في معسكر أبي بكر الصديق التثقيفي بالإسكندرية للواعظات
الدكتور/ عبد الله النجار:
النهوض بالواعظات مجهود يثمن لمعالي وزير الأوقاف
ودورهن مؤثر في رفع الوعي الديني والثقافي لدى المرأة المصرية
القدرة على تحمل الحقوق والواجبات أساس بناء الأسرة الصحيحة
يجب علي الواعظات أن يتسلحن بالعلم والقراءة الجيدة
بغية الوصول لفقه التجديد في القضايا المعاصرة
برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة بدأت اليوم السبت 11/8 / 2018م فعاليات اليوم الثاني للواعظات المتميزات بمركز أبي بكر الصديق التثقيفي بمدينة الإسكندرية ، وذلك بمحاضرة لفضيلة أ.د / عبد الله النجار أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية ، تحت عنوان ” فقه التجديد في الدعوة ” بحضور الدكتور / عبد الفتاح عبد القادر جمعة المشرف الفني على المعسكر.
وفى بداية المحاضرة قدم أ.د/ عبد الله النجار الشكر لمعالي وزير الأوقاف على الاهتمام بتأهيل الواعظات، والعمل على أن يكون لهن دور مؤثر في رفع الوعي الديني والثقافي لدى المرأة المصرية من خلال مساجد الوزارة ، وأيضًا من خلال المؤتمرات ، والمحاضرات والندوات، مشيرًا إلى أن الدعوة شرف كبير، وعمل عظيم ، فهي ميراث النبوة، وأساسها معرفة الناس بالله (تعالى)، ومهمة الداعية التذكير وليست الهداية، فقد أحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هداية عمه ، ولكنه مات على غير ذلك ، حيث إن الخلط بين الوسيلة والغاية قد أوقع بعض المتطرفين في التشدد والغلو ، مضيفًا أن الله (تعالى) لا يقبل إيمان المكره ، لأنه أتى عن غير رغبة، وغير طواعية لله.
وأفصح فضيلته عن أن تسلح الداعية بالعلم النافع، وفقه الواقع هو أساس نجاحه، فعليكن أن تكن على علم وبصيرة بمستجدات العصر، وكذلك مآلات النص، لتحققوا مراد الله (تعالى) من التشريع، وهو اليسر والتسهيل، “فما خير رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين أمرين إلا اختار أيسرهما”، ونعى على الذين تشددوا في الصيام والزواج وقيام الليل بقوله: ” فمن رغب عن سنتي فليس مني”، فسنته التيسير والتخفيف افعل ولا حرج، مؤكدًا أن الاختيار الفقهي بين المذاهب المختلفة قد يوقع في حرج باختيار رأي لا يتناسب مع هذا العصر، أو مع أهل هذا المصر ، فاختلاف الأزمنة والأمكنة أساس لتغير الاختيار الفقهي.
كما أكد فضيلته أن الأسرة هي أساس المجتمع، وعلى أساسها يقام عمران البلاد، ومصالح العباد، لذا عني الإسلام بالأسرة وبأحكامها عناية تفوق الوصف، بداية من الخطبة، وعقد النكاح ، وتربية الأولاد، وكذا الطلاق، والعدة ، بل حتى نهاية الحياة الدنيا، مبينًا أن الإسلام قد سمى الزواج ميثاقًا غليظًا ؛ لتعظيم أثره في النفوس، وزرع هيبته في العقول ، وقد حافظ الإسلام بتشريعاته العظيمة على أن تبقى الأسرة لا يتطرق الخلل إلى أركانها ، بل تبقى رعاية لمهمتها، محافظة على وظيفتها في تربية الأولاد حتى يكونوا أعضاء نافعين في المجتمع، محققين خلافة الله في الأرض، لذا فإن دور الداعيات في قضايا الأسرة، ومعالجة أسباب الشقاق بين الزوجين ورأب الصدع بينهما لهو عمل جلل، لا يقل عن عمل الإمام في مسجده.
وفي ختام اللقاء دار حوار مباشر بين أ.د/ عبد الله النجار وبين المشاركين من الواعظات فيما يتعلق ببعض قضايا الأسرة وتربية النشء وكيفية المعاملة معها، وفي نهاية المحاضرة قدم المشاركات في المعسكر الشكر والتقدير لمعالي وزير الأوقاف على دعمه المتواصل لهن وإتاحة الفرصة لهن في المشاركة في تلك المعسكرات التي لم تكن متاحة من قبل.