من صحيفة الأهرام عدد الخميس ٢٣-٨-٢٠١٨م ندوة وزير الأوقاف
وزير الأوقاف لـ «الأهرام»: لن نسمح للجماعات الدينية بأى نشاط دعوى
- مصر فى عهد الرئيس السيسى تمارس السياسة النظيفة ولا تخدع أحدا
- الجماعات الدينية خطر على الدين والدولة ولن نسمح لها بأى نشاط دعوى
- من الظلم أن نحصر الإسلام فى العبادات دون السلوكيات
- الشائعات سلاح الأعداء لتدمير الأوطان .. والتصدى لها ضرورة دينية ووطنية
- المتطرفون اختزلوا الدين فى الشكل وخدعوا الشباب بمفاهيم خاطئة
أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن الجماعات الدينية خطر على الدين والدولة حيث اختزلت الدين فى الشكل وخدعت الشباب بمفاهيم خاطئة، وقال إن وزارة الأوقاف لن تترك تلك الجماعات المتطرفة وستتبعهم أينما ذهبوا ولن تسمح لأى من عناصرها بالقيام بأى نشاط دعوي.
وقال وزير الأوقاف ـ فى ندوة بالأهرام ـ إن مصر فى عهد الرئيس السيسى تمارس السياسة النظيفة ولا تخدع أحدا، مشيرا إلى أن غلق الزوايا فى صلاة الجمعة وتناول القضايا الوطنية فى الخطبة «دين» وليس «سياسة.
وحَمَل جمعة الذين يهتمون بالعبادات ويهملون السلوكيات والمعاملات، مؤكدا أنه من الظلم أن نحصر الإسلام فى العبادات دون السلوكيات.
وتطرق الوزير خلال الندوة لخطة الوزارة للارتقاء بمستوى الأئمة وبناء الشخصية الوطنية، وجهودها لكشف زيف الجماعات التى تتاجر بالدين لحماية الأطفال والشباب من الوقوع فى براثن تلك الجماعات.
الأهرام: منذ توليكم مسئولية الوزارة قبل خمس سنوات خاضت الأوقاف مواجهة لكشف زيف الجماعات التى تتاجر بالدين، واستطاعت الوزارة السيطرة على المنابر وتجفيف منابع التشدد والتطرف، فكيف يمكن أن تستمر هذه المواجهة لكشف زيف هذه الجماعات الضالة التى تشوه وجه الإسلام السمح؟
وزير الأوقاف: لن نترك الجماعات المتطرفة أينما ذهبوا، نتتبعهم ونكشف زيفهم ولن نسمح لأى من عناصر هذه الجماعات للقيام بأى نشاط دعوي، لأننا نؤمن أن أهل الباطل لا يعملون إلا فى غياب أهل الحق، وأى إنسان إذا عرضت عليه سماحة الأديان عرضا صحيحا وعرض عليه التشدد، سوف يميل لسماحة الإسلام بالفطرة، ودائما أقول للائمة والدعاة إنه لو وجد فى أى قرية أو نجع إمام متميز وسطي، فلا يمكن لغيره أن يعمل بجانبه، لأن الناس سوف تلتف حول الإمام الوسطى المتميز الذى يعرض سماحة الدين ووسطيه الإسلام، ولذلك كنا نجد أن الجماعات المتطرفة التى تعمل فى الظلام كانت تسيطر على المساجد التى لا يوجد فيها أئمة، وكانوا يبنون زوايا بجوار المقابر والسكة الحديد، فهذه الجماعات كالخفافيش التى لا تعمل إلا فى الظلام، وكانوا يستغلون هذه الزوايا للسيطرة على الشباب، وبث الأفكار المتشددة، ولذلك تم قصر خطبة الجمعة على المساجد الجامعة دون الزوايا، ونحن على يقين أن المجتمع يلفظ التشدد لأنه مخالف للفطرة، ونحن نؤكد أن الأوقاف استردت المنابر والمساجد، وقد خطبت مؤخرا فى مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، وقلت أن مصر قد عادت ومنابرها قد عادت.
