قافلة علماء الأوقاف بـمحافظة مطروح
تؤكد :
النظافةُ سلوكٌ حضاريٌ وإنسانيٌ
وعنوان الحضارة الراقية
برعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، وفي إطار اهتمام وزارة الأوقاف بالقوافل الدعوية التي تجوب جميع محافظات الجمهورية ، انطلقت قافلة الأوقاف الدعوية لمحافظة مطروح يومي الخميس والجمعة 11، 12 /10 /2018م ، وقد واصلت القافلة عطاءها الدعوي بإلقاء الدروس الدينية بالمساجد الكبرى بمدينة الضبعة بمحافظة مطروح ، وإلقاء خطبة الجمعة الموحدة تحت عنوان ” النظافة سلوك حضاري وإنساني ” حيث أكد أعضاء القافلة أن النظافة عنوان الحضارة الراقية ، ودليل النُبل والمروءة الآدمية ، وأن البيئة النظيفة دليل على رقي من يعيش بها.
فمن على منبر مسجد الرحمة بمدينة الضبعة أكد فضيلة الدكتور/ عادل إبراهيم المعصراني عضو المكتب الفني لمكتب رئيس قطاع مكتب الوزير أن الإسلام أمر أتباعه بالنّظافة، وحثَّهم عليها، ورغّبهم فيها، وجعلها سبيلًا إلى محبة الله (عز وجل)، فقد امتدح الحق سبحانه وتعالى أهل مسجد قباء لحرصهم على الطهارة والنظافة , فقال جل شأنه: {لمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}، وقد بيّن نبينا (صلى الله عليه وسلم) أن الطهور نصف الإيمان، أي نصف الدين, فقال (صلى الله عليه وسلم): (الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ) ، مؤكدًا أن الإسلام جعل الطهارة والنظافة الكاملة للجسد والثوب والمكان جزءًا لا يتجزأ من شرائعه، فلا يخفى على أحد أن الطهارة شرط لقبول أهم عبادة في حياة المسلم، والركن العملي الأول في الإسلام بعد الشهادتين ألا وهي الصلاة , قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا}، وقال (صلى الله عليه وسلم): (إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ لَا يَقْبَلُ صَلَاةً بِغَيْرِ طُهُورٍ، وَلَا صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ).
ومن فوق منبر مسجد الفتح بالضبعة أكد فضيلة الشيخ / حسام محمود بيومي مدير إدارة الخطباء بديوان وزارة الأوقاف أن الشريعة الإسلامية اعتبرت النظافة سببًا لمحبة الله تعالى ، حيث قال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}، فقد أخبر النبي (صلى الله عليه وسلم) في حديثه الصحيح أن عدم الطهارة من البول وحسن الاستبراء مِن أسباب سخط الله (عز وجل) , فحينمـا مرَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) بِقَبْرَيْنِ ، قَالَ : (إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنَ البَوْلِ ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ) ، وفي رواية : (إِنَّهُمَا يُعَذَّبَانِ ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ ، أَمَّا هَذَا فَكَانَ لَا يَسْتَنْزِهُ مِنَ الْبَوْلِ ، وَأَمَّا هَذَا فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ) .
ومن على منبر مسجد الهندي بالضبعة أكد فضيلة الدكتور / أحمد السيد الجندي عضو المركز الإعلامي بوزارة الأوقاف أن الإسلام اهتم بالنظافة في أمره للمسلم بالقيام بها في كل تفاصيل حياته ؛ وذلك لأن حسن المظهر ، وطهارة الظاهر غالبًا ما تكون دليلًا على حسن المخبر وطهارة الباطن ، ومن ذلك : الترغيب في نظافة الملبس، فبعد أن أمر الله (عز وجل) رسوله (صلى الله عليه وسلم) بإنذار قومه، وأمره بذكره وتمجيده أمره بتطهير ثوبه ، فقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ ُ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ُ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) وكان هذا من أول ما نزل على النبي (صلى الله عليه وسلم) ، فقد قرن الله (عز وجل) الأمر بطهارة الثوب بهذه الأوامر العظيمة لأهمية الطهارة والنظافة ؛ ولأنها صفة يحبها الله (عز وجل) ، وعنـدمـا رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) رجُـلاً عليـه ثيــابٌ غير نظيفـة ، قال مستنكرًا: (أَما كان هذا يجدُ ما يَغسِلُ به ثوبَهُ؟).
