في ملتقى الفكر الإسلامي بالحسين
أ.د/ عمرو حمروش أمين سر اللجنة الدينية بالبرلمان :
يشيد بجهود وزارة الأوقاف في نشر الفكر المستنير
ويؤكــد :
وزارة الأوقاف تثبت نجاحًا متواصلا يومًا بعد يوم في نشر الوسطية
مصر آمنة ومطمئنة بفضل قيادتها الحكيمة
التسامح والبر وصلة الأرحام من أعظم صفات المؤمنين
الشيخ/ جابر طايع يوسف رئيس القطاع الديني :
التكافل الاجتماعي منهج إسلامي
والبر والصلة منهج القرآن الكريم والسنة المطهرة لجميع الخلق
د/ هشام عبد العزيز :
صلة الرحم والبر من أعظم أسباب الثواب
أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس
في إطار الدور الفاعل لوزارة الأوقاف في تجديد الخطاب الديني ، ونشر الفكر الوسطي المستنير ، وبرعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة ، أقيمت مساء يوم الأحد الثامن عشر من رمضان لعام 1439هـ الموافق 3 / 6 / 2018م الحلقة السادسة عشرة لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بساحة مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه)، وجاءت بعنوان : ” شهر رمضان شهر البر والصلة ” وحاضر فيها كل من : أ.د/ عمرو حمروش أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب ، وفضيلة الشيخ/ جابر طايع يوسف رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف ، وفضيلة الدكتور/ هشام عبد العزيز وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد والقرآن الكريم ، بحضور السادة أعضاء مجلس النواب : النائب / بلال النحال ، والنائب / محمد عباس ، والنائب/ جمال آدم ، والنائب / برديس سيف الدين عمران ، والنائبة / مها شعبان ، وفضيلة الشيخ / محمد خشبة وكيل مديرية أوقاف القاهرة ، والسادة قيادات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، ولفيف من شباب الدعوة والدعاة بالوزارة ، وجمع غفير من الحضور رجالا ونساءً ، شبابًا وشيوخًا .
وفي كلمته أشاد أ.د/ عمرو حمروش أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب بجهود وزارة الأوقاف وعلى رأسها معالي الوزير أ.د/ محمد مختار جمعة في نشر الفكر الوسطي المستنير ، موجها الشكر لمعالي الوزير على رعايته لهذا الملتقى وقيامه على الصالح العام ، وصالح الدعوة بنشر الفكر الوسطي ، مشيرًا إلى أن وزارة الأوقاف أثبتت نجاحًا متواصلا يومًا بعد يوم في نشر الوسطية ، وهو ما يدعونا أن نتقدم بالشكر لوزير الأوقاف وفريق العمل معه ، مؤكدًا أن مصرنا الحبيبة آمنة مطمئنة في ظل القيادة الحكيمة لسيادة الرئيس / عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية .
كما أشار سيادته إلى أن شخصية المسلم مسارعة إلى البر والصلة ، مدللا على هذا بموقف للنبي (صلى الله عليه وسلم) يثير عواطف وكوامن النفس البشرية تجاه البر والصلة ، حيث جاءت الشيماء بنت الحارث أخته من الرضاع بعد غياب طويل ، فبسط لها رداءه، وأجلسها وأطعمها ، وعرض عليها الإقامة معه ، وأهداها الكثير عند عودتها إلى زوجها وأولادها ، مشيرًا إلى مواقف أخرى للصحابة والتابعين تظهر تاريخ الإسلام المشرق ، والتكافل الاجتماعي الذي لم تسبق إليه أمة أخرى من الأمم. وفي كلمته أشار فضيلة الشيخ / جابر طايع يوسف رئيس القطاع الديني إلى أن شهر رمضان هو شهر البر والرحمة ، والحسنة فيه مضاعفة ، فالنافلة تعدل فريضة ، والفريضة فيه تعدل سبعين فريضة فيما سواه ، مشيرًا إلى أن شهر رمضان يشهد مسارعة في الخيرات ، مؤكدًا أن الإسلام يحث الناس على البر والصلة والوقوف بجوار الفقير والمحتاج ، فينفق كل على قدر طاقته ، مضيفًا أن الإنفاق ينشر الحب والود بين أفراد المجتمع ، ويبتعد عنه البغضاء والكراهية ، فجعل الإسلام للفقراء حقا في أموال الأغنياء ، قال الله تعالى:” لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ”. كما أوضح فضيلته أن حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم) والصحابة والتابعين قد ملئت بأعمال البر والصلة ، ففي غزوة تبوك جاء الفاروق عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) بنصف ماله ، وجاء الصديق أبو بكر (رضي الله عنه) بماله كله ، وكذلك جهز عثمان بن عفان (رضي الله عنه) جيش العسرة .
كما أشار فضيلته إلى أن البر لا يقتصر على المسلمين بعضهم ببعض ، بل يشمل غير المسلمين ، فحينما قدم وفد نصارى نجران أكرمهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؛ ليكون البر والصلة عاما بين الناس.
وفي كلمته أكد فضيلة الدكتور/ هشام عبد العزيز وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد والقرآن الكريم أن صلة الرحم من أعظم أسباب الثواب وزيادة الحسنات ، ففي بداية نزول الوحي على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جاء مرتجفا ، فقالت له أم المؤمنين خديجة : ” فَواللَّهِ لاَ يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا ، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِى الضَّيْفَ ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ”.
كما أشار فضيلته إلى أن الإسلام له فلسفة خاصة تتجلى في مقاصد سامية ، وغايات عالية ، فلابد أن تدور أفعال المؤمنين مع هذه المقاصد ، وأن الله (عز وجل) أمر ببر وصلة الأرحام وخاصة في شهر رمضان ، فقد سئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ” مَنْ خَيْرُ النَّاسِ ؟ قَالَ: أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ” .
وفي ختام كلمته أكد فضيلته أن الصحابة ضربوا أروع وأعلى الأمثلة في البر والصلة، فكَانَ أَبُو طَلْحَةَ – رضي الله عنه – أكْثَرَ الأنْصَار بالمَدِينَةِ مَالاً مِنْ نَخْل ، وَكَانَ أَحَبُّ أمْوالِهِ إِلَيْه بَيْرَحَاء ، وَكَانتْ مُسْتَقْبلَةَ المَسْجِدِ وَكَانَ رَسُول الله(صلى الله عليه وسلم) يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّب . قَالَ أنَسٌ : فَلَمَّا نَزَلَتْ هذِهِ الآيةُ:” لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ” قام أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رسولِ الله ( صلى الله عليه وسلم)، فَقَالَ : يَا رَسُول الله ، إنَّ الله تَعَالَى أنْزَلَ عَلَيْكَ :” لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ” وَإنَّ أَحَبَّ مَالِي إِلَيَّ بَيْرَحَاءُ ، وَإنَّهَا صَدَقَةٌ للهِ تَعَالَى ، أرْجُو بِرَّهَا ، وَذُخْرَهَا عِنْدَ الله تَعَالَى ، فَضَعْهَا يَا رَسُول الله حَيْثُ أرَاكَ الله ، فَقَالَ رَسُول الله (صلى الله عليه وسلم) :” بَخ ! ذلِكَ مَالٌ رَابحٌ ، ذلِكَ مَالٌ رَابحٌ ، وقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ ، وَإنِّي أرَى أنْ تَجْعَلَهَا في الأقْرَبينَ”، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ : أفْعَلُ يَا رَسُول الله ، فَقَسَّمَهَا أَبُو طَلْحَةَ في أقَارِبِهِ ، وبَنِي عَمِّهِ .