الأهرام:.. وماذا عن دور الأوقاف فى تحقيق التنوير وبناء الشخصية الوطنية وترسيخ القيم التى تؤدى للنهوض بالمجتمع ؟
وزير الأوقاف: الحقيقة أن هناك جهدا شاملا تقوم به الدولة لبناء الشخصية الوطنية وتصحيح المفاهيم، ومصر فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى غيرت كثيرا من المفاهيم الخاطئة، ومصر تمارس السياسة النظيفة، لا تتآمر على الآخرين ولا تخدعهم، وفى هذا الإطار أتوجه بخالص الشكر والتقدير لسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية على تفضله برعاية المؤتمر الدولى التاسع والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الذى سيعقد فى يناير المقبل، تحت عنوان «بناء الشخصية الوطنية وأثره فى تقدم الدول والحفاظ على هويتها»، ونؤكد أننا سنبذل كل الجهد ليكون المؤتمر على مستوى هذه الرعاية ومستوى دور مصر الريادى .
الأهرام: وكيف تواجهون غير المتخصصين الذين يعملون فى مجال تحفيظ القرآن؟
وزير الأوقاف: بعد أن تم منع غير المتخصصين من صعود المنابر، بدأت عناصر الجماعات المتطرفة يستغلون الكتاتيب لنشر الفكر المتطرف، ولذلك انتقلت المواجهة معهم فى هذا المجال، ونحن مع تحفيظ القرآن ونشجع الشباب والأطفال على ذلك، ولكن بشرط أن يتم ذلك على يد علماء متخصصين مشهود لهم بالوسطية والاعتدال، وتم تقنين عمل الكتاتيب، ووضعنا شروطا لها أهمها حفظ القرآن الكريم، وبعض من تقدم للاختبارات حصل على صفر فى الامتحان، لأنهم يهدفون إلى أن يكون الكتاب لافته لنشر الفكر المتشدد وغسل مخ الأطفال والشباب، ولذلك تم تقنين عمل الكتاتيب، ونستهدف الوصول لنحو 4 آلاف كُتاب فى الفترة المقبلة .
الأهرام: فكرة المدارس القرآنية التى تنفذها الأوقاف هل يمكن القول أنها تدخل فى إطار مواجهة غير المتخصصين الذين يعملون فى مجال تحفيظ القرآن؟
وزير الأوقاف: تم التوسع فى المدارس القرآنية فى المساجد الكبرى، عن طريق اختيار الأئمة المتميزين للعمل فى هذه المدارس، ويتم اختيار ثلاثة محفظين من الأئمة المتميزين للعمل فى التحفيظ وتعليم القيم والأخلاق والتعايش السلمى وحب الأوطان وغيرها من المفاهيم، والفترة الماضية تم افتتاح 690 مدرسة، ونستهدف خلال العام الحالى الوصول لحوالى ألف مدرسة تضم 3 آلاف محفظ، علما بأن التحفيظ يتم مجانيا، فنحن نريد أن يحفظ الأطفال القرآن على يد علماء متخصصين، ولذلك نتوسع فى افتتاح المدارس القرآنية والكتاتيب .
الأهرام: وكيف نحمى الأطفال والشباب من أفكار هذه الجماعات الضالة التى تخدعهم بمفاهيم خاطئة
وزير الأوقاف: كما أوضحت نحن نريد أن نوفر الكتاب الآمن والمسجد الآمن، لأننا نسعى لترسيخ القيم والمبادئ والأخلاق والوسطية، فالناس كانت تخاف على أبنائها من أن تتخطفهم الجماعات المتطرفة، وكان هناك قلق داخل الأسر من تلك الجماعات التى كانت تسعى بكل السبل للسيطرة على عقول الشباب وخداعهم بمفاهيم خاطئة، ولذلك فإن وزارة الأوقاف سيطرت على المساجد والمنابر بعلمائها المتميزين، ولن نترك فرصة للجماعات الضالة وسوف نتتبعهم أينما ذهبوا .
