وزير الأوقاف من مسجد القائد إبراهيم : الأوقاف استعادة المنابر والخطاب الديني ولا مكان بها لغير المصرح لهم بالخطابة
إطعام الجائع وكساء العاري ومساعدة المريض
أولى ألف مرة ومرة من حج النافلة وتكرار العمرة
صكوك الأضاحي توسيع لقاعدة المستفيدين بالأضحية
مما يحقق الأجر الأكبر للمضحي
مقاصد الأديان لا تنفك عن مصالح الأوطان ، إذ الأديان لا تقام في الهواء الطلق
ولنا وطن بكل الدنيا نفتديه ، وأداء حقوق الناس والمجتمع شرط لقبول الطاعات
في إطار خطة وزارة الأوقاف لتصحيح المفاهيم الخاطئة ، ومواجهة الجمود والانغلاق الفكري ، وبيان عظمة الشريعة الإسلامية، ومرونتها من جهة، وتجديد الخطاب الديني من جهة أخرى، ألقى معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف اليوم الجمعة 10 / 8 / 2018 م خطبة الجمعة بمسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية عن: الوفاء بالحقوق والالتزامات وتحري الحلال شرط أساس لقبول الطاعات ، بحضور معالي الدكتور / أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة ، والسيد اللواء الدكتور/ محمد سلطان محافظ الإسكندرية، ومعالي المستشار/ محمد خفاجي نائب رئيس مجلس الدولة ورئيس محكمة القضاء الإداري ، وفضيلة الشيخ/ محمد خشبة وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، والدكتور/ عبد الرحمن نصار وكيل مديرية أوقاف الإسكندرية، ولفيف من القيادات الدينية بوزارة الأوقاف، والقيادات الشعبية.
وفي بداية خطبته أكد معالي وزير الأوقاف على أنّنا بصدد استقبال العشر الأول من ذي الحجة، تلك الأيام الطيبة المباركة، ” فما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام (يعني عشر ذي الحجة)، ففيها شعيرة الحج ، وهو ركن من أركان الإسلام، إلا أنه على الاستطاعة، فمن استطاع الحج ولم يحج فمثله كتارك الصلاة والزكاة، أما إذا حج وأدى الفريضة فقضاء حوائج الناس من إطعام الجائع، وكساء العاري، ومساعدة المريض، أولى ألف مرة ومرة من حج النافلة، وتكرار العمرة.
كما أكد معاليه أن من لم يستطع الحج فقد فتح الله له أبواب فضل كثيرة، منها صيام يوم عرفه، فإنه يكفر السنة الماضية والمستقبلة، وكذلك أداء الصلوات الخمس، والجمع إلى الجمع كفارات لما بينهن، فالذي يحافظ على الصلوات الخمس فإنه يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، مضيفًا أن تحري الحلال والوفاء بالحقوق والالتزامات تجاه الأفراد بسداد الديون ، ورد المظالم، وهجر كل المال الحرام ، فالغشاش والمحتكر الذي يحج لا ينفعه حجه؛ لأن مال الحج من حرام ، ومثله كامرأة زنت وأخذت مال الزنا لتتصدق به، فقد ارتكبت الحرام ولم يقبل الله صدقتها، مضيفًا أن المال الحرام من أعظم أبواب الظلم سواء أكان سببه ظلمًا للضعفاء، كأكل حق العامل، أم كان إخلالاً بحق المال العام الذي هو حق للشعب كله ،كالتهرب من الضرائب، أو الجمارك وسائر الحقوق والالتزامات تجاه الدولة ؛لأن المال العام الذي تقوم به الدولة من علاج المرضى وإعانة المحتاج، وإقامة مالا تقوم به شئون البلاد والعباد إلا به ، وأشد من ذلك كله الاعتداء على مال الوقف الذي هو مال أناس صالحين أوقفوه على سبل الخير وقضاء حوائج المحتاجين.
كما أوضح معاليه أنّه يستحب في أيام العشر الأول من ذي الحجة الإكثار من النوافل كقراءة القرآن، وحضور مجالس الذكر، والتصدق، كما أن فيها يوم النحر ، يوم الأضحية، سنة أبينا إبراهيم (عليه السلام)، وأوصى معاليه بأن صكوك الأضاحي التي تقوم عليها الوزارة تسهم بصفة أساسية في الوصول إلى المستحقين الحقيقيين للحوم الأضاحي، فقد يكون المضحي في مكان لا يوجد فيه محتاج أو فقير أو مسكين، وهناك أماكن أخرى محتاجة للحوم تلك الأضاحي، وهنا يأتي دور التوزيع العادل من خلال صكوك الأضاحي.
وفي ختام خطبته بيّن معاليه أنّ الأوطان لا تبنى إلا من خلال سواعد قوية حريصة على العمل الدءوب، والنشاط المستمر، وبفضل الله تعالى عادت مصر دولة قوية، وظهر هذا جليًا في استعادة وزارة الأوقاف جميع المنابر ، وإحكام سيطرتها على جميع المساجد، وإبعاد الجماعات الإرهابية المتطرفة من منابرنا، فإنهم قلبوا الموضوع، وعكسوا المشروع، فشددوا على الناس أمور دينهم بخلطهم بين الأمور المفروضة والمسنونة.
وعقب أداء صلاة الجمعة ألقى معاليه درسًا أكد فيه أن التفرقة بين الفرائض والنوافل أساس عظيم في الفقه ، وهؤلاء الذين لا يفرقون بين السنن والفرائض، غالوا في الدين، وشددوا على الناس كل ما فيه سعة ، مع أن الإسلام سمح سهل يسير، وكله تعمير وعمل ونشاط، أما التخريب والتدمير، وهدم العمران فالدين منه براء ، مضيفًا أن كثيرًا من الأمور المستجدة تحتاج إلى فكر جديد في ضوء الثوابت الشرعية.