في ختام ملتقى الفكر الإسلامي بالحسين
وزير الأوقـــاف :
الإتقان مبدأ إسلامي ووطني راسخ وأصيل
وزارة الأوقاف أخذت على عاتقها الرسالة التنويرية والتثقيفية وتجديد الفكر
وهناك ملتقيات أخرى متزامنة في أقاليم مصر حتى تعم الفائدة
أ.د / سامي عبد العزيز أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة :
يشيد بجهود وزارة الأوقاف في وضع حجر الأساس لتجديد الفكر التثقيفي والتنويري في المجتمع المصري
ويؤكد: أن وزارة الأوقاف تسير في الطريق الصحيح لتجديد الفكر وتجديد العقول
ومن أولوياتها في خطابها الديني تناول الموضوعات التي تمس الواقع
المحترف المتقن شخص مؤمن بالله يخاف على عمله متقنًا له
في إطــار دور وزارة الأوقاف في نشر الفكر التنويري والتثقيفي للتعريف بحقيقة الدين الإسلامي الوسطي وسماحته ، ودورها في تجديد الخطاب الديني ، وبرعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، اختتمت مساء يوم السبت 24 من شهر رمضان 1439هــ الموافق 9 / 6 / 2018م فعاليات ملتقى الفكر الإسلامي الذي نظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بساحة مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) تحت عنــــوان ” الاحتراف والإتقان “ وحاضر فيها : معالي أ.د / محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، و أ.د / سامي عبد العزيز أستاذالإعلام بجامعة القاهرة ، بحضور أ.د/ أحمد على عجيبة أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، وفضيلة الشيخ/ جابر طايع يوسف رئيس القطاع الديني بالوزارة ، وفضيلة الشيخ/ خالد خضر وكيل وزارة الأوقاف بالقاهرة ، وفضيلة الشيخ/ محمد خشبة وكيل مديرية أوقاف القاهرة ، و د/ محمـد عزت مدير عام شئون القرآنبالوزارة منسق الملتقى ، والسادة قيادات الوزارة والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، ولفيف من شباب الدعوة والدعاة بالوزارة ، وجمع غفير من الحضور رجـــالًا ونســــاءً ، شبـــابــًا وشيـــوخــــًا .
وفـي كلمته أعرب معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف عن شكره للسادة القائمين على هذا الملتقى من قيادات وشباب الأوقاف ، وكذا قيادات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، وقيادات الدعوة بمديرية أوقاف القاهرة ، والسادة الأئمة الحاضرين ، ثم بين معاليه أن من عاش رمضان في طاعة الله (عز وجل) كان رمضان معه موصولا في عامه كله ، مشيرًا إلى أنه على غرار ملتقى الإمام الحسين (رضي الله عنه) كانت هناك ملتقيات أخرى متزامنة في أقاليم مصر ؛ حتى تعم الفائدة ربوع وطننا الحبيب ، وهذه رسالة وزارة الأوقاف التي أخذت على عاتقها الرسالة التنويرية والتثقيفية وتجديد الفكر .
وردًّا على ما أُثير من بعض الشائعات المغرضة ، ومنها أن الآذان الشيعي قد رُفع في مسجد الإمام الحسين ، أكد معاليه أن ذلك لم ولن يحدث في مسجد الإمام الحسين ، ولا في أي مسجد من مساجد مصر التي تشرف عليها وزارة الأوقاف ، إذ لا بد من التثبت في كل ما يقال وما يشاع ، حيث يقول الله (عز وجل) : ” يَاأَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍفَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ “ .
كما أكد معاليه أننا أمام مسئولية كبيرة في التصدي للسلبيات التي تؤثر على الإتقان والمهنية في العمل والإنتاج ، لذلك كان الاجتهاد والاحتراف المشفوع بالإتقان سببا في دخول الجنة ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَأَحَدُكُمْ عَمَلا أَنْ يُتْقِنَهُ “، فالعمل ليس عيبًا مهما قلَّ حجمه أو شأنه ، ومن هنا قال الإمام علىٌ كرم الله وجهه :
لحمل الصخر من قمم الجبال أحب إليً من منن الرجــال
يقول الناس لي في الكسب عيب فقلت العيب في ذل السؤال
ثم بين معالي الوزير أن الإتقان والاحتراف يشمل الإبداع والابتكار ، وقد عرض معاليه نماذج من كتاب ” تخريج الدلالات السمعية ” والتي تضمن الحديث على ما كان في عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من الحرف والصنائع والعمالات الشرعية ، كالطبيب ، والبنَّـــاء ، والنجار ، واحداد ، والخياط ، والنساج ، والصياد في البر والبحر ، وغير ذلك من الحرف والصناعات .
وفي كلمته أعرب أ.د/ سامي عبد العزيز أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة عن سعادته البالغة لحضوره هذا الملتقى الفكري التنويري الذي يؤدي دورًا كبيرا في الحياة الثقافية والدعوية في مصر ، موجها الشكر إلى وزارة الأوقاف وعلى رأسها معالي أ.د / محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، مشيدًا بدور الوزارة التي حملت لواءالتجديد بحق في عهد معالي الوزير ، سواء في الخطاب الديني أو تناول الموضوعات التي تمس الواقع ونراها على أرضه ، حيث تسير في الطريق الصحيح لتجديد الخطاب الديني وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، وترسيخ قيم العمل والإنتاج ، ونشر الفكر الوسطي المستنير ، بل وتعدى ذلك إلى التجديد في إعداد البشر وفي تجديد العقول ، فكانت البداية من الأوقاف بداية صحيحة وموفقة إلى أبعد حد ، ومن ذلك وجدت واعظات الأوقاف يقمن بإلقاء الدروس في المساجد ، وتعليم أمور الدين ، ومن هنا أحسست بأن التجديد في ثوبه الجديد ، ومختلف تمام الاختلاف عن ذي قبل فاطمأن قلبي على الخطاب الديني في مصر وقد انتقل إلى مرحلة جديدة ، وهكذا يريد الإسلام منا أن نجدد ونجعل التطور غاية للاستفادة مما هو عصري وحديث .
كما أشار سيادته إلى أن الإتقان سمة من سمات العبد المؤمن ، ومن يعبد الله بحق ، ويتصف بالإنسانية والإسلام ، مستشهدا بقول الله (عز وجل) في كتابه الكريم : ” وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَاجَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُخَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ “ إشارة وتنبيها إلى ضرورة الإتقان في العمل ، موضحا أن المحترف إذا وعد لا يخلف ، وإذا عمل أتقن عمله ، يلتزم بالتوقيت ، وبقيم المهنة ، فهو شخص مؤمن بالله يخاف على عمله متقنًا له ، مشيرا إلى ضرورة تثقيف وتعليم الناس وتبصيرهم بهذه القضايا المهمة التي يحتاجها الوطن ، ويجب أن يتكاتف الجميع للنهوض بالأمة ، فالأمة المنتجة أمة مستقلة الإرادة ، والأمة غيرالمنتجة لا تملك قرارها ، موضحا أن الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) يدعونا إلى العمل حتى وإن كنا في آخر رمق من حياتنا أو حتى وقت قيام الساعة ، فيقول : ” إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْفَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا “ ، وفي النهاية أستطيع القول : إن وزارة الأوقاف استطاعت أن تضع حجر الأساس في تجديد الفكر التثقيفي والتنويري في المجتمع المصري.