في ملتقى الفكر الإسلامي بالحسين
أ.د / عبد الله النجار :
جهود علمية ضخمة لوزارة الأوقاف
نظرية فقهية كاملة لنعمة الماء
وجوب الاتفاق بين الأمم على استعمال الماء بقدر حاجة كل أمة
الإسلام انتشر من خلال التواصل مع الغير عن طريق نعمة الماء
د/ هاني تمام :
الترشيد مبدأ إسلامي أصيل
والإسراف يصل إلى حد الحرمة
د/ كمال سيف:
الماء نعمة وهو أصل الحياة، وأساس الحضارات
في إطار الدور الفاعل لوزارة الأوقاف في تجديد الخطاب الديني ، ونشر الفكر الوسطي المستنير ، وتحت رعاية معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، أقيمت مساء يوم السبت السابع عشر من رمضان لعام 1439هـ الموافق 2/ 6/ 2018م الحلقة الخامسة عشرة لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بساحة مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه)، وجاءت بعنوان : “ نعمة الماء ” وحاضر فيها كل منفضيلة أ.د/ عبد الله النجار الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية، و د/ هاني تمام المدرس بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر ، و د/ كمال سيف مدير عام المتابعة الفنية بوزارة الأوقاف ، بحضور والسادة قيادات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، ولفيف من شباب الدعوة والدعاة بالوزارة ، وجمع غفير من الحضور رجالا ونساءً ، شبابًا وشيوخًا .
وفي بداية كلمته أكد فضيلة أ.د/ عبد الله النجار الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية على أن وزارة الأوقاف وعلى رأسها معالي أ. د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف تقوم بجهود ضخمة وعظيمة لنشر الرسالة الدعوية المعتدلة ، التي تقدم للناس الدين الوسطي، والتي تؤكد على صميم المصالح العامة والخاصة.
كما أبان فضيلته أن نعمة الماء قد وضع لها فقهاء الشرع الحنيف نظرية فقهية كاملة ، حيث قرر الفقهاء أن الماء نعمة عامة لكل الناس ؛ لقول النبي (صلى الله عليه وسلم) :” النَّاسُ شُرَكَاءٌ فِي ثَلاَثٍ : فِي الْمَاءِ ، وَالْكَلأ ، وَالنَّارِ“، لكن في حالة الندرة يجب أن تتفق الأمم على طرق لتنظيم استعمال الماء ، بما يلبي حاجة كل أمة .
كما أشار فضيلته إلى أن الماء قد أسهم بصورة عظيمة في نشر الدين الإسلامي الحنيف، من خلال ركوب التجار المسلمين للبحار والأنهار والمحيطات، وتعاملهم مع غيرهم بمعاملات الإسلام الطيبة والحسنة.
وفي كلمته توجه د/ هاني تمام المدرس بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر بالشكر إلى كل العاملين بوزارة الأوقاف ، وعلى رأسهم معالي أ. د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على الجهود العظيمة التي تبذل لنشر الدعوة الإسلامية الصحيحة ، مؤكدا أن الترشيدفي استخدام الماء مبدأ إسلامي أصيل ، حيث أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) أصحابه بعدم الإسراف في استخدام الماء في الوضوء والطهارة، حتى وإن كانوا يغترفون من الأنهار والمحيطات ، فعندما مرَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) بِسَيدنا سعْد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) وَهُوَ يَتَوَضَّأُ ، فَقَالَ: (مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ ؟) ، قَالَ سعد : وَفِي الْوُضُوءِ إِسْرَافٌ؟ فقَالَ (صلى الله عليه وسلم) : (نَعَمْ وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهَرٍ جَارٍ).
كما أشار فضيلته إلى أن منهج ديننا الحنيف نبذ الإسراف في كل شيء ونهى عنه ، يقول الحق سبحانه:{ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}، ويقول سبحانه :{ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ}، ولا شك أن التبذير أعم من أن يكون في المال ، فإنه يشمل التبذير في جميع المجالات بما فيهـا الإسراف في استخدام الماء وغيره ، بغض النظر عن كون الماء قليلا أم كثيرا، مؤكدا أن الإسراف في استخدام الماء يكون حراما إذا كان الماء ملكا عاما ، والناس في احتاج إليه، فاستعمال الماء له ضوابط شرعية يجب التقيد بها، والوقوف عند حدودها، فليس كل مباح متاح.
وفي كلمته وجه د/ كمال سيف مدير عام المتابعة الفنية بوزارة الأوقاف، الشكر العظيم لمعالي وزير الأوقاف على رعايته لهذه الملتقيات الفكرية ، لنشر قضايا تجديد الخطاب الديني ، مؤكدا أن نعمة الماء هي أساس نشأة الإنسان، والحيوان، والنبات، قال الله تعالى:“ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ“، وكذلك كانت نعمة الماء أصل نشأة الحضارات ، وازدهارها، حيث نشأت حضارة مصر حول نهر النيل، وحضارة العراق حول نهر دجلة والفرات، وحضارة الصين حول نهر الكنج ، وحضارة الحجاز حول بئر زمزم.
كما أشار فضيلته إلى أن الشعب المصري عُرِفَ منذ نشأته بأن عقيدته تقوم على احترام نعمة مياه نهر النيل ، وتقوم ثقافة أبنائه منذ القدم على الحرص على نهر النيل وعدم تلويثه ، واعتبار تلويثه جريمة من الجرائم الكبرى ، وقد كان المصري القديم يكتب ضمن وصاياه في نهاية حياته أنه لم يفعل كذا وكذا من الجرائم، وأنه لم يلوث ماء النهر ، وكأنه يتقرب إلى إلهه بهذه الفضيلة، وابتعاده عن تلك الجريمة النكراء ، جريمة تلويث مياه النهر ، فهذه ثقافة المصريين منذ القدم ، وعقيدتهم منذ الأزل في احترام مياه النهر، والحفاظ على المياه ، وعدم تلويثها ، وهو ما أكدت عليه شريعتنا الغراء.
وفي ختام كلمته أشار فضيلته إلى أن نعمة الماء باقية في الآخرة ، قال الله تعالى:“ مَثَلُ اjلْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ“، ليدل على عظم مكانة الماء.