ومن فوق منبر مسجد التوبة بالضبعة أكد فضيلة الدكتور / محمد أحمد حامد عبد الصمد – عضو الإدارة العامة لبحوث الدعوة أن اهتمام الإنسان بهيئته ومظهره ، من محاسن ما دعت إليه الشريعة الإسلامية ، فعن جابرِ بنِ عبدِ الله (رضي الله عنهما) ، قال: أتانا رسولُ الله (صلَّى الله عليه وسلم) فرأى رجُلاً شعِثًا قد تفرَّقَ شَعرُهُ ، فقال: (أما كان هذا يَجدُ ما يُسَكِّنُ به شَعْرَهَ؟) ، ومن ثم حث الإسلام على الاغتسال يوم الجمعة وفي العيدين ، مع التوسع في الاغتسالات المسنونة ، فقد حثت الشريعة الغراء على الطهارة والنظافة لا سيما في أوقات اجتماع الناس في مناسباتهم ، يقول نبينا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : (غُسْلُ يَوْمِ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ) ، وعن عَائِشَةَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا) قَالَتْ : (كَانَ النَّاسُ مَهَنَةَ أَنْفُسِهِمْ -خدم أنفسهم- ، وَكَانُوا إِذَا رَاحُوا إِلَى الجُمُعَةِ ، رَاحُوا فِي هَيْئَتِهِمْ – على حالتهم من التعرق وغيره- فَقِيلَ لَهُمْ: لَوِ اغْتَسَلْتُم) .
ومن فوق منبر المسجد الكبير بالضبعة أكد فضيلة الدكتور/محمد سمير محمد عبدالغني – مدير إدارة الدول العربية بالعلاقات الخارجية بالوزارة أن النظافة سلوك قويم ينبغي أن نأخذ أنفسنا به وأن نعود أبناءنا عليه ، وأن نربيهم على خدمة الوطن وخدمة المجتمع ، فخدمتهما شرف كبير وعمل نبيل ، كما ينبغي أن نعودهم على النظافة والنظام منذ الصغر ، وعلى مراعاة الذوق العام والآداب العامة ، واحترام حقوق الآخرين ، وعدم إيذائهم بأي لون من ألوان الأذى ، وأن أخطر وأشد أنواع الأذى في ذلك هو ما يمكن أن يصيب الناس في صحتهم أو يلوث مياههم ، فإلقاء المخلفات صلبة كانت أو سائلة في النهر أو المجاري المائية من أشد ألوان الأذى العام الذي ينبغي البعد عنه وعدم الوقوع فيه, والشعب المصري أولى شعوب الأرض بالتمسك بهذا السلوك الحضاري وهذه التعاليم الإسلامية العظيمة ، لأننا شعب عريق في الحضارة التي تدعو إلى الأناقة والجمال , والبعد عن كل ما يؤذي وينفر ولا يقره الذوق ولا الطبع السليم ، فحضارة الإسلام هي حضارة الجمال بكل معانيه ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : (إِنَّ الله جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ) .
ولقد كانت ثقافة المجتمع المصري قائمة على النظافة وعدم تلويث المياه منذ قديم الأزل ، فقد أثبت التاريخ أن حفاظ المصري القديم على نعمة مياه نهر النيل، وعدم تلويثها، واعتبار تلويثها جريمة من الجرائم الكبرى، وكان يكتب من ضمن وصاياه في نهاية حياته أنه لم يفعل كذا وكذا من الجرائم ، وأنه لم يلوث ماء النهر ، وكأنه يتقرب إلى الله (عز وجل) بهذه الفضيلة ، وابتعاده عن تلك الجريمة النكراء ، جريمة تلويث مياه النهر .