وعلى الأسرة أن تتابع وتقيس التزام أبنائها، فمثلا لو كان هناك شاب فى قرية أو القاهرة مثلا، الأمر الطبيعى أن يذهب للصلاة فى المسجد المجاور لمنزله كما هى الحياة الطبيعية، لكن أن يترك جميع المساجد المجاورة ويذهب للصلاة فى مسجد فى منطقة أخري، أو أن يعتكف فى محافظة أخري، هنا لابد أن تدرك الأسرة أن هناك تغييرا فى سلوك هذا الشاب ولابد من الحديث معه وتوعيته، كذلك إذا وجدنا ثراء فى حياة الشاب بطريقة لا تتناسب مع مصروفه أو دخله، أما إذا كذب هذا الشاب فإننا نتوقع بشكل كبير أن الجماعات الإرهابية بدأت تتخطف هذا الشاب، لأن الكذب منهج ثابت لدى تلك الجماعات، والغاية عندهم تبرر أى وسيلة .
الأهرام: الفضاء الالكترونى ووسائل التواصل أصبحت من أدوات الجماعات الإرهابية لتجنيد الشباب، ماذا عن خطة الأوقاف لنشر التوعية عبر الفضاء الالكتروني؟
وزير الأوقاف: كما أوضحت وأكرر لن نترك الجماعات المتطرفة أينما ذهبوا، والأوقاف حاليا بصدد التنسيق مع واحدة من أكبر الشركات المتخصصة فى الفضاء الالكتروني، وذلك بالتنسيق مع جهات الدولة، بحيث ننتقل إلى ترسيخ الخطاب الوسطى فى الفضاء الالكتروني، وهذه الجهود بدأت بالفعل من خلال موقع الوزارة الالكترونى الذى يتابعه 18 مليون شخص، ولدينا المادة العلمية والتمويل الذاتى للعمل فى ملء الفضاء الالكترونى بالعلم الوسطى الصحيح، وذلك لحماية الشباب من أفكار الجماعات الضالة المضلة .
الأهرام: ..وماذا عن جهود الوزارة فى الاستفادة بالواعظات لمواجهة غير المتخصصات من ناحية ونشر التوعية فى مصليات النساء من ناحية أخرى ؟
وزير الأوقاف: الوزارة تهتم بشكل كبير بتأهيل الواعظات من خلال الدورات التدريبية والمعسكرات التى يحاضر فيها كبار العلماء، ونستهدف أن يكون لدينا واعظة فى كل مسجد جامع، لأن الجماعات المتطرفة كانت تستغل المنتميات لها فى جميع تبرعات وتسويق الأفكار وتوزيع الكتب، ولذلك نعمل على مواجهة هذه العناصر من خلال الواعظات، والمكان الذى لا تتوافر فيه واعظة سوف ندفع بسيدة من المعتدلات كعضو فى مجلس إدارة المسجد، حتى لا نترك ثغرة لهذه الجماعات، وهناك جهود كبيرة فى هذا المجال، لأننا لن نسمح للمنتميات للجماعات المتطرفة بأى نشاط داخل المساجد، والواعظات بعضهن يحمل الدكتوراة والماجستير، وعندما نظمت الأوقاف دورة متخصصة فى المواريث كانت اثنتان من الواعظات ضمن الخمس الأوائل، وجميع الواعظات لديهن رغبة قوية العمل لخدمة الدين ونشر الوسطية.
التدين المظهري
الأهرام: التدين المظهرى واختزال الدين فى الجلباب القصير والسواك من القضايا التى تاجرت بها الجماعات الإرهابية، كيف نرسخ جوهر الدين لدى الناس، ونوضح أن المعاملات والأخلاق وحب الأوطان من صميم الدين؟
وزير الأوقاف: من الظلم البين أن نحصر الإسلام فى مجرد أداء العبادات فقط دون السلوكيات، العبادات أركان أساسية كالصلاة والزكاة والصوم، والنبى الكريم صلى الله عليه وسلم قال»التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء»، فالعبادات تؤدى لسلوكيات تتواكب مع الفهم الصحيح للدين، فالذى أدى العبادات أدى الفرائض، وأفهم من الحديث أن التاجر يدخل الجنة من هذا الباب، لكن هناك فرقا بين الخطاب الوعظى والحكم على الناس، وليس من حق أحد أن يحكم على أحد بالجنة أو النار.
