خلال الندوة التي أقامتها وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي بمسجد السيدة زينب (رضي الله عنها) بالقاهرة تحت عنوان :” الجرائم الأسرية وحتمية المعالجة ”
الدكتور/ ماهر جبر :
الشريعة الإسلامية جاءت برسالة إنسانية كفيلة بخلق حياة كريمة للأسرة
الدكتور / محمد أبو بكر إمام مسجد السيدة زينب (رضي الله عنها ) :
حديث القرآن الكريم عن الأسرة يأتي لجلب كل سعادة ودرء كل مفسدة
التنشئة السليمة للأبناء هي بمثابة مناعة ذاتية ضد أي خطر يهدد كيان الأسرة
الشيخ / إسلام النواوي عضو الإدارة العامة لبحوث الدعوة :
وزارة الأوقاف تتبنى خططا دعوية جريئة في معالجة القضايا المجتمعية
معالجة هادئة وحاسمة لا سيما فيما يتعلق بالأسرة
والاستئذان من أهم الآداب السلوكية التي يجب مراعاتها في محيط الأسرة
برعاية كريمة من معالي أ.د / محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، وفي إطار خطة وزارة الأوقاف الدعوية لنشر الفكر الوسطي المستنير ، وحرصها على بيان وسطية الإسلام وروحه السمحة ، وبالتعاون مع صحيفة عقيدتي عُقدت يوم السبت 29 / 9 / 2018م الندوة العلمية الكبرى بمسجد السيدة زينب (رضي الله عنها) بالقاهرة عقب صلاة المغرب تحت عنوان : ” الجرائم الأسرية وحتمية المعالجة ” ، حاضر فيها كل من : فضيلة الدكتور/ ماهر على عبدالمطلب من علماء وزارة الأوقاف ، والدكتور/ محمد أبو بكر إمام مسجد السيدة زينب (رضي الله عنها) ، والشيخ/ إسلام النواوي عضو الإدارة العامة لبحوث الدعوة ، وبحضور فضيلة الدكتور / عبد الله عزب إمام مسجد السيدة زينب وجمع من المصلين حرصًا منهم على التعرف على تعاليم دينهم الحنيف ، وقد أدار الندوة وقدم لها الأستاذ / إبراهيم نصر مدير تحرير صحيفة عقيدتي.
وفي تقديمه للندوة أشاد الأستاذ / إبراهيم نصر مدير تحرير جريدة عقيدتي بدور معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في معالجاته الحكيمة للقضايا العصرية التي تهم كل مواطن مصري يحيا تحت ظل وسماء هذا الوطن ، بما يزيل الالتباس ويرفع الوعي لدى عامة الناس ، ويظهر الوجه المشرق لدعوة الإسلام السمحة دون غلو أو تفريط .
وفي بداية اللقاء أكد د/ ماهر على عبد المطلب أن واقعنا المعاصر شهد أحداثًا فردية نتج عنها ارتفاع في نسب الطلاق وظاهرة أطفال الشوارع والزواج العرفي ، وغير ذلك مما يستلزم حتمية المواجهة في ضبط السلوك القيمي والأخلاقي من خلال منظومة الواجبات والحقوق بين أفراد الأسرة.
وأضاف فضيلته أن المعيار الأخلاقي هو الفيصل لاستمرار الأسرة على الحياة المستقيمة ، فالشريعة الإسلامية جاءت برسالة إنسانية أخلاقية داعية إلى كل خلق كريم وسلوك مستقيم ، وهي كفيلة بخلق حياة كريمة آمنة لكل كيان أسري ومجتمعي .
وفي كلمته أكد د/ محمد أبو بكر – إمام مسجد السيدة زينب (رضي الله تعالى عنها) أن الإسلام اهتم بالأسرة اهتماما بالغا ، والحديث عن الأسرة في القرآن الكريم لا يأتي إلا لجلب كل سعادة لها ودرء كل مفسدة عنها .
كما أكد فضيلته أن الله تعالى خلق الكون وأنشأه وهيأه لخدمة الإنسان وجعل الإنسان خليفة الله في أرضه ، ليعبده ويطيعه ويعمر به الكون ، قال تعالى : ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) وقال تعالى : ( هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ) ولا يتأتى ذلك الإعمار إلا من إنسان مستقر نفسيا واجتماعيا.
كما أضاف فضيلته أن بناء الأسرة الصالحة يبدأ من اختيار الزوجة الصالحة ، ومن هنا فليس للجرائم الأسرية حينئذ وجود ، حتى لا تصبح الأسرة عرضة لكل خطر يهددها، مبينا أن الأخلاق الكريمة والتنشئة المستقيمة للأبناء هي بمثابة مناعة ذاتية ضد أي خطر يهدد كيان الأسرة .
ومن جانبه أشاد الشيخ / إسلام النواوي بانتمائه إلى وزارة الأوقاف التي تتبنى خططا دعوية جريئة في معالجة القضايا المجتمعية معالجة هادئة حاسمة ، ولا سيما ما يتعلق بالأسرة ، فالأسرة هي بداية التقويم الحقيقي للمجتمع ، مشيرا إلى أن الاختيار الصحيح للزوجة يعد اللبنة الأولى في الاستقرار الأسري ، في ظل علاقة تتخللها المودة والرحمة والعشرة بالمعروف، تحقيقا لقول الله تعالى : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) .
كما أضاف أن ترشيد العقل في القرارات الأسرية المصيرية مثل: تنظيم الأسرة ، وتحمل مسئولية رعاية الأبناء، وتنشئتهم تنشئة صالحة ، من الأمور التي تقي الأسرة الوقوع في شرَك الجرائم التي يعاني منها المجتمع، ومن أهم العوامل السلوكية التي يجب مراعاتها بين أفراد الأسرة الاستئذان ، فهو حصن يقي من وقوع النظر على العورات التي لا يباح النظر إليها ، كذلك لا يخفى على كل ناظر أن الإدمان والمخدرات سسبب رئيس في انتشار الجرائم الأسرية ، مما يستلزم استنفار كل الجهود والمؤسسات لمقاومة تلك الآفة التي تحطم الشباب قيما واجتماعيا وسلوكيا .