في ملتقى الفكر الإسلامي بالحسين
أ.د/ نبيل السمالوطي عميد كلية الدراسات الإنسانية السابق :
يشيد بجهود وزير الأوقاف ويصفه بالوزير المبدع ورائد التجديد
الوقت جند من جنود الله عز وجل ، وخلق من خلقه
خلقه الله من أجل انتظام المخلوقات والموجودات
والكتب السماوية قد نزلت جميعها في شهر رمضان
أ.د / سيف قزامل عميد كلية الشريعة السابق بطنطا جامعة الأزهر :
هذا الملتقى الهادف يأخذ بأيدي الشباب إلى الطريق السليم
ومعرفة صحيح الإسلام وفكره المستنير
ليلة القدر من الأوقات والليالي المباركة
فكانت خيرا من ألف شهر قياما وتعبدًا لله تعالى
الشيخ / يسري عزام إمام مسجد صلاح الدين بالمنيل :
كل إنسان يسطر في حياته من خلال أوقاته التي يقضيها
ما يجعله في قرب من الله عز وجل
البركة في الوقت جند من جنود الله عز وجل
يعطيها لمن أحب من خلقه
ولمن أخلص له سبحانه
في إطار دور وزارة الأوقاف في نشرالفكر التنويري والتثقيفي للتعريف بحقيقة الدين الإسلامي وسماحته ، ودورها في تجديد الخطاب الديني ، وبرعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، أُقيمت مساء يوم الثلاثاء 20 رمضان 1439هــ الموافق 5 / 6 / 2018م الحلقة رقم 18 لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بساحة مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه)، وكانت بعنوان ” أهمية الوقت ” وحاضر فيها كل من : أ.د / نبيل السمالوطي عميد كلية الدراسات الإنسانية السابق ، و أ.د / سيف قزامل عميد كلية الشريعة جامعة الأزهر فرع طنطا السابق ، والشيخ / يسري عزام إمام مسجد صلاح الدين بالمنيل ، بحضور الدكتور/ محمـد عزت مدير عام شئون القرآن بالوزارة ومنسق الملتقى ، والسادة قيادات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، ولفيف من شباب الدعوة والدعاة بالوزارة ، وجمع غفير من الحضور رجالا ونساءً، شبابًا وشيوخًا.
وفي بداية كلمته أعرب أ.د / نبيل السمالوطي عميد كلية الدراسات الإنسانية السابق عن شكره لمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على رعايته هذا الملتقى الذي يؤتي ثماره يومًا بعد يوم ، واصفًا معاليه بالوزير المبدع ، ورائد التجديد ، مشيرًا إلى أن الوقت جند من جنود الله (عز وجل) ، وخلق من خلقه ، خلقه الله من أجل انتظام المخلوقات والموجودات ، حيث يقول سبحانه وتعالى : ” وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا ” ، ويقول سبحانه أيضًا : ” يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ” .
كما أشار سيادته إلى أن الله تعالى فضل بعض الوقت على بعض ؛ لذلكم أفضل الليالي في العام العشر الأواخر من رمضان لأن فيها ليلة القدر ، مؤكدا أن الله سبحانه وتعالى قد أقام الحجة على العباد بأمور منها : الفطرة السوية السليمة التي تعرف الحق بطبيعتها ، وكذلك العقل السليم ، والرسل التي أرسلها الله تعالى لعباده وأرسل معهم الكتب السماوية التي نزلت كلها في رمضان ، ومنها رسالة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) تلك المعجزة الخالدة وهي القرآن الكريم .
كما أكد سيادته أن الوقت منحة من الله تعالى لخلقه فيجب علينا أن نستغله في طاعة الله تعالى ، لذلك أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نغتنم أمورًا ، فقال : ” اغتنم خمسا قبل خمس ، شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل مرضك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك ” ، موضحا أن العبد سيقف أمام ربه يوم القيامة ويُسأل عن وقته فيما قضاه وضيعه ، لذلك كان الوقت كالذهب بل هو أثمن منه ، لأننا باستغلالنا الوقت في طاعة الله تعالى سنفوز بالجنة وبرضوان الله عز وجل ، حتى لا يأتي العبد ويقول نادمًا ” ربي لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ” فالوقت تجارة رابحة مع الله تعالى إذا كان ما يقضيه صاحبه في طاعة الله تعالى ومرضاته سبحانه .
وفي كلمته أعرب أ.د / سيف قزامل عميد كلية الشريعة جامعة الأزهر بطنطا عن بالغ سعادته لمشاركته في هذا الملتقى الهادف الذي يأخذ بأيدي الشباب إلى الطريق السليم ، ومعرفة صحيح الإسلام وفكره المستنير ، مثمنًا دور معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والجَهد الذي يبذله في نشر صحيح الدين ، وتجديد الخطاب الديني ، ونحن في هذه الأيام المعدودات والتي فيها ليلة ينبغي علينا أن نحرص عليها وهي ليلة القدر ، فهي من الأوقات التي لها شأن ومكانة حثنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على تحريها وقيامها تعبدًا له سبحانه ابتغاء مرضاته والفوز بالجنة ، فالوقت له من الأهمية ما يجعل الإنسان حريصا على الانتفاع به واستغلاله أحسن استغلال ، بما يجعل المرء في قرب من الله تعالى ، ولنا في رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الأسوة والقدوة التي نتأسى بها فما ضيع يومًا وقته في شئ ليس له قيمة ، بل كان كل وقته (صلى الله عليه وسلم) طاعة وعبادة لله تعالى ، مُعلما أمته بذلك ألا يضيعوا وقتًا أو يهدروا شيئا منه .
كما أشار فضيلته إلى أنه بجانب بلوغ الجهد في طاعة الله تعالى فأيضا للمرء أن يسري عن نفسه بعضا من الوقت ، حيث يقول تعالى ” يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ” ويقول أيضا في فضل الوقت وتفضيل بعضها على بعض : ” إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ” فليلة القدر من الأوقات والليالي المباركة ، وهي خير من ألف شهر ، وقيامها وطاعة الله (عز وجل) فيها خير من عبادة ألف شهر .
وفي كلمته قدم فضيلة الشيخ / يسري عزام إمام مسجد صلاح الدين بالمنيل الشكر لمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، وللمجلس الأعلى للشئون الإسلامية على رعاية هذا الملتقى الذي يُعد احتفالا واحتفاءً بشهر رمضان المبارك ، ثم بين فضيلته أهمية الوقت في حياة الإنسان ، فهو يعيش سنوات وأشهرًا وأيامًا بأنفاس معدودة وآجال محدودة ، فيقول ربنا : ” فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ” .
كما أشار فضيلته إلى أن كل إنسان يسطر في حياته من خلال أوقاته التي يقضيها ما يجعله في رضى الله (عز وجل) أو عكس ذلك ، فيحدثنا ربنا عن يوم القيامة فيقول سبحانه وتعالى : ” وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ” ، وإذا نظرنا إلى العلماء السابقين القدامى كيف قضوا أوقاتهم في طاعة الله عبادة وعلمًا ، على الرغم من أن عمر البعض منهم كان قصيرا ، أربعين سنة أو يزيد قليلا ، فنرى الإمام البخاري جمع صحيحه من ستمائة ألف حديث ، فأي وقت استغرق هذا العمل الذي ينال وقتًا كبيرًا ، ولكن استغل الوقت في طاعة الله وعبادته وطلبا للعلم الشرعي الذي يخدم به أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) فبارك الله في الوقت وفي هذا العمل الذي صار علامة مميزة لصاحبه الذي طلب فيه الإخلاص لله تعالى ،كذلك نرى الإمام النووي الذي مات وعنده أربعون عاما ، كيف شرح صحيح الإمام مسلم ، وكذا يكفيه كتاب الأذكار ، وكلها من الأعمال التي تتطلب من الوقت الكثير والكثير ، ومن الجهد أعظمه ، ولكنها البركة التي وضعها الله (عز وجل) في أوقات هؤلاء الأعلام الذين أخلصوا لله تعالى ، فأعطاهم ما أرادوا ، بل وزاد لهم من الخير أكثر مما تمنوا ، فيقول ربنا جل في علاه ” إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ” إنها البركة التي هي جند من جنود الله (عز وجل) أعطاها لمن أحب ولمن طلب الإخلاص له سبحانه .