في ملتقى الفكر الإسلامي بالحسين
أ.د / إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر السابق :
رمضان شهر النور والفضل الذي غيًر الله عز وجل به الكون كله
ومن تدبر آيات الصيام وجد أن الغاية من الصوم تحصيل التقوى والشكر والرشاد
أ.د / بكر زكي عوض عميد كلية أصول الدين السابق :
العرب لم تكن تعرف لرمضان فضلا قبل بعثته (صلى الله عليه وسلم)
فشاء الله تعالى أن يعلي قدر هذا الشهر بنزول القرآن الكريم وجعله سيد الشهور
في إطار الدور التنويري والتثقيفي الذي أخذته وزارة الأوقاف على عاتقها لتجديد الخطاب الديني ، ونشر الفكر الوسطي المعتدل ، وبرعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، أُقيمت مساء يوم الاثنين 12رمضان 1439هــ الموافق 28 / 5 / 2018م الحلقة العاشرة لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بساحة مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) ، وكانت بعنوان : ” لماذا هذا الفضل في رمضان “ وحاضر فيها كل من : أ.د/ إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر السابق ، و أ.د/ بكر زكي عوض العميد السابق لكلية أصول الدين ــ جامعة الأزهر ، بحضور د/ محمد عزت مدير عام شئون القرآن ومنسق الملتقى ، و د/ كمال أبو سيف مدير عام المتابعة الفنية بالوزارة ، و د/ طارق عبد الوهاب مدير الدعوة بأوقاف القاهرة ، والسادة قيادات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، ولفيف من شباب الدعاة بالوزارة ، وجمع غفير من الحضور رجالا ونساءً ، شبابًا وشيوخًا .
وفي كلمته أكد فضيلة أ.د / إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر السابق أن شهر رمضان هو شهر النور والرحمة والفضل الذي غيًر الله (عز وجل) به الكون كله ، وكانت أول كلمات الوحي التي نزلت على قلب رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) ، وقد شاء الله تعالى أن يبعث الحبيب (صلى الله عليه وسلم) في أمة لا ترابط بينها وتحكمها العصبية والقبلية التي ما ساوت بين الناس يومًا ، فكانت بعثته توحيدًا لها وجمعًا لكلمتها ، وهذا سرٌ في المكان أيضا الذي بعث فيه وتوسطه في الكرة الأرضية .
وعن تدبر آيات الصيام قال فضيلته : إن الله تعالى أعطانا الدليل بقوله سبحانه : ” أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ” ، فلو تدبرنا القرآن لوجدناه صفا واحدا في البلاغة ؛ لأنه صادر عن الله ــ عز وجل ــ لا تفاوت فيه ، أما البشر فكلامهم متفاوت ؛ لأنه صادر عن نفس تحب وتكره ، موضحا أن من تدبر في آيات الصيام ، وجد أن الحق سبحانه وتعالى كرر ” لعـل ” في قوله تعالى ” لعلكم تتقون ، لعلكم تشكرون ، لعلهم يرشدون ” فــــ ” لعل” هنا تفيد التعليل ، وليست للترقب والتوقع ، أي : صوموا كي تصلوا للتقوى ، والشكر ، والرشاد .
كما أوضح فضيلته أنه لابد وأن يكون عند العبد يقين إيماني وروحي بقبول الطاعة من الله تعالى له ، وحرزه للثواب منه سبحانه ، حتى يتحقق ذلك ، كما قال (صلى الله عليه وسلم) في الحديث القدسي الذي رواه عن رب العزة سبحانه : ” أنا عند حسن ظن عبدي بي “، مشيرًا إلى أن الصيام له مقاصد متعددة ، وهو شهر تدريب للأمة بأكملها ، والغاية من صيامه تحصيل التقوى والشكر ، والرشاد .
وفي كلمته أكد فضيلة أ.د / بكر زكي عوض عميد كلية أصول الدين السابق أن هناك فرقًا بين أن يكون الفضل لرمضان أو أن يكون الفضل لما نزل في رمضان ، وقد عرفت البشرية الزمن منذ بدء الخليقة ، فعدوا أياما مجمعة وأسموها أسبوعا ، وأخرى شهورا ، وجمعت عددا من الشهور فأطلقت عليها سنة .
كما أشار فضيلته إلى أن العرب لم تكن تعرف لرمضان فضلا قبل بعثته (صلى الله عليه وسلم) ، فشاء الله أن يعلي قدر هذا الشهر بنزول القرآن الكريم فيه ، وجعله سيد الشهور ، وجعل فيه ليلة القدر وهي سيدة الليالي ، موضحا أن الله تعالى قد جعل لشهر رمضان هذه الأفضلية لأمور كثيرة ، منها : أن الله (عز وجل) تجلى فيه على سيد الخلق (صلى الله عليه وسلم) بالنبوة والرسالة فكانت ليلة القدر ، وأن نزول الوحي بداية كان في شهر رمضان على قلب الحبيب (صلى الله عليه وسلم) ، وكان ميلاد النبوة والرسالة وتتابع نزول القرآن وظهور الرسالة كانت نقطة البدء في ميلاد أمة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، وأن كل من تبع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) له حظ من النبوة في الشفاعة والنيل مما ناله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من الشرف .