في ملتقى الفكر الإسلامي بالحسين
أ.د / محمد عبد الستار الجبالي:
تقديم الأهم على المهم، والراجح على المرجوح
أصل كبير من أصول ديننا الحنيف.
د / عبد الله المغازي:
مراعاة الأولويات أصل عام في كل شئون الحياة
أ.د/ عطا السنباطي:
يجب أن نفهم النصوص في ضوء ما يقتضيه فقه الواقع
في إطار دور وزارة الأوقاف في نشر الفكر التنويري والتثقيفي للتعريف بحقيقة الدين الإسلامي وسماحته ، ودورها في تجديد الخطاب الديني ، وبرعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، أقيمت مساء يوم الأربعاء 21 من رمضان 1439هــ الموافق 6 / 6 /2018م الحلقة رقم “19” لملتقى الفكر الإسلامي الذيينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بساحة مسجدالإمام الحسين (رضي الله عنه)، وكانت بعنوان : ” فقه الأولويات في الإسلام .. أمثلة معاصرة “ وحاضر فيها كلمن : أ.د/ عطا السنباطي الأستاذ بجامعة الأزهر ، و أ.د/محمد عبد الستار الجبالي أستاذ الفقه بجامعة الأزهر ، و د/ عبد الله المغازي أستاذ القانون الدستوري ، بحضورالدكتور/ محمـد عزت مدير عام شئون القرآن بالوزارة ومنسق الملتقى ، والسادة قيادات المجلس الأعلى للشئونالإسلامية ، ولفيف من شباب الدعوة والدعاة بالوزارة ، وجمع غفير من الحضور رجالا ونساءً، شبابًا وشيوخًا .
وفي كلمته أكد أ.د/ محمد عبد الستار الجبالي أن الشكر واجب لمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزيرالأوقاف على رعايته الكريمة لهذه الملتقيات لنشر الفكر الصحيح، وكذلك الشكر واجب للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وعلى رأسه أ.د/ أحمد عجيبة.
كما أكد فضيلته أن تقديم الأهم على المهم، والراجح على المرجوح، والفاضل على المفضول ، أساس عظيم من أصول الدين الحنيف، لذا قال الله تعالى:” وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُم“، وقال تعالى :” أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ“، وقد سأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) معاذ بن جبل ( رضي الله عنه) لما وجه إلى اليمن: “ كَيْفَ تَقْضِي إِذَا عَرَضَ لَكَ قَضَاءٌ، قَالَ:أَقْضِي بِكِتَابِ اللَّهِ، قَالَ: فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فِي كِتَابِ اللَّهِ، قَالَ:فَبِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وَلَا فِي كِتَابِ اللَّهِ،قَالَ: أَجْتَهِدُ رَأْيِي وَلَا آلُو“، مما يدل على أن ترتيب الأمور من الأهم إلى المهم ، ومن الأقوى إلى القوي أصل عظيم من أصول الشريعة الإسلامية .
وأشار فضيلته إلى أن صحابة النبي (صلى الله عليه وسلم ) دائما ما كانوا يسألونه عن أفضل الأعمال ، فلو لم تكن الأعمال متفاوتة ما جاء مثل هذا السؤال، لذا سئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم ):” أَيُّ الإِسْلامِ خَيْرٌ ؟ قَالَ: تُطْعِمُ الطَّعامَ ، وَتَقْرَأُ السَّلامَ عَلى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ “،وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :”صَلاَةُ الْجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِنْ صَلاَةِ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَة“ ، فكل الأعمال ليست في مقام واحد ، بل بعضها أولى من بعض.
وفي كلمته أكد د / عبد الله المغازي أستاذ القانون الدستوري أن فقه الأولويات يختلف من شخص إلى شخص آخر .
كما أشار سيادته إلى أن العمل عبادة حتى وإن كان بسيطا ، فالصحابة (رضي الله عنهم) كانوا يطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا، وخلدها الله في كتابه فقال:” وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا،إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا “.
وفي كلمته أكد أ.د/ عطا السنباطي أن فقه الأولويات هو اختيار الأهم ، وأن الدين عميق فيجب أن يوغل فيه برفق، فلكل مكان ما يتناسب مع واقعه ، ويجب أن نفهمالنصوص في ضوء ما يقتضيه فقه الواقع.