أخبار الأوقافأوقاف أونلاين

نص كلمة وزير الأوقاف في مؤتمر الإفتاء
نيابة عن معالي رئيس مجلس الوزراء

وزير الأوقاف يؤكد:

التجديد في الفتوى أمر حتمي لا مناص عنه

ومراعاة الزمان والمكان والأحوال والعرف الصحيح والعادة أمور حتمية

فالعادة محكمة ويجب إحلال مناهج التفكير محل مناهج الحفظ والتلقين

استهل معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة كلمته في افتتاح المؤتمر بنقل تحيات معالي الدكتور المهندس / مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء للمشاركين في المؤتمر ، وترحيبه بضيوف مصر الكرام في بلدهم الثاني مصر وتمنياته للمؤتمر وفعالياته بكل السداد والتوفيق .

وهذا نص الكلمة:

   الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه ورسله سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين .

    بداية يطيب لي أن أنقل لحضراتكم جميعًا تحيات معالي الدكتور المهندس/ مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء للمشاركين في المؤتمر ، وترحيبه بضيوف مصر الكرام في بلدهم الثاني مصر وتمنياته لمؤتمركم بكل السداد والتوفيق .

وبعد:

    فإن التجديد في الفتوى أمر حتمي لا مناص منه ولا غنى عنه، وإن مراعاة مقتضيات الزمان والمكان والأحوال والعرف والعادة أمر حتمي في مجال الفتوى، فالعادة محكمة كما يقول الفقهاء، مع تفريقنا الواضح بين الثابت والمتغير، فإلباس الثابت ثوب المتغير هدم للثوابت ، وإلباس المتغير ثوب الثابت طريق الجمود والتحجر والانغلاق والتخلف عن ركب الحضارة، بل عن ركب الحياة.

    وقد أكد علماؤنا الأوائل أنهم اجتهدوا لعصرهم في ضوء ظروفهم وأحوالهم ، وأن علينا فيما يتصل بالمتغيرات والمستجدات أن نراعي ظروف عصرنا وأحواله.

    يقول ابن القيم (رحمه الله) : وَمَنْ أَفْتَى النَّاسَ بِمُجَرَّدِ الْمَنْقُولِ فِي الْكُتُبِ عَلَى اخْتِلَافِ عُرْفِهِمْ وَعَوَائِدِهِمْ وَأَزْمِنَتِهِمْ وَأَمْكِنَتِهِمْ وَأَحْوَالِهِمْ وَقَرَائِنِ أَحْوَالِهِمْ فَقَدْ ضَلَّ وَأَضَلَّ.

     وقد ذكر الإمام القرافي (رحمه الله) في كتابه الإحكام في تمييز الفتاوى عن الأحكام: أن إِجراءَ الأحكام التي مُدْرَكُها العوائدُ مع تغيُّرِ تلك العوائد فهو خلافُ الإِجماع وجهالةٌ في الدّين … بل لو خرجنا نحن من ذلك البلد إِلى بلَدٍ آخر، عوائدُهم على خلافِ عادةِ البلد الذي كنا فيه أفتيناهم بعادةِ بلدهم، ولم نعتبر عادةَ البلد الذي كنا فيه, وكذلك إِذا قَدِمَ علينا أحدٌ من بلدِ عادَتُه مُضَادَّةٌ للبلد الذي نحن فيه لم نُفتِه إِلَّا بعادةِ بلدِه دون عادةِ بلدنا.

    ويقول ابن عابدين (رحمه الله) : إن المسائل الفقهية إما أن تكون ثابته بصريح النص وإما أن تكون ثابته بضرب من الاجتهاد والرأي , وكثير منها يبنيه المجتهد على ما كان في عرف زمانه بحيث لو كان في زمان العرف الحادث لقال بخلاف ما قاله أولا ولهذا قالوا في شروط الاجتهاد : إنه لا بد من معرفة عادات الناس , فكثير من الأحكام تختلف باختلاف الزمان لتغير عرف  أهله.

    لذا فإننا في حاجة ماسة إلى إحلال مناهج التفكير محل مناهج الحفظ والتلقين ، وإحياء الحركة العلمية والمناهج العقلية في ضوء فهم المقاصد العامة للتشريع .

    وعليه فإنني أشيد بالقضايا التي يطرحها المؤتمر ولا سيما المستجدات في القضايا الطبية والاقتصادية ، واقتحام هذه القضايا بشجاعة وعلم ورؤية ووعي وفهم دقيق في آن واحد .

    على أننا في وزارة الأوقاف المصرية ننتظر ما تسفر عنه بحوث وتوصيات المؤتمر من نتائج علمية لنجعلها موضع اعتبار في برامجنا التدريبية في ظل ما نعتمده من برامج تأهيلية وتثقيفية عصرية متنوعة ومتقدمة ونحن على مشارف افتتاح أكاديمية الأوقاف المصرية لتأهيل وتدريب الأئمة بعد أن أنشأنا وهيأنا لها مقرًّا حديثًا مجهزًا على مستوى الجامعات العصرية بمدينة السادس من أكتوبر ، ونعد لافتتاحه خلال الأسابيع المقبلة بإذن الله تعالى ، ويسرني أن أحيط حضراتكم بأننا نتشرف باستقبال أي عدد من الأئمة من مختلف دول العالم في استضافة تدريبية مجانية في إطار واجبنا تجاه ديننا وأمتنا وأشقائنا وأصدقائنا وخدمة الإنسانية جمعاء .

اظهر المزيد

منشور حديثّا

شاهد أيضًا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى