:أخبار الأوقافأوقاف أونلاين

قافلة علماء الأوقاف بالوادي الجديد تؤكد:

حب الوطن ليس مجرد كلمات تقال أو شعارات ترفع

بناء الدولة ورفعتها ورقيها وتقدمها مقصد شرعي ووطني

مواجهة قوى الشر تتطلب أن نقف صفا واحدا وألا نترك بيننا فرصة لخائنٍ

وإتقان العمل أساس بناء الدول وسر نهضتها وتقدمها وحمايتها

بتوجيهات كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة ، وفي إطار اهتمام وزارة الأوقاف بالقوافل الدعوية التي تجوب جميع محافظات الجمهورية ، نظم القطاع الديني برئاسة فضيلة الشيخ/ جابر طايع يوسف قافلة دعوية كبرى لشباب علماء الأوقاف إلى محافظة الوادي الجديد يوم الجمعة 25 من محرم 1440هـ ـ الموافق 5 من أكتوبر 2018م ، حيث قام أعضاء القافلة بإلقاء خطبة الجمعة الموحدة بعدد من المساجد الكبرى بالمحافظة  تحت عنوان : ” درجات العطاء ومنازل الشهداء ” ، حيث أكدوا على حب الوطن وأنه ليس مجرد كلمات تقال أو شعارات ترفع ، وأن بناء الدولة ورفعتها ورقيها وتقدمها مقصد شرعي ووطني ، ومواجهة قوى الشر تتطلب أن نقف صفًّا واحدًا وألا نترك بيننا فرصة لخائنٍ ، وإتقان العمل أساس بناء الدول  وسر نهضتها وتقدمها وحمايتها.

فمن على منبر المسجد الكبير بموط بالداخلة أكد د/ عمرو محمد عبد الغفار الكمار عضو الإدارة العامة للفتوى وبحوث الدعوة أن حب الوطن ليس مجرد كلمات تقال أو شعارات ترفع ، إنما هو سلوك وتضحيات ، فالجندي بثباته وصبره وفدائه وتضحيته ، والشرطي بسهره على أمن وطنه، والفلاح والعامل والصانع بإتقان كل منهم لعمله ، والطبيب والمعلم والمهندس بما يقدم كل منهم في خدمة وطنه ، وهكذا في سائر الأعمال والمهن والصناعات يجب على كل منا أن يقدم ما يثبت به أن حبه للوطن ولاء وعطاء لا مجرد كلام أو أماني أو أحلام .

كما أشار فضيلته إلى أنه لا ينبغي أن يكون شأننا مع أوطاننا قائما على حساب المصالح والمكاسب ، فمن أُعطي ما يريد بحق أو بدون حق رضي ، ومن لم يُعط ما يريد ولو بغير حق انتفض انتفاض المَوْتور ، شأنه في ذلك شأن من يتعاملون مع دين الله (عز وجل) بحساباتهم المادية الضيقة ، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}، أو كحال من وصفهم الحق سبحانه وتعالى بقوله: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ}، مؤكدًا أنهم ممن لا تحركهم إلا مصالحهم الخاصة ، ولو كانت على حساب الدين أو الوطن ، متناسين أن ديننا الحنيف يقدم المصلحة العامة على الخاصة ، وأن الوطني المخلص يتحمل الضرر الخاص لدفع الضرر العام ، وأن الوطنية الحقيقية عطاء وبذل وفداء بالجهد والمال والنفس .

ومن على منبر مسجد النشواني بالداخلة أكد د/ عبد الفتاح عبد القادر جمعة مسئول التواصل الإعلامي بالوزارة أن خدمة الوطن شرف عظيم , والعمل على بناء الدولة ورفعتها ورقيها وتقدمها مقصد شرعي ووطني ؛ لأن حب الوطن والولاء والانتماء له وإدراك مكانته قيمة إنسانية راقية ، لا يشعر بها ولا يقوم بواجبها إلا أصحاب الفطر السليمة، والمبادئ القويمة ، مضيفًا أن الوطن ليس مجرد بقعة من الأرض نعيش عليها , الوطن معنى أبعد وأعمق من ذلك بكثير , الوطن حياة , الوطن كيان , الوطن هوية , الوطن انتماء , الوطن أمانة , ومهما قدم الإنسان لوطنه من جهد وعطاء وتضحية ، فلن يوفيه حقه ، ولله در شوقي حيث يقول:

وَلِلأَوطــانِ فـــي دَمِ كُـــلِّ حُرٍّ              يَدٌ سَلَفَـت وَدَيــــنٌ مُستَحـــــقُّ

    كما أكد فضيلته على أن للوطن قيمة كبيرة ومكانة سامية في نفوس الأوفياء من أبنائه، فحبّه والانتماء إليه فطرةٌ جُبلت عليها النفس البشرية ، وهو واجب تفرضه الوطنية ، ويؤصله الشرع الحنيف ، وأكدت عليه جميع الشرائع السماوية ، فلقد ضرب لنا أنبياء الله ورسله (صلوات الله وسلامه عليهم جميعًا) القدوة والأسوة في حب الأوطان والحنين إليها ، والدفاع عنها ، فهذا سيدنا شعيب (عليه السلام) يكره مجرد تهديد قومه له بالإخراج من وطنه ، وينكر عليهم ذلك ، يقول ربنا سبحانه: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَاشُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ} ، فلم يقبل سيدنا شعيب (عليه السلام) المساومة بين الدين والوطن ؛ لأنه لا تعارض بين الدين والوطن ، فمصالح الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان .

ومن على منبر مسجد الزهور بالداخلة أكد فضيلة د/ صبري حلمي أبو غياتي عضو المركز الإعلامي بالوزارة على أن حب الأرض في القرآن الكريم قد اقترن بحب النفس، فقال تعالى: {ولَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ}، فلقد بيَّنت الآية شدة تعلق النفس السوية بوطنها، وأن الإبعاد عنه عقوبة مؤلمة ؛ لذا جعل الشرع الحنيف الإبعاد عن الوطن عقوبة للمفسدين في الأرض ، قال تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ}.

     كما أشار فضيلته إلى أن المتأمل في سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) يجد أنها مليئة بالمواقف والأحداث التي تدل على حبه (صلى الله عليه وسلم) لوطنه ، وشوقه إليه ، ودفاعه عنه، سواء حيث نشأ بمكة ، أم حيث أقام بالمدينة .

     وأكد فضيلته على أن من أولى الواجبات ، وأوجب الأولويات في هذه الأيام إدراك قيمة الوطن والشعور بمكانته، خاصةً في ظل الظروف والتحديات التي تمر بها منطقتنا العربية ؛ لذا يجب علينا نشر ثقافة الولاء والعطاء والفداء بين الشباب ، وطلاب المدارس ، وفي المراحل التعليمية المختلفة ، من خلال المناهج الدراسية، والملتقيات الفكرية، والمحاضرات والندوات، والبرامج الإعلامية، دفاعًا عن الوطن ، وحفاظًا على الدولة الوطنية ، فالوطن هو السفينة التي يجب على الجميع الحفاظ عليها حتى تنجو وننجوا معها.

ومن منبر مسجد بخيت بالداخلة أكد الشيخ/ أحمد عبد اللطيف محمود  على أن الوطن شجرة طيبة لا تنمو إلا في تربة التضحيات ، وتسقى بالعرق والدم ، والعليل يستروح بنسيم أرضهِ كما تستروح الأرض المجدبة بوابل المطر ، وعندما تسمع من يقول: سوف أضحي بوطني من أجل ديني فاعلم أنه لم يفهم معنى الدين ولا معنى الوطن ، مضيفًا أن الأوطان قد علمتنا أن دماء الشهداء هي التي ترسم حدود الوطن ، فقد أخرج أبو نُعيم في (الحلية) أن إبراهيم بن أدهم (رحمه الله) قال: ما قاسيت فيما تركت شيئًا أشد عليَّ من مفارقة الأوطان.

     وعلى ذلك فإن كل ما يدعم بناء الدولة وقوتها هو من صميم اعتقادنا الإيماني ، وكل ما يؤدي إلى الفساد أو الإفساد أو التخريب أو زعزعة الانتماء الوطني إنما يتعارض مع كل القيم الدينية والوطنية ، كما أكد فضيلته على أن مواجهة قوى الشر تتطلب أن نقف صفًّا واحدًا في وجه أعداء هذا الوطن ، ولا نترك بيننا فرصة لخائنٍ ،  أو عميلٍ ، أو مأجورٍ.

ومن على منبر مسجد المستشفى بالداخلة أكد فضيلة الشيخ / محمد يوسف محمود على أن  كلّ إنسان يجب عليه أن يبذل قصارى جهده في العمل على تقوية شوكة الدولة الوطنية وترسيخ دعائمها ، وإحباط وإفشال كل من يعمل على تقويض بنيانها أو تعطيل مسيرتها ، أو تدمير بناها التحتية ، أو ترويع الآمنين بها ، من أجل رفعة هذا الوطن، وإعلاء مكانته، والحفاظ على سلامته، حبًّا ، وولاءً ، ووفاءً ، وعطاءً .

