خلال خطبته بمسجد الحامدية الشاذلية
وزير الأوقاف يؤكد :
خطبة حجة الوداع تشتمل على القيم الإنسانية في أسمى معانيها
ومبدأ المساواة من أبرز القيم التي رسختها
صكوك الأضاحي محل إجماع أهل العلم المعتبرين
في إطار خطة وزارة الأوقاف لنشر الفكر الإسلامي الصحيح ، ألقى معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف اليوم الجمعة 17 / 8 / 2018 م خطبة الجمعة بمسجد الحامدية الشاذلية بالمهندسين بالقاهرة ، تحت عنوان : الجوانب الإنسانية في خطبة حجة الوداع ، بحضور فضيلة الشيخ / جابر طايع يوسف رئيس القطاع الديني ، وفضيلة الشيخ/ محمد نور مدير مديرية أوقاف الجيزة ، ولفيف من القيادات الدينية بوزارة الأوقاف ، والقيادات الشعبية.
وفي بداية خطبته أكد معالي وزير الأوقاف أن في هذه الأيام العشر رحمات ونفحات جليلة من الله (عز وجل) ، حيث يقول نبينا ( صلى الله عليه وسلم) : (إِنَّ لِرَبِّكُمْ ـ عزَّ وجلَّ ـ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا ، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا ) ، وقد رسخ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في خطبة الوداع القيم الإنسانية في أسمى معانيها ، ومن ذلك التعايش السلمي بين البشر جميعًا ، واحترام آدمية الإنسان ، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم) : ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى ” ، مضيفًا أن العبرة بالتقوى ، مستشهدا بأنه ” مر رجل من فقراء المسلمين على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يومًا ، فقال النبي لأصحابه : ( ما تقولون في هذا ؟ ) ، فقالوا : رجل من فقراء المسلمين ، هذا والله حري إن خطب ألا يزوج ، وإن شفع ألا يشفع ، ثم مر رجل آخر من الأشراف ، فقال : ( ما تقولون في هذا؟ ) ، قالوا : رجل من أشراف القوم هذا ، والله حري إن خطب أن ينكح ، وإن شفع أن يشفع ، فأشار النبي (صلى الله عليه وسلم ) على الرجل الفقير الأول فقال : ( والله هذا خير من ملء الأرض من مثل هذا ).
وفي السياق نفسه أكد معاليه أن الناس أكفاءٌ متساوون ، مشيرًا إلى قول الإمام علي (رضي الله عنه) :
الناس من جهة الآباء أكفـــــاء
أبوهــــم آدم والأم حــــــــواء
فإن يكن لهم من أصلهم شرف
يتفـــاخرون به فالطين والمــــاء
كما أوضح معاليه أن الإسلام نهى عن التباهي بالأنساب والأحساب ، مشيرًا إلى أنه في ذات الوقت الذي أمر الإسلام الغني فيه بالتصدق ، أمر الفقير بالتعفف ، وكذا في الوقت الذي أمر فيه بالتواضع ، حث على تقدير الناس وإنزالهم منازلهم في توازن إنساني غاية في التحضر والرقي.
كما بين معاليه أن الإسلام حث على إكرام الفقراء المتعففين ، وسن الأضحية من باب التراحم والتكافل وإدخال الفرحة على الفقراء ، فعن عائشة (رضي الله عنها) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال : ” ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم ، إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها ، وأشعارها ، وأظلافها ، وأن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض ، فطيبوا بها نفسا ” . مؤكدًا أن الصكوك محل إجماع عن أهل العلم المعتبرين ؛ لأنها تصب في مصلحة الفقير ، موصيًا بوضع المال في أيدي الأمناء الذين يعملون بغطاء رسمي وقانوني ، حتى يصل الحق إلى مستحقيه ، وعدم دفع أي أموال لأي شخص خارج الحساب البنكي أو بدون إيصالات رسمية معتمدة من الجهات المختصة ، حتى لا تقع الأموال في أيدي من يمكن أن يسيء التصرف معها .
كما أكد معاليه على سنة صيام يوم عرفة ، مستشهدا بقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : (صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده).