قافلة علماء الأوقاف تجوب محافظة مرسى مطروح وتؤكد:
الكون لا يَعمُر والحياة لا تستقيم إلا بالعلم
وينبغي لطالب العلم إخلاصُ النية لله (عز وجل)
في طلب العلم والصبر على تحصيله
برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة توجهت قافلة الأوقاف الدعوية إلى محافظة مرسى مطروح يومي الخميس والجمعة 20 ، 21 / 9 / 2018م ، وقد واصلت القافلة عطاءها الدعوي بالمساجد الكبرى بمديرية أوقاف مرسى مطروح ، حيث قام أعضاء القافلة بإلقاء الدروس الدينية ، وخطبة الجمعة الموحدة بالمساجد الكبرى تحت عنوان : “الإســلام والعلـم”.
وقد أبرز علماء القافلة أهمية طلب العلم ، وأنه هو السبيل الأوحد لمعرفة الله (عز وجل) ، والكون لا يَعمُر والحياة لا تستقيم إلا بالعلم ، وكيف أن الإسلام رغب في التعليم والتعلم وجعله سبب السعادة في الدنيا والآخرة .
فمن على منبر مسجد أهل الحديث أشار فضيلة الدكتور / رمضان عبدالسميع إبراهيم مدير إدارة النشرة بالإدارة العامة لبحوث الدعوة إلى أننا على مشارف عامٍ دراسي جديد نسأل الله (عز وجل) أن يكون عام فلاحٍ ونجاحٍ وتفوق لأبنائنا جميعا ، مؤكدًا أن الإسلام أولى العلم أولوية كبيرة ، فكان أول ما نزل من القرآن الكريم هو قول الله تعالى : {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}؛ ليكون إشارة صريحة إلى أن الإسلام دين العلم والمعرفة ، كما سمى ربنا (سبحانه وتعالى) سورة كاملة في القرآن الكريم باسم ” القلم” , واستهلها سبحانه وتعالى بقوله: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ}, تأكيدًا أيضًا على أهمية أدوات العلم ووسائله .
ومن فوق منبر مسجد السيدة خديجة أشار فضيلة الدكتور / محمد خليفة عضو المركز الإعلامي بوزارة الأوقاف إلى أن العلم هو السبيل الأوحد لمعرفة الله (عز وجل) من خلال النظر والتدبر في آيات الله الكونية ، فالله (عز وجل) لا يُعبد إلا بالعلم ، وأشار فضيلته إلى أن من مظاهر عناية الإسلام بالعلم والتعلم أن وضع آدابًا للمتعلم وواجبات على المعلم ، فمن أجلِّ ما ينبغي لطالب العلم أن يتزين به حسن الخلق , فإن العلم وحده لا يحقق نهضة ولا سعادة إن لم ترافقه أخلاق حسنة ، وقيم نبيلة , وصدق الشاعر حين قال :
لا تَحْـسَبنَّ الـعِـلمَ يَـنـفعُ وَحــدَهُ *** مــا لَمْ يـُـتـَـوَّجْ ربـُّــهُ بِــخَـلاق
كما أشار فضيلته إلى أن الإمام البخاري (رحمه الله) ترجم في صحيحه قائلًا: “باب العلم قبل القول والعمل” ؛ لبيان أنَّ العلم هو الأساس الذي يبنى عليه، والأصل الذي يرتكن إليه ، فهو ركيزة البناء والتعمير على مر التاريخ ، وبه تبنى العقول، وترتقي الدول، وتقام الحضارات .
ومن على منبر مسجد السيدة عائشة أكد فضيلة الدكتور / أسامة فخري مدير إدارة المساجد الحكومية بديوان عام وزارة الأوقاف أن العلم هو الأساس الذي يبنى عليه ، لذلك قدمه الله تعالى على العمل ، فقال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ}، وقد قالوا: التعلم قبل التعبد ؛ ليكون التعبد على هدى, وقد أكد النبي (صلى الله عليه وسلم) على طلب العلم وتحصيله فقال (صلى الله عليه وسلم) : (طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ) ، وقال (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ الله بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ ، وَمَنْ فِي الْأَرْضِ، وَالْحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْمَاءِ ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ ، كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وإنما وَرَّثُوا الْعِلْمَ ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ) .
ومن على منبر مسجد خالد بن الوليد أكد فضيلة الدكتور / محمد عبدالعزيز الصفتي – عضو الإدارة العامة لبحوث الدعوة أنه ينبغي لطالب العلم إخلاصُ النية لله (عز وجل) في طلب العلم ، وذلك بأن تكون نيته أن يرفع الجهل عن نفسه ، وعن غيره ، وأن يكون عنصرًا مفيدًا منتجًا في مجتمعه ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : (إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى) .
كما أشار فضيلته أيضا على أن طالب العلم يجب عليه أن يتحلى بالصبر في تحصيله ، وقد حكى لنا القرآن الكريم ما كان من نبي الله موسى (عليه السلام) في رحلته إلى العبد الصالح التي أمره الله (عز وجل) بها ، حيث قال سبحانه حكاية عنهما : {قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا * قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} ، كما ينبغي لطالب العلم أن يغتنم وقته في مذاكرة دروسه ، وأداء واجباته، والتركيز الكامل مع الجد والاجتهاد ، وَقَدْ قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا) : بِمَ نِلْت هَذَا الْعِلْمَ؟ قَالَ: بِلِسَانٍ سَئولٍ وَقَلْبٍ عقُولٍ ، ولله در القائل:
فَسَلْ الْفَقِيهَ تَكُنْ فَقِيهًا مِثْلَهُ … لَا خَيْرَ فِـي عِلْــمٍ بِغَيْــرِ تَدَبُّـرِ
وَإِذَا تَعَسَّرَتْ الْأُمُورُ فَأَرْجِهَـا … وَعَلَيْك بِالْأَمْرِ الَّذِي لَمْ يَعْسِرِ
وعلى طالب العلم أن يستعين على ذلك كله بطاعة الله (عز وجل) ، حيث يقول سبحانه: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} .
ومن على منبر مسجد ” أٌحُد ” أكد فضيلة الدكتور/ عبد الفتاح عبدالقادر جمعة – مسئول الاتصال الإعلامي للمديريات بالديوان العام أن العلم النافع هو أشرف ما يسعى الإنسان إلى تحصيله في الدنيا، ومن أعظم ما يعدّه للقاء الله في الآخرة ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : (إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ)، وأشار فضيلته أن السلوك القويم للعالم والمتعلم الأخذ بأسباب العلم ، ولا يعني ذلك عدم التوكل على الله (عز وجل) فإن المسلم مطالب بالأخذ بالأسباب المشروعة ؛ لأن الأخذ بالأسباب من الإيمان، ولقد أمرنا النبي (صلى الله عليه وسلم) بالأخذ بالأسباب ، فعندما قال له رجل: يا رسول الله: أُرْسِلُ نَاقَتِي وَأَتَوَكَّلُ؟، قَالَ: (اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ) ، فأمره بالأخذ بالأسباب مع صدق التوكل على الله (عز وجل) , وَعندما سُئِلَ الإمام أَحْمَدُ (رحمه الله) عَنْ رَجُلٍ جَلَسَ فِي بَيْتِهِ أَوْ فِي الْمَسْجِدِ وَقَالَ لَا أَعْمَلُ شَيْئا حَتَّى يَأْتِيَنِي رِزْقِي ، فَقَالَ هَذَا رَجُلٌ جَهِلَ الْعِلْمَ ، فَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم): (لَوْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا) فَذَكَرَ (صلى الله عليه وسلم) أَنَّهَا تَغْدُو وَتَرُوحُ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ قَالَ: وَكَانَ الصَّحَابَةُ (رضي الله عنهم) يَتَّجِرُونَ وَيَعْمَلُونَ ” ، فالتوكل على الله لا ينافي الأخذ بالأسباب التي ترتبط بمسبباتها ، بل إن مباشرة الأسباب من تمام التوكل؛ لأن الله تعالى قد جعل لكل شيء سببًا .