     كما أشار فضيلته إلى أنه ينبغي أن نعلم أن العطاء يتدرج من الولاء والانتماء والإيمان بالدولة الوطنية ، إلى العمل والإنتاج وبناء الدولة ، إلى التضحية بالمال , ثم الارتقاء إلى أعلى درجات التضحية وهي التضحية بالنفس، فأول درجات العطاء إتقان العمل: فالمزارع في حقله , والعامل في مصنعه , والمحترف في حرفته , والمعلم في مدرسته أو معهده , والطبيب في مشفاه , والشرطي في سهره على أمن وطنه ، والجندي في سهره على الدفاع عنه ، والذود عن حياضه ، وكذا سائر فئات المجتمع .

ومن على منبر مسجد خاتم المرسلين بالداخلة أكد فضيلة الشيخ / خالد محمد حسين على أن الإسلام أمر بإتقان العمل وجعله أساس بناء الدول ، وسر نهضتها وتقدمها وحمايتها من المتربصين بها ، والطامعين في ثرواتها وخيراتها ، ولقد رفع النبي (صلى الله عليه وسلم) شأن إتقان العمل إلى أسمى المنازل ، فجعله طريقًا إلى محبة الله (عز وجل‏)،‏ فقال (صلى الله عليه وسلم) : ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلا أَنْ يُتْقِنَهُ) ، فإتقان العمل دليل على ولاء الإنسان لوطنه ، فلن تتحقق المكانة والريادة لأي وطن إلا بإتقان العمل .

     كما أشار فضيلته إلى أنه من مظاهر الولاء للوطن ، وصور العطاء والتضحية من أجله، التضحية بالمال والجهد ، فالتضحية بالمال، ليس أمرًا سهلًا ولا ميسورًا ، بل هو أمر شاق على أكثر الناس؛ لذا كان بذله نوعًا من التضحية والعطاء ، قال تعالى :{وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}، وقال سبحانه: {وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}، ولقد ضرب سيدنا عثمان بن عفان ( رضي الله عنه) أروع الأمثلة في البذل والعطاء ، مضيفًا أن التضحية بماله يوم أن قال النبي (صلى الله عليه وسلم) : (مَن يشتري بئرَ رُومَةَ ولهُ الجنةُ) فاشتراها (رضي الله عنه) من خالص ماله، وحين قالَ (صلى الله عليه وسلم) : (مَن جَهزَ جيشَ العُسْرَةِ فلهُ الجنةُ)، فجهَّزَهُ سيدنا عثمان (رضي الله عنه) ؛ ابتغاء مرضاة الله (عز وجل).

ومن على منبر مسجد دياب بالداخلة أكد الشيخ/ محمد عبد الخالق على أن التضحية من أجل الأوطان تكون ببذل المال ، فهي كذلك تكون ببذل الجهد أو الفكر أو الوقت ، من أجل نشر العلم وبناء الأمة وصناعة القادة والعظماء ، وكذلك التضحية بالوقت والجُهد ؛ لقضاء حوائج الناس والإصلاح بينهم ، والسعي على حوائجهم، قال تعالى:{لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} ، مضيفًا أن أعلى درجات العطاء ، وأسخى صور البذل ، وأرقى صور التضحية: التضحية بالنفس، فالشهادة في سبيل الله (عز وجل) دفاعًا عن الوطن منزلة من أجلِّ المنازل التي تجعل صاحبها في معية الأنبياء والصديقين، وهل هناك أفضل ممن يجود بنفسه دفاعًا عن الحق؟ لذا قال تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}.

ومن على منبر مسجد الزراعيين بالداخلة أكد الشيخ / إبراهيم محمد سيد أن الشَّهادة في سبيلِ اللهِ منحةٌ إلهيةٌ ، يَمنَحُها اللهُ (عز وجل) لأفضل الخلق بعد الأنبياء والرسل ، فينزلهم منازل عالية ، بصدق عزائمهم ، وإخلاصهم في بذل أرواحهم في سبيل الله ؛ لذا فقد اختصهم الله (عز وجل) بفضائل ومناقب وكرامات ليست لغيرهم منها : أنهم لا يشعرون بالموت وشدته إلا كما يشعر الواحد منا بمس القرصة ، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ القَتْلِ إِلَّا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مِنْ مَسِّ القَرْصَةِ)، كما أكد فضيلته على ما بشر به النبي (صلى الله عليه وسلم) الشهداء في قوله(صلى الله عليه وسلم):  (لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ: يَغْفِرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دُفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ ، وَيُرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَيَأْمَنُ مِنْ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ ، وَيُحَلَّى حُلَّةَ الْإِيمَانِ ، وَيُزَوَّجُ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ إِنْسَانًا مِنْ أَقَارِبِهِ).

اظهر المزيد

منشور حديثّا

شاهد أيضًا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى