:أخبار الأوقافأوقاف أونلاين

وزير الأوقاف في ذكرى احتفالات الوزارة بغزوة بدر الكبرى يؤكد:

حماية الأوطان من مقاصد الأديان

وبناء الأوطان يكون بالعطاء والعرق والإتقان

برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة احتفلت وزارة الأوقاف يوم السبت السابع عشر من شهر رمضان 1439هـ الموافق 2 / 6 / 2018م بذكرى انتصار المسلمين في غزوة بدر الكبرى بمسجد السلطان أبو العلا بالقاهرة ، بحضور  أ.د/ أحمد علي عجيبة الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، وفضيلة الشيخ/ جابر طايع رئيس القطاع الديني،  وفضيلة الشيخ/ خالد خضر مدير مديرية أوقاف القاهرة ، والسيد النائب/ محمد المسعودي عضو مجلس النواب الموقر عن دائرة بولاق، والقيادات الشعبية وقيادات وزارة الأوقاف .

وفي بداية كلمته أشار معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف إلى أنه من حسن الطالع أن يتوافق احتفال وزارة الأوقاف المصرية بذكرى غزوة بدر الكبرى مع أداء السيد الرئيس / عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية القسم الرئاسي أمام مجلس النواب الموقر لولاية ثانية ، وصفها سيادته بأنها تواصل العمل في معركتي البقاء والبناء ، فما زالت التحديات كبيرة وهو ما يعني معركة البقاء ، وبخاصة في القضاء على فلول وعناصر الجماعات الإرهابية ، وقوى الشر والظلام ومن يقف خلفها ، وهذا ما تمثل في الولاية الأولى بفضل الله (عز وجل ) ثم بفضل السياسة الحكيمة ، في استتباب الأمن والأمان ، والاستقرار ، وما زال التحدي في معركة البقاء ، والقضاء على فلول الجماعات الإرهابية ، حتى نصل إلى منتهى الأمن والأمان والاستقرار بإذن الله تعالى ، ومعركة البناء التي توجت بإنجازات ضخمة في الولاية الأولى ، ونسأل الله تعالى أن تؤتي كل ثمارها المرجوة بمزيد من البناء والتعمير والرقي والازدهار في الولاية الثانية.

كما أكد معالي الوزير أن الشعب المصري شعب انتصارات بإرادته وعزيمته القوية في البقاء ، والنماء ، والرقي ، مقدرًا ما تحقق على يدي سيادة الرئيس من إنجازات مبهرة توّجت بهذا الإجماع  الشعبي والحب الجارف له ، والذي استحق به هذه الثقة الكبيرة من شعب مصر العظيم ، سائلا الله (عز وجل) أن يوفقه في معركتي البقاء والبناء، ومواجهة التحديات ، وأن يوفقه لما يحبه ويرضاه ، وما فيه صالح البلاد والعباد، وأن يرزقه البطانة الصالحة ، وأن يجعل ولايته الثانية ولاية خير ويمن وبركة ، وأمن وأمان ، ورقي وازدهار لمصرنا العزيزة الغالية .

وفي سياق متصل أوضح معاليه أن بناء الدول ليس بالمهمة السهلة ، حيث لم تكن هناك غزوات في مكة لأن المسلمين لم تكن لهم دولة فيها ، وعندما هاجر النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه إلى المدينة المنورة بدأ بتأسيس الدولة ، وكانت غزوة بدر دفاعا عن الدولة ، مشيرا إلى أن جميع غزوات النبي (صلى الله عليه وسلم) لم تكن اعتداء ، ولا بغيا على أحد ، وإنما كانت لرد الاعتداء أو دفع العدوان ، أو وأد التآمر والخيانة ، فالإذن بالقتال في الإسلام محصور في رد الاعتداء ودفع الظلم.

وفي غزوة بدر حينما علم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بمقدم  قريش بسادتها وشبابها وعبيدها ورجالها ونسائها على قلب رجل واحد لاستئصال شأفة المسلمين في المدينة وإجهاض دولتهم ، كانت غزوة بدر لرد الاعتداء ودفع العدوان ، وما كان المسلمون ليبادروا بالقتال على قلة عددهم وعتادهم ، لولا أن الحرب قد فرضت عليهم ، فخرجوا دفاعا عن دينهم ووطنهم ، مؤكدا أن الدفاع عن الوطن من مقاصد الدين ، فحماية الأوطان من مقاصد الأديان ، مستدلا بقول الله تعالى : {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ * بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ * لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ * لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ } .

كما أكد معاليه أن النصر لا يكون إلا مع الصدق والصبر ، إن تصدقوا الله يصدكم ، {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ}، {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}، {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ } .

كما أشار معاليه  إلى أن كل ما يؤدي لقوة الدولة وإقامتها والحفاظ عليها هو من صميم مقاصد الأديان ، حيث إن حماية الأوطان من مقاصد الأديان ، وأن كل ما يمكن أن يهدد كيان الدولة يجب علينا جميعا أن ندفع ذلك الخطر كما كان من النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه ، موضحا أننا نجد – عبر الزمان والتاريخ – أهل الباطل وقوى الشر والظلام يضيق بها أن ترى دولة الحق قوية ؛ ذلك أن وجود دولة قوية للحق والعدل يهدد مصالح المستعمرين والطامعين والمتربصين ، ويحاول أهل الباطل دائما إجهاض الدول التي تقوم على الحق والعدل في مهدها ، مؤكدا أنه لا يوجد في ثقافتنا الإسلامية الصحيحة ، ولا في عقيدة قواتنا المسلحة الباسلة ، ولا في سياستنا المصرية عدوان على أحد ، ولا بغي على أحد ، ولا نعرف الظلم أو البغي أو الاعتداء على أحد ، وبنفس القدر والقوة والجدية لا نقبل أن يعتدي علينا أحد ، أو أن ينال من كرامتنا أحد ، أو يمس أرضنا أحد ما دام فينا نفس يُلفظ .

 وفي ختام كلمته أكد معاليه على قوة الإيمان ، واليقين والوطنية ، وأن بناء الأوطان يكون بالعطاء والعرق والجهد والإخلاص والعدل والإتقان؛ فالأمة المنتجة المتقنة هي التي تستطيع أن تواجه العالم برأيها المستقل وبإرادتها القوية .

اظهر المزيد

منشور حديثّا

شاهد أيضًا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى