وزير الأوقاف خلال خطبة الجمعة بمسجد السلطان حسن بالقاهرة يؤكد:
الإسلام اهتم بالعلم وأعلى من شأنه
وما يبذل في سبيل العلم والتعلم من أولى الأولويات في الإنفاق
والعلم لا ينال إلا بالجد والاجتهاد والإخلاص
وهو بحر لا شاطئ له
خلال أدائه خطبة الجمعة اليوم 11من المحرم 1440هـ الموافق 20 / 9 / 2018م بمسجد السلطان حسن بالقاهرة، عن “الإسلام والعلم”، بحضور فضيلة الدكتور/ محمد الشحات الجندي ، والشيخ /جابر طايع يوسف رئيس القطاع الديني بالوزارة، وعدد من القيادات الدعوية بمحافظة القاهرة ، أكد معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة على أن الإسلام اهتم بالعلم، وأعلى من شأنه، حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) :” مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ ” وقد قال بعض أهل العلم : من تعلم العلم ثم عمل بما تعلم ثم علم الناس فذلك يدعى عظيمًا في ملكوت السماوات .
ويقول الإمام علي (رضي الله عنه):
ما الفخــــر إلا لأهل العلم إنهم على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه والجاهـلون لأهل العـلم أعداء
فـفـز بعلم تعش حيـا ً به أبــدا الناس موتى وأهل العلم أحياء
وأكد معالي الوزير في خطبته أن العلم لا ينال إلا بالجد والاجتهاد والإخلاص وبذل الجهد ، مؤكدًا أن الإسلام يدعو إلى إسناد كل أمر إلى أهل الاختصاص فيه ، حيث يقول الحق سبحانه: ” فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ” .
مؤكدًا أن قيمة العلم إنما تشمل التفوق في كل العلوم التي تنفع الناس في شئون دينهم وشئون دنياهم , ولذا نرى أن قول الله (عز وجل) : ” إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ” جاء في معرض الحديث عن العلوم الكونية , حيث يقول سبحانه : ” أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ “.
فالمراد بالعلم النافع كل ما يحمل نفعًا للناس في شئون دينهم ، وشئون دنياهم ، في العلوم الشرعية أو العربية , أو علم الطب , أو الصيدلة , أو الفيزياء , أو الكيمياء , أو الفلك, أو الهندسة , أو الميكانيكا أو الطاقة , وسائر العلوم والمعارف , وأرى أن قوله تعالى : “هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ” , وقوله تعالى : “فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ” , أعم من أن نحصر أيًّا منهما أو نقصره على علم الشريعة وحده , فالأمر متسع لكل علم نافع .
وإذا كنا نؤمن بقيمة العلم وأنه الطريق الوحيد للعبور بنا إلى بر الأمان فإن هذا الطريق ينبغي أن يكون جادًّا , وأن نعطيه حقه من الجد والاجتهاد , والسهر والدأب والتعب , وأن نحتضن النوابغ والأكفاء والمجتهدين ونوفر لهم المناخ المناسب , ونجعل منهم القدوة والمثل , وأن تنشئ كل مؤسسة تعليمية أو بحثية وحدة أو إدارة لمواجهة السرقات العلمية , حتى ننطلق بقوة نحو عالم العلم والمعرفة , لننهض بوطننا وأمتنا في عالم صار قوامه الرئيس التقدم العلمي والتكنولوجي وغزو الفضاء , حتى صارت حروبه – في جانب كبير منها – حروبًا فكرية ومعرفية وتكنولوجية لا يمكن الانتصار فيها إلا لمن يملك أدواتها امتلاكًا قويًا وواعيًا .
كما أكد معاليه أن ما يبذل في سبيل العلم والتعلم سواء في بناء المدارس وصيانتها أم في رعاية الطلاب الأولى بالرعاية ، وكل ما يتصل بالعملية التعليمية ، إنما إنما هو من أولى الأولويات في الإنفاق ، وأن ذلك يعد من فروض الكفايات التي إن قام بها البعض سقط الإثم عن الجميع ، وإن لم يقم بها أحد أثم الجميع ، وعلينا أن نكون يدًا واحدة في النهوض بالعملية التعليمية للانطلاق نحو مستقبل أفضل لوطننا وأبنائنا.