فالجماعات المتطرفة اختزلت الدين فى الجلباب والغطرة والسواك، وهذه مظاهر شكلية وليست حكم على الناس بالجنة أو النار، فالمطلوب فى زى الرجل أن يستر ما بين السرة والركبة، سواء كان الزى جلبابا أو غير ذلك، طالما يراعى الإنسان الذوق العام، والذى يدعى أن الزى الذى يلبسه هو الدين، ضيق على الناس وهو الذى وقع فى الفتنة، والنبى الكريم صلى الله عليه وسلم لبس ما كان متيسر فى عهد قومه، ولا يوجد فى القرآن أو السنة ما يدل على أن عدم غطاء الرأس للرجل يخل بالمروءة، وعلينا أن نراعى ظروف العصر .
فالسواك مثلا ـ كان متاحا فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم، لكن نقول هل المقصود من استخدام السواك طهارة الفم أم استخدام هذا العود؟ المقصود نظافة الفم، وهذا يتحقق بالفرشاة أو السواك.. وقد مرت امرأة فقيهة على قوم من الذين لا يقدسون إلا الشكل أما الجوهر فهو غائب عنهم، وقالت لهم: من فقيهكم؟، قالوا فلان، قالت له: كيف تأكل؟، قال أسمى الله وأكل بيمينى وأكل مما يلينى وأصغر اللقمة وأحسن المضغة، قالت له: سألتك عند الجوهر فأجبتنى عن الشكل، قال لها: إذن كيف تأكلين؟ قالت: كل حلالا وكل حيث شئت. ثم قالت له كيف تنام؟، قال أوى إلى فراشى فأخذ بطرف ثوبى فأنظف مكانى وأنام على يمينى أقرا أذكاري، قالت هذا الشكل، قال لها: ما الجوهر، قالت: سلم قلبك من الحسد والضغائن ونم كيفما شئت.. ولذلك من الخطر أن نأخذ الإسلام من جانب الشكل ونضيع الجوهر والمضمون، لأن البعض يخلط بين الفرائض والسنن وسنن العبادة وأعمال العادة .
الأهرام: كيف يمكن مواجهة الشائعات التى تهدف لنشر الأكاذيب وتعطيل المصالح، والفترة الماضية شهدت موجة كبيرة منها عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟
وزير الأوقاف: من ينقل الشائعات مجرد نقل فقط فهو آثم، والنبى الكريم صلى الله عليه وسلم يقول فى الحديث الشريف «كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع»، هذا بالنسبة لمن ينقل الشائعات سواء ترديدها، أو نقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حتى النقل الإلكترونى هو نقل، والنبى الكريم صلى الله عليه وسلم يقول فى الحديث الشريف «الرجل يلقى بالكلمة لا يلقى لها بالا فيهوى بها فى النار»، لأن الشائعات خطر على المجتمع وهى كذب متعمد، فهى تؤدى للقتل والتخريب .
الأهرام: وماذا عن المفاهيم التى تتاجر بها الجماعات المتطرفة وتستهدف تدمير الأوطان، وكيف يمكن أن نرسخ لدى الناس المفاهيم الصحيحة فى جميع المجالات؟
وزير الأوقاف: أصدرنا كتاب «مفاهيم يجب أن تصحح» وذلك فى إطار المواجهة الفكرية للجماعات الضالة، وعرضنا نماذج لهذه المفاهيم، منها: التكفير، نظام الحكم، الجهاد، الحاكمية، المواطنة، وأوضحنا أن الإسلام لم يضع قالبا جامدا لنظام الحكم، إنما وضع قواعد عامة، وأى حكم يحقق العدل ويعدل بين الناس، ويحارب الفساد والمحسوبية ويعمل على قضاء حوائج الناس وتوفير الخدمات الأساسية، فهو حكم رشيد، ولعل العنوان الأبرز لنظام أى حكم رشيد هو مدى تحقيقه لمصالح البلاد والعباد، وليختر الناس من الأنظمة ما يحقق هذه الأهداف.
