شكر وتقدير للكاتب الكبير الأستاذ / محمد الأبنودي رئيس تحرير جريدة عقيدتي
يسر المركز الإعلامي أن يتقدم بخالص الشكر والتقدير للكاتب الكبير الأستاذ/ محمد الأبنودي رئيس تحرير جريدة عقيدتي على مقاله الرائع في جريدة عقيدتي يوم الثلاثاء الموافق 19 / 6 / 2018م تحت عنوان : “د . مختار جمعة – وزير التجديد”والذي جاء فيه :
أئمة ودعاة الأوقاف أصحاب رسالة سامية، وكفاهم عزاً وفخراً أنهم ورثة الأنبياء.. كيف لا.. وهم من يحملون هم الدعوة الإسلامية وبيان جوهرها الحقيقي.. وخلال الحقبة السابقة تعرض هؤلاء الأئمة لكثير من الانتقادات والاتهامات التى تنال من كفاءتهم العلمية وأنهم غير قادرين على توصيل الرسالة الحقيقية للناس وأن حديثهم كله حول الجنة والنار والثعبان الأقرع والقضايا الهامشية التى لا تسمن ولا تغنى من جوع.
والحقيقة أن المنابر الدعوية عاشت فترة طويلة تعانى بسبب سوء اختيار الدعاة وتعييناتهم العشوائية التى جاءت بالكثيرين الذين لا يعرفون شيئاً عن فنون الخطابة والدعوة الصحيحة، علاوة على تدنى مرتباتهم التى جعلتهم أقل فئة فى المجتمع.. وقد كتبت كثيراً عن معاناتهم وضعف مستواهم العلمى لسنوات طوال.
لكن والحق يقال رغم الجهود المبذولة للنهوض بمستواهم من وزراء سابقين كل على قدر استطاعته.. إلا أن د.محمد مختار جمعه وزير الأوقاف الحالى استطاع أن يحدث نقله نوعية متميزة ومختلفة جداً فى كل ما يهم الدعاة والدعوة الإسلامية.. فمنذ أن تولى الوزارة أخذ على عاتقه ألا يصعد منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الداعية المتمكن، فسخر كل امكانات الوزارة لهذا الغرض من دورات تدريبية طوال العام فى كل مناحى الحياة واختار لها من المدربين الكبار فى كافة التخصصات الدينية والثقافية والاجتماعية والنفسية.. هذا بالنسبة للأئمة القدامي.. أما الدعاة الجدد.. فكان لا يقبل خريجاً واحداً للعمل بالأوقاف إلا اذا اجتاز كافة الاختبارات التى تقررها الوزارة ويشرف هو بنفسه عليها ولا مجال أبداً فى قاموسة لقبول أى أحد لا تنطبق عليهم الشروط والضوابط والمواصفات اللازمة.. فكان نتيجة ذلك أن ودعت منابر الأوقاف الحديث عن الثعبان الأقرع والقصص الخرافية التى ساهمت إلى حد كبير فى تشويه صورة أئمة المساجد.
أما عن محاربة الأفكار المتطرفة، والوقوف بصلابة أمام أباطيل الجماعة الإرهابية، وكذلك النهوض بالمساجد الكبرى والعناية بشباب الدعاة، وتأهيلهم تأهيلاً علمياً عالياً فحدث ولا حرج، فقد استطاع أن يعد جيلاً من الدعاة الشبان المتسلحين باللغات الأجنبية القادرين على مواجهة أباطيل الخصوم ودحض أفكار التطرف والارهاب فانتشرت هذه الفئة فى المساجد الكبرى وعبر وسائل الاعلام توضح وتصحح وترشد، فكانوا بحق دعاة قادرون على تطوير لغة الخطاب الدينى الرشيد الذى طالب به السيد الرئيس فى خطابات متعددة.
لم يغفل د.مختار جمعه النهوض بالمستوى المادى للدعاة بجانب المستوى العلمى فكان قراره بصرف مبلغ ألف جنيه شهرياً لكل إمام دفعة قوية للاستقرار المادى بجانب مشاركة الدعاة فى الدروس الدينية والندوات الفكرية والثقافية التى تدر عليهم عائداً لا بأس به.
أما إذا تحدثنا عن المساجد الجامعة وكيف أنها تحولت إلى منظومة خدمية توعوية اجتماعية فهناك الكثير من الكلام الذى لا يتسع المقال لذكره ويكفى أن فى كل محافظة ومدينة على مستوى الجمهورية مسجد جامع لكل الأنشطة الدينية والتربوية والخدمية لخدمة المنطقة فى كافة المجالات.
وإذا كانت المرأة الداعية قد عانت كثيراً خلال فترة زمنية ماضية وأنها لم تأخذ حقها فى هذا المجال إلا أن ما شهدته خلال فترة د.مختار جمعة من نجاحات لم تكن لتحققها إلا فى هذه الحقبة التى شهدت انطلاق المئات من الداعيات الواعيات فى كل مساجد مصر فى منظومة معتدلة لتصحيح الصورة الحقيقية عن المرأة المصرية وكيف أنها قادرة على خوض هذا العمل الدعوى بكفاءة وإقتدار.
كل هذا وغيره جعلنى لم أكن مستغرباً سر بقاء د.مختار جمعة على رأس وزارة الأوقاف فى عدد من الحكومات المتعاقبة خلال السنوات الماضية وهذه ثقة لم ينلها الكثير من الوزراء الحاليين والسابقين.