في ملتقى الفكر الإسلامي بالحسين
وكيل أول مجلس النواب ، ونقيب السادة الأشراف:
إقامة الدولة تتنافي مع الفوضى
و هذه الملتقيات الفكرية تنشر الفكر التنويري في ربوع مصر
وتوضح حقيقة الدين الإسلامي السمح
الإسلام رسخ أسس المواطنة والتعايش السلمي
ويسعدني أن أشيد بسرعة استجابة وزير الأوقاف بتعميمها على مستوى الجمهورية
ومصر تنعم بالأمن والأمان بحفظ من الله تعالى
د/ إسماعيل محمود عيسى إمام مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) :
ديننا الحنيف قائم على التسامح واليسر
وبالأوطان تُقام الأديان ، ولولا وجود الدولة لكانت الفوضى
بضياع الأوطان تضيع الأعراض وتضيع شرائع الأديان
ومصر بلد الأمن والأمان والوسطية والاعتدال
في إطار الدور الذي أخذته وزارة الأوقاف على عاتقها لتجديد الخطاب الديني ، ونشر الفكر الوسطي المعتدل والفكر التنويري والتثقيفي ، وبرعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة ، أُقيمت مساء يوم الخميس 15 رمضان 1439هــ الموافق 31 / 5 / 2018م الحلقة رقم 13 لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بساحة مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه)، وكانت بعنوان : ” الوطنية في الإسلام ” وحاضر فيها : سماحة السيد / السيد محمود الشريف وكيل أول مجلس النواب ، ونقيب السادة الأشراف ، و د/ إسماعيل محمود عيسى إمام مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه ) ، بحضور د/ محمـد عزت مدير عام شئون القرآن بالوزارة ومنسق الملتقى ، وفضيلة الشيخ / محمد خشبة وكيل مديرية أوقاف القاهرة ، والسادة قيادات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، ولفيف من شباب الدعوة والدعاة بالوزارة ، وجمع غفير من الحضور رجالا ونساءً ، شبابًا وشيوخًا .
وفي بداية كلمته أعرب سماحة السيد/ السيد محمود الشريف وكيل أول مجلس النواب ، ونقيب السادة الأشراف عن سعادته للاستجابة السريعة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بتعميم اللقاءات والملتقيات الفكرية على مستوى الجمهورية ، حيث ذهب معالي الوزير لافتتاح الملتقى الفكري بمسجد الشهداء بدمياط ، وانتشرت هذه الملتقيات في ربوع مصر لنشر الفكر التنويري ، وتوضيح حقيقة الدين الإسلامي الوسطي السمح ، مؤكدًا أن في مثل هذا اليوم النصف من شهر رمضان كان ميلاد الإمام الحسن سبط رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، وكذا ذكرى وفاة السيدة نفيسة (رضي الله عن آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم) ، مشيرًا إلى أن آل البيت قد أحبوا مصر وجعلوها مقرًا لهم ، فالتف أهلها حولهم ينهلون من علمهم ، ويعرفون حق بلادهم والانتماء لها ، فالوطنية لا تختلف أبدًا عن حقيقة الدين الإسلامي .
كما أشار سيادته إلى أن الإسلام رسخ أسس المواطنة والتعايش السلمي ، وقد أكد النبي (صلى الله عليه وسلم) ذلك ، حيث أسس لتأمين الوطن والمواطن ودعا إلى التعايش السلمي ووحدة الصف ، موضحا أن الوطنية انتماء عاطفي ووجداني مع حب لتراب هذا الوطن الغالي ؛ فهذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتألم لفراق مكة عندما أخرجوه منها ، وهذا درس غال ونفيس في حب الوطن ، وكأنها إشارة إلى أن الوطن لا يرقى ولا يزدهر ولا يتقدم إلا بأبنائه المخلصين ، وعندما استقبل النبي (صلى الله عليه وسلم) وفد نصارى نجران في المسجد النبوي كان ذلك تأسيسا للإنسانية جمعاء ، وأنه لا دولة في وجود الفوضى ؛ لذلك وجب علينا جميعا أن نخلص للدين بحب الوطن عن طريق إخلاصنا في العمل وإجادته ، وكذا التمسك بمكارم الأخلاق.
وأوضح سيادته أن الله (عز وجل) قد أكرم مصر بنعمة الأمن والأمان بحفظ منه سبحانه وتعالى ، مقارنة بما يدور حولنا في بلاد أخرى ، وهذا جود وفضل من الله تعالى لمصر وأهلها .
وفي كلمته أكد فضيلة الدكتور / إسماعيل محمود عيسى إمام مسجد سيدنا الحسين (رضي الله عنه) أن المواطنة من أسس بناء الدولة في الإسلام ، فالقرآن دعا إلى حسن معاملة غير المسلمين وبرهم وصلتهم ، كما أن وثيقة المدينة تعتبر أهم وثيقة عرفتها الإنسانية ، في تأكيد التعايش السلمي بين بني البشر ، حيث قامت على الوحدة الوطنية والمواطنة ، فقد بث النبي (صلى الله عليه وسلم) روح الإخاء والمحبة بين أبناء الوطن الواحد على اختلاف أديانهم أو ألوانهم أو أعراقهم أو توجهاتهم.
كما أكد أن وطن الإنسان هو ذلك المكان الذي يعيش فيه وارتبط به جسدًا وروحًا، وهو ليس حفنة من تراب كما يدعي البعض ، وأن المواطنة في معناها هي المساواة بين الناس جميعا بغض النظر عن اللون أو الجنس ، فالجميع متساوون في الحقوق والواجبات ؛ لذلك نحتاج أن نربي أبناءنا على حب الأوطان والتفاني في الدفاع عن كل ذرة من ترابها ، فالانتماء هو المعنى الأصيل للمواطنة .
كما أشار فضيلته إلى أن مصر أرض طيبها الله وشرفها بآل بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، الذين قال الله تعالى فيهم : ” إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ” .
كما أكد أن حب الوطن لا يتعارض مع فكرة الدولة الحديثة ؛ لأن مصر لها من الحدود ما يجب الحفاظ عليه ؛ فإذا ضاعت الأوطان ضاعت الأعراض وضاعت شرائع الأديان ، ولولم يقيض الله (عز وجل) لمصر هؤلاء الأبطال الذين استشهدوا وضحوا من أجلها ما كنا لنجلس الآن آمنين .