لكن جماعة الإخوان الإرهابية جعلت الوطنية فى مقابل الدين، مع أن مصالح الأوطان جزء من مقاصد الأديان، وكل ما يؤدى لقوة الدولة من صميم مقاصد الأديان، وكل ما ينال من قوة الدولة يتناقض مع الدين، وكل ما يدعو للبناء والتعمير والصدق ومكارم الأخلاق والتعايش السلمى وسعادة البشر يريد الصلاح، وكل من يدعو للكذب والتخريب والتدمير ويعمل فى الظلام، هو إنسان صاحب أهواء، ولذلك نحذر من أفكار تلك الجماعات التى تهدف لتدمير الأوطان، وفى هذا نؤكد أن حماية الكنائس مثل حماية المساجد، والضابط الذى يتوفى فى الدفاع عن الكنسية شهيد، مثل الذى يتوفى فى الدفاع عن المسجد، لأن هذا يحمى البلد وهذا يحمى البلد.
الأهرام: هل حقق الخطاب الدينى التجديد المأمول، وكيف كانت خطبة الجمعة خطوة فى طريق التجديد ؟
وزير الأوقاف: قالوا من جدد فقد استهدف، والجماعات التى كانت مستفيدة من الوضع القائم، تهاجم التجديد لأنه يكشف زيف هذه الجماعات، ودائما أقول أنه يشترط فى من يقوم بالتجديد أن يكون متخصصا، وألا يكون له انتماء لأى جماعة، لأنه لن يكون حر نفسه وستكون عينه على الجماعة التى ينتمى إليها، وأن يكون ملما بالواقع، وفى هذا الإطار جاءت موضوعات خطبة الجمعة طوال السنوات الماضية لتلمس الواقع وتعبر عن قضايا الوطن، وهنا لابد أن أؤكد أن تناول القضايا الوطنية فى خطبة الجمعة دين وليس سياسة، وموضوعات الخطبة تناسب كل المستويات والفئات، وعندما نتكلم اليوم فى خطبة الجمعة عن الجوانب الإنسانية فى خطبة الوداع، هذا يناسب كل الفئات والمناطق، كذلك الخطب التى تناولت قضية الاحتكار والتعدى على المال العام وتغليب المصلحة العامة وغيرها .
وهنا أريد أن أوضح أن موضوعات خطبة الجمعة أحدثت حالة من التجديد، لأن عناصر الجماعات المتطرفة تجرأت على المساجد، لأن معظم الخطباء كان يحفظ مجموعة ثابتة من الخطب يرددها كل فترة، وكانت خطبة الجمعة تدور حول بر الوالدين والصلاة وعذاب القبر وخطب المناسبات، والبعض كان يكتب خطب العام كله ويلقيها فى موعدها كما هي، والناس كانت تحفظ خطب الأئمة لأنهم ظلوا لسنوات يرددون نفس الخطبة، لكن تجديد وتوحيد الخطبة أحدث حالة من الاجتهاد بين الأئمة ولمس واقع الناس .
الأهرام: تأهيل وتدريب الأئمة قضية مهمة فى ظل الحديث عن تجديد الخطاب الديني، نود أن نعرف خطط الوزارة فى هذا المجال؟
وزير الأوقاف: عقدنا العديد من الدورات المتخصصة للأئمة طوال السنوات الماضية، منها دورات فى اللغات الأجنبية والحاسب الآلى وفقه المواريث وفقه المقاصد وغيرها، كما تم تنظيم معسكرات تدريب على مستوى الجمهورية فى الأقصر والإسماعيلية والبحر الأحمر والإسكندرية، وخلال الفترة المقبلة ستكون لدينا أكبر أكاديمية لتدريب الأئمة فى العالم، ولدينا فى مدينة السادس من أكتوبر ثلاثة مبان مجهزة على أعلى مستوي، تشمل معمل لغات، وقاعات ترجمة فورية وسكنا للأئمة، والوزارة تهتم بتأهيل الأئمة لأن لدينا نظاما محددا وشفافا، فكل إمام يريد السفر للخارج أو العمل فى مسجد كبير أو العمل فى المدارس القرآنية، لابد أن يجتاز الاختبارات، ولذلك نوفر فرصا للتدريب، ولا توجد أى وساطة فى ذلك .