خلال الندوة التي أقامتها وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي بمسجد صلاح الدين الأيوبي بالمنيل بمحافظة القاهرة تحت عنوان: “مخاطر الهجرة غير الشرعية”
الأستاذ / إبراهيم نصر مدير تحرير صحيفة عقيدتي:
وزارة الأوقاف تواصل عطاءها العلمي والثقافي
في تصويب المفاهيم حول القضايا الحياتية المعاصرة
الدكتور / محمد عزت مدير عام شئون القرآن:
الهجرة غير الشرعية مجرمة ومحرمة
ولا يجوز شرعا ولا قانونا القيام بها أو الإقدام عليها
الدكتور / جمال إبراهيم مدير عام الإرشاد الديني:
حرمة الأوطان كحرمة البيوت
وكما لا ينبغي اقتحام بيت أحد بدون إذنه
يجب ألا نقتحم الدول بدون إذن أصحابها
الشيخ / يسري عزام إمام وخطيب مسجد صلاح الدين بالمنيل:
الهجرة غير الشرعية انتهاك صريح للقوانين التي تنظم العلاقات بين الدول
و تعريض محقق للهلاك والمهنة والإذلال المنهي عنه شرعا
برعاية كريمة من معالي أ.د / محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، وفي إطار خطة وزارة الأوقاف الدعوية لنشر الفكر الوسطي المستنير ، وحرصها على بيان وسطية الإسلام وروحه السمحة ، وبالتعاون مع صحيفة عقيدتي أقيمت يوم السبت 8 / 9 / 2018م الندوة العلمية الكبرى بمسجد صلاح الدين بالمنيل ــ عقب صلاة العشاء تحت عنوان ” مخاطر الهجرة غير الشرعية ”وحاضر فيها كل من : الدكتور / محمد عزت مدير عام شئون القرآن بوزارة الأوقاف ، والدكتور / جمال إبراهيم مدير عام الإرشاد الديني ، والشيخ / يسري عزام إمام وخطيب مسجد صلاح الدين بالمنيل ، بحضور جمع من المصلين حرصًا منهم على التعرف على تعاليم دينهم الحنيف .
وقد أدار الندوة وقدم لها الأستاذ / إبراهيم نصر مدير تحرير صحيفة عقيدتي .
وفي تقديمه للندوة ثمًن الأستاذ / إبراهيم نصر مدير تحرير صحيفة عقيدتي دور معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في الاهتمام بهذه الندوات وموضوعاتها التي تمس الواقع العصري، وتهم كل مواطن مصري في حياته ، مشيدًا بدور وزارة الأوقاف والنهج الذي اتخذته في هذه الآونة ، وتلك الفترة الفاصلة من حياة مصرنا الغالية .
وفي كلمته أشار الدكتور / محمد عزت مدير عام شئون القرآن بوزارة الأوقاف إلى أن الهجرة نوعان ، الأول: الهجرة الشرعية وهى الهجرة وفق اللوائح والقوانين المنظمة، والنوع الثاني: الهجرة غير الشرعية التي تقوم على مخالفة القوانين والتشريعات المنظمة لعلاقات الدول ، مؤكدًا أن الهجرة غير الشرعية مجرمة ومحرمة ، ولا يجوز شرعا ولا قانونا القيام بها أو الإقدام عليها ، فهي مخالفة صريحة لما نصت عليه الشريعة الغراء في حفظ النفس وعدم تعرضها للهلاك وهو مقصد من المقاصد الكلية للتشريع ، حيث يقول الحق جلا وعلا :{ ولَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} سواء كان هذا الهلاك على وجه الاحتمال أو الاحتمال الغالب كما هو في الهجرة غير الشرعية ، وكما يقول تعالى : {وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا}.
ومن جانبه تحدث الدكتور/ جمال إبراهيم مدير عام الإرشاد الديني مشيدا باختيار موضوع الندوة وهو “مخاطر الهجرة غير الشرعية” للتوافق مع احتفال المسلمين بهجرة المصطفى (صلى الله عليه وسلم) وذلك أدعى لحضور الذهن في استيعاب الفارق بين هجرة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) التي كانت بأمر إلهي لإعلاء كلمة الله تعالى وتبليغ رسالته على الوجه الأكمل ، وكان هذا في ظل عالم لا يتقيد فيه الانتقال من بلد إلى بلد فكان التنقل متاح للجميع سواء كان الانتقال لداع ديني أو دنيوي ، أما الآن وفي ظل القوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية فلا يجوز بحال انتهاكها أو الخروج عليها ، مؤكدًا أن حرمة الأوطان كحرمة البيوت، والهجرة غير الشرعية اعتداء على حرمات الآخرين ، فكما لا ينبغي اقتحام بيت أحد بدون إذنه يجب ألا نقتحم الدول بدون إذن أصحابها ، وهذا الإذن هو المتمثل في تأشيرة الدخول .
ومن جانب آخر أكد الشيخ / يسري عزام إمام وخطيب مسجد صلاح الدين بالمنيل أن الإنسان يسافر لأجل طلب لقمة العيش ولكن لابد أن يكون السفر مباحا ، وأن يكون في غير معصية الله (عز وجل) ولا يكون كذلك إلا في ظل اللوائح والقوانين المنظمة ، فلا يجوز شرعا للمرء أن يسافر من بلد إلى بلد متحايلا على القانون ، ورحم الله من قال :
سعادة المرء في خمس لقد جمعت *** صــلاح جيرانه , والبر في ولده
وزوجة حسنت أخلاقـــها , وكــــــــذا *** خل وفي , ورزق المرء في بلده
فأن ترزق في بلدك كفافا حلالا طيبا في غير معصية الله فأنعم به من رزق ، ورحم الإمام الشنقيطي حيث يقول :
أسباب الرزق ستة محققة *** تقـى توكـل صلاة صدقة
كذاك الاستغفار والتحرك *** وكل ذا في الذكر جاء مدرك
لكننا من جهلنـا لم نعمـل *** إلإ بمــا يتعبنــا من عمــل
فمن اجتهد في بلده نصف اجتهاده في بلاد غيره رزقه الله ويسر له الأسباب ، وأكد فضيلته على أن الهجرة غير الشرعية انتهاك صريح للقوانين التي تنظم العلاقات بين الدول ، وتعريض محقق للهلاك والمهنة والإذلال المنهي عنه شرعا ، ذلك أن المهاجرين غير الشرعيين يعرضون أنفسهم لأمرين : الأول : هو الهلاك ، والله (عز وجل) نهى عن ذلك بقوله تعالى:{وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}، والثاني: هو المهانة إن نجوا من الهلاك ، والنبي (صلى الله عليه وسلم) يقول : (لَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ) قالوا : وكيف يذل نفسه؟ قال: (يَتَعَرَّضُ مِنَ البَلَاءِ لِمَا لَا يُطِيقُ)، وأشد منهم جرما هؤلاء المتاجرون بمعاناتهم في عملية أشبه ما تكون بتجارة البشر .