*:*الأخبارأخبار الأوقاف2

من صحيفة الوطن

“وكان سعيهم مشكورا”.. 5 سنوات من “بر الأوقاف” تقضي على إمدادات الإرهاب

كتب: سعيد حجازي وعبدالوهاب عيسي

"وكان سعيهم مشكورا".. 5 سنوات من "بر الأوقاف" تقضي على إمدادات الإرهاب

د. مختار جمعة – وزير الأوقاف

في السادس عشر من يوليو 2013، تولى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف مهام منصبه، عمل خلالها على تصحيح الصورة الدعوية وتطهير المساجد والزوايا، إلا أن الملف الأهم الذي وجه له الاهتمام هو أعمال البر، ووضع استراتيجية جديدة تضمن وصول الزكاة والصدقة لمستحقيها بعزة وكرامة، وغلق “حنفية” التمويلات على الجماعات الإرهابية.

طوال الخمس سنوات الماضية، استطاع جمعة تضيع الخناق على تبرعات الجمعيات، والعمل على وضع قواعد وبيانات بالأسر الأولى بالرعاية على مستوى الجمهورية، بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي.

وكان أبرز تلك المشروعات هو مبادرة “صك الأضحية” التي أطلقها الوزير في الثاني والعشرون من مايو 2016، إذ أكد في تصريحات فور إطلاق المبادرة مع وزارة التموين والتجارة الداخلية، أن المزكي أو المتصدق يجب عليه أن يتحرى ويضمن وصول  زكاته أو صدقته في يد المحتاج الحقيقي، فهناك بعض محترفي التسول يجمع فوق حاجته، في حين المتعفف قد لا يصيبه من ذلك شيء.

وخلال الثلاث سنوات، استطاعت الأوقاف السيطرة على مجال البر الديني، والوصول إلى شرائح الأسر الأولى بالرعاية على مستوى الجمهورية، إذ يشهد العام الحالي توزيع 678 طنًا من لحوم الأضاحي للأسر الأولى بالرعاية لهذا العام، بقيمة تصل لأكثر من 62 مليون جنيه، وهو ما يحدث لأول مرة في تاريخ الوزارة بزيادة أكثر من 100% خلال عامين من عمر المشروع.

وبلغ توزيع الوزارة في العام الأول للمشروع ما يقارب 400 طن، فيما وصل العام الماضي إلى 550 طنا، وشهد العام الجاري زيادة تصل لاكثر من 130 طن عن العام الماضي، و230 طن عن العام الأول.

ووزعت الوزارة 200 طن لحوم أضاحي خلال الفترة الماضية، ووضعت الوزارة خطة للوصول للأسر والقرى الأكثر احتياجاً، إذ يتركز على محافظات الصعيد باعتبارها الأكثر احتياجاً، تليها محافظات الدلتا ثم محافظات الحدود.

وأكد الدكتور محمد مختار جمعة لـ”الوطن”، أن الشعب المصري سيظل معدن النبل والكرم والعطاء والتكافل والتراحم إلى يوم الدين، وما نقوم به وفق خطة مدروسة لتفعيل دور وزارة الأوقاف في خدمة المجتمع وتوفير الحماية الاجتماعية، فهدفه مصلحة الشعب المصري، فنصل للأسر الأولى بالرعاية ونقدم لهم كل ما يحتاجون له بكل عزة وكرامة.

وأشار الوزير إلى أن الوزارة قطعت شوطًا كبيرًا في خطتها الدعوية التنويرية، وأحكمت سيطرتها على جميع المساجد، ما يعطي حافزًا على بذل المزيد من العمل الجاد والجهد الوفير، ونحن نعلن أولًا بأول عن الأموال التي يتم تجميعها، ونؤكد على المواصلة بنفس الجهد المبذول خلال السنوات الماضية، فالمجتمع قد رأى الشفافية في هذا المشروع أمرًا واقعًا، وعادت علينا بالتعاون الثمر الذي يخدم فئات المجتمع.

وتعمل الوزارة على مساعدة الأسر مع بداية العام الدارسي،  إذ خصصت 9 ملايين جنيه و300 ألف كمساعدات مالية نقدية للأسر الأولى بالرعاية تصرف على دفعتين، الأولى مع بداية الفصل الدراسي الأول والثانية مع بداية الفصل الدراسي الثاني، من خلال إدارات البر التابعة لمديريات الأوقاف على مستوى الجمهورية، تشمل من لهم أبناء بأي من المراحل التعليمية من الأسر الأولى بالرعاية، إضافة إلى ما سبق الإعلان عنه من تحمل المصروفات الدراسية لـ 2000 طالب من الطلاب الجامعيين المتفوقين من أبناء الأسر الأولى بالرعاية، فضلا عن تخصيص 50 مليون جنيه للصندوق الوقفي لدعم التعليم، و50 مليون جنيه أخرى لدعم الصندوق الوقفي لدعم البحث العلمي فور انتهاء إجراءات إنشاء الصندوقين.

كما خصصت الأوقاف 100 مليون جنيه من الموارد الذاتية للوزارة من باب البر لمساعدة الأسر الأولى بالرعاية، سواء في شكل تقديم خدمات تتصل باحتياجاتهم الحياتية أم في صورة مشروعات متناهية الصغر، وسيتم ذلك من خلال التنسيق مع المحافظات والجهات المعنية بالدولة، بما يحقق مصلحة هذه الأسر الأولى بالرعاية.

وفي مطلع الشهر الجاري، خصصت وزارة الأوقاف 100 مليون جنيه من مواردها الذاتية وفق شروط الواقفين لمشروع توفير سكن كريم للأسر الأولى بالرعاية، من خلال بروتوكول ثلاثي وقع برعاية الدكتور المهندس مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء بين كل من وزارت الأوقاف والتضامن الاجتماعي والإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ينفذ خلال عام من تاريخ التوقيع.

قال الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني بالأوقاف: “نعمل على تخفيف المعاناة عن الأكثر احتياجًا، وتفعيل دور المسجد في خدمة المجتمع، وسحب البساط من الجماعات المتطرفة التي تتاجر باحتياجات الناس، فدائماً ما يؤكد الوزير للعاملين بالوزارة أن قضاء حوائج الناس في جميع المجالات التي تقوم بها الوزارة إنما يجوز من أموال الزكاة والصدقات وسائر التبرعات لسد الجوعة وستر العورة، وإيواء من يحتاج إلى إيواء ورعاية الطلاب المحتاجين والنوابغ، والإسهام في الخدمات الصحية والتعليمية، وهو ما تنهجه الأوقاف في المرحلة المقبلة في مجالات البر وإدارات المساجد الكبرى”.

وقال عبدالغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية: “علينا أن نقضي على ظاهرة احتراف التسول، وما تقوم به الأوقاف في خدمة المجتمع والإسهام في توفير الحماية الاجتماعية للأسر الأولى بالرعاية مشهود ومحمود، فالوزارة تعمل كفريق عمل واحد متكامل لخدمة الوطن، وواجبنا جميعاً القضاء حوائج الناس”.

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى