خلال الندوة التي أقامتها وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي
بمسجد السيدة زينب (رضي الله عنها)
عن “رسالة المنبر”
أ.د/ عبد الله النجار :
رسالة المنبر هدفها البناء والتعمير، لا الهدم والتخريب
الفهم الصحيح للقيم والمبادئ الدينية تجعل المسلم على بصيرة من دينه
الدعوة إلى الله تحتاج الإخلاص والتجرد
د/ نوح العيسوي :
رسالة المنبر تبليغ الناس رسالة ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة
الدعوة إلى مكارم الأخلاق باللين والرفق والرحمة من سمات الأنبياء
د/عبد الخالق صلاح يؤكد :
رسالة المنبر واضحة ولها هدف إصلاحي نبيل
برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة ، وفي إطار القوافل والندوات التنويرية المشتركة بين وزارة الأوقاف وصحيفة عقيدتي لنشر الفكر الوسطي الصحيح أقامت وزارة الأوقاف ندوة علمية كبرى بالتعاون مع صحيفة عقيدتي يوم السبت الموافق 14 / 7 / 2018م عقب صلاة العشاء بمسجد السيدة زينب (رضي الله عنها) عن ” رسالة المنبر “، حاضر فيها كل من : أ.د/ عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية ، والدكتور / نوح العيسوي مدير عام بحوث الدعوة ، والدكتور/ عبد الخالق صلاح إمام مسجد السيدة زينب (رضي الله عنها) ، بحضور فضيلة الشيخ / محمد خشبة وكيل مديرية أوقاف القاهرة ، وجمع غفير من الحضور ، وقدم للندوة الأستاذ/ إبراهيم نصر مدير تحرير صحيفة عقيدتي.
وفي بداية اللقاء قدم الأستاذ / إبراهيم نصر مدير تحرير صحيفة عقيدتي الشكر الجزيل لمعالي وزير الأوقاف على جهوده المخلصة في مجال الدعوة ، مثمنا دوره الفعال والمؤثر في تلك القوافل الدعوية التي تجوب محافظات مصر من أجل تقديم الإسلام الوسطي السمح ، مشيدًا بتأسيس المدارس العلمية والقرآنية والتوسع في المراكز الثقافية للنهوض بمستوى الدعوة .
وفي بداية كلمته أكد فضيلة أ.د/ عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية أن رسالة المنبر رسالة سامية ، هدفها البناء والتعمير ، لا الهدم والتخريب ، ونشر الفهم الصحيح للقيم والمبادئ الدينية الصحيحة ، حتى يكون المسلم على بصيرة من دينه ، فلا يقع فريسة للتطرف والتشدد والأفكار الهدامة.
كما أوضح فضيلته أن الدعوة إلى الله على بصيرة تحتاج إلى الإخلاص والتجرد ، لأن الإخلاص سر قبول العمل، إذ الدعاة هم ورثة الأنبياء ، مشيرًا إلى أن للمنبر قدسية خاصة ، اهتم بها الإسلام ، ويجب أن يجلس الإنسان على الصورة الحسنة فيعطي كل اهتمامه للخطيب ، مؤكدًا أنّ أصعب الرسالات هي رسالة المنبر فلا يجوز أن يستغل المنبر لأي اتجاه آخر .
وفي سياق متصل أكد فضيلة الدكتور / نوح العيسوي مدير عام بحوث الدعوة بوزارة الأوقاف أن رسالة المنبر رسالة راقية ، يجب أن تكون رسالة رحمة ، وموعظة وتذكير ، وتعليم للناس أمور دينهم بالحكمة والموعظة الحسنة ، قال تعالى :” ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين”، وقال عز وجل: ” فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ”، ولما بعث الله (عز وجل) موسى وهارون (عليهما السلام) إلى فرعون قال لهما :” فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى” .
كما أشار فضيلته إلى أن رسالة المنبر رسالة صلاح وفلاح ، وليست للتشتت والنزاع والاختلاف ، وليست للنيل من شخص بعينه أو التحريض عليه ، فلا يمكن أن يكون المنبر معول هدم أو تخريب أو فساد أو تحريض.
وفي نهاية كلمته أكد فضيلته على أن رسالة المنبر الحقيقية هي رسالة الإسلام السمحة ، وأن وزارة الأوقاف لا تألو جهدًا في الحفاظ على المنابر ، لذلك أصدرت وثيقة المنبر التي أكدت فيها أن للمنبر رسالة عظيمة سامية ، فهو موضع هداية ، ووسيلة إصلاح وبناء وتعمير ، ومنارة فكر واستنارة ، وسبيل الوسطية والتسامح ، لا يمكن ولا ينبغي أن يكون معول هدم أو تخريب أو إفساد أو تحريض ، أو أن تختطفه جماعة أو حزب ، أو أن يستغله شخص لمصالحه الخاصة ، أو يوظفه لخدمة جماعة أو نشر فكرها أو أهدافها ، فالمنبر منارة رحمة وتيسير ، لا تعسير ولا تشدد ، فهو باب سعة لا باب ضيق ، ولا يمكن أن يكون أداة سباب أو لعان ، فالمنبر أمانة يجب الحفاظ عليها من غير المؤهلين وغير المتخصصين وغير المصرح لهم بالخطابة .
ومن يخالف ذلك يحرم نفسه من صعود المنبر من جهة ، ويعرض نفسه للمساءلة القانونية من جهة ، والمساءلة أمام لجنة الانضباط والقيم ، ويكون قد أخل بأهم أمانة في ميثاق عمله ومدونة السلوك الوظيفي من جهة أُخرى .
وفي ختام اللقاء بين فضيلة الدكتور/ عبد الخالق صلاح إمام مسجد السيدة زينب (رضي الله عنها) أن رسالة المنبر ركن من أركان الإعلام الديني الهادف ، وركن من أركان الدعوة ، ولابد أن تكون الرسالة واضحة ولها هدف ولها غاية إصلاحية نبيلة ، مشيرًا إلى أن المنبر والرسالة متلازمان إلى يوم الدين ، مشيرًا إلى أن رسالة المنبر تنشر القيم والمبادئ الإسلامية السمحة ، وتناقش القضايا التي تهم الوطن والمواطن ، اقتداءً بما كان عليه الرسول (صلى الله عليه وسلم) بهدف توثيق الصلة مع الله عز وجل.