في ملتقى الفكر الإسلامي بالحسين
أ.د / أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء:
هذه الملتقيات الفكرية في ربوع مصر خير دليل على تمسكنا وحبنا للقرآن ولديننا
صيام شهر رمضان هو شكر لله على أعظم نعمة وهي نزول القرآن الكريم
أ.د/ عبد الغفار هلال عميد كلية اللغة العربية الأسبق:
ضرورة الاحتفاء بكل ما يتعلق بالقرآن الكريم من حفظته ومعلميه ودارسيه
أ.د/ رمضان عبد العزيز أستاذ ورئيس قسم التفسير بجامعة الأزهر:
نزول القرآن في ليلة القدر جعلها أفضل ليالي الشهر الكريم
ونزوله على الأمة الإسلامية جعلها خير أمة أخرجت للناس
برعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، أقيمت مساء يوم الأحد 11 رمضان ١٤٣٩ هـ الموافق 27 مايو ٢٠١٨م الحلقة التاسعة لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بساحة مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) ، وجاءت بعنوان : ” رمضان شهر القرآن ” بيانًا لفضل وأهمية القرآن الكريم في حياة الفرد والأسرة والمجتمع ، وحاضر فيها كل من : فضيلة أ.د/ أحمد عمر هاشم – عضو هيئة كبار العلماء ، و أ.د/ عبد الغفار هلال- عميد كلية اللغة العربية الأسبق بجامعة الأزهر ، و أ.د/ رمضان عبد العزيز – رئيس قسم التفسير بجامعة الأزهر سابقًا ، بحضور فضيلة أ.د/ أحمد علي عجيبة أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، وفضيلة الشيخ/ محمد خشبة وكيل مديرية أوقاف القاهرة ، و د/ محمد عزت محمد مدير عام شئون القرآن ومنسق الملتقى ، والسادة قيادات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، ولفيف من شباب الدعاة بالوزارة ، ولفيف من شباب الدعاة بالوزارة ، وجمع غفير من الحضور رجالا ونساءً .
وفي كلمته أكد فضيلة أ.د/ أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء ورئيس جامعة الأزهر الأسبق أن هذه الملتقيات الفكرية في ربوع مصر خير دليل على تمسكنا وحبنا للقرآن ولديننا ، وأنها أبلغ رد على الأفاكين الذين حاولوا النيل من القرآن الكريم ، أو من أُنزل عليه القرآن (صلى الله عليه وسلم) فنحن متمسكون بقرآننا وديننا ، فهو عزنا وفيه صلاح أمرنا ورفعة أمتنا ، وهو محفوظُ بحفظ الله له “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون “. مشيرًا إلى أن من يتحدث عن هذا الشهر لا يستطيع أن يتعدى سبب فرضية هذا الشهر والصيام فيه وهو نزول القرآن الكريم ؛ فصيامه شكر لله تعالى على أجل نعمة وأعظم رحمة أهداها الله (عز وجل) للمسلمين ، بل للإنسانية كلها وهو نزول القرآن الكريم ، وهو الشهر الوحيد الذي ذُكر اسمه في القرآن ، والذي فيه ليلة القدر ، والذي صافح فيه الوحي قلب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، الأمي الذي علم المتعلمين ، وكانت أُميته شرفًا وكمالا وعظمة ، ومن هنا يقول القائل :
فما عرف البلاغة ذو بيان إذا لم يتخذك له عُبابا
ومن هنا فإن الواجب على أمتنا أن تصون القرآن الكريم الذي أثًر في غير المسلم ، وهنا قال قائلهم : ” إن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر ، وإن أسفله لمغدق ، وإنه يعلو ولا يُعلى عليه” ، أثًر في الجن إذ قالوا : ” إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدًا” ، أثًر في الحيوان ؛ فعندما أخذ أسيد بن حضير في تلاوته أخذت الخيل تجول فخاف على ولده يحيى فسكت ، ثم سأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخبره بأن الملائكة وفي رواية السكينة تنزلت بقراءة القرآن الكريم”.
ثم عرًج فضيلته بالحديث عن معارك المسلمين في شهر رمضان ، موضحًا أن كل معارك الأمة الإسلامية في هذا الشهر العظيم انتصر فيها المسلمون جميعًا ، ببركة القرآن الكريم وببركة شهر رمضان ، وفي عصرنا الحديث خاضت قواتنا المسلحة معركة العاشر من رمضان السادس من أكتوبر فكتب الله لهم النصر المؤزر المبين ، فعلى الأمة الإسلامية التمسك بكتاب الله فهو عزها ورفعتها وطريق نهضتها.
وفي كلمته أكد أ.د / عبد الغفار هلال عميد كلية اللغة العربية الأسبق أن القرآن عندما نزل مُنجما حسب الوقائع والأحداث على رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم نُجِّم في ثلاث وعشرين ليلة من ليالي القدر ، فهو نور هذه الأمة ودليل هدايتها ، قال تعالى: ” قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ” ، فالنور هو الحبيب محمد (صلى الله عليه وسلم) والكتاب المبين هو القرآن الكريم ، وعندما تحدث ربنا عن القرآن وقدره قال : ” قرآنا عربيًا غير ذي عوج ” ، وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم) للإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ” ستكون فتنا ، فقال ما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال : المخرج منها كتاب الله ، فيه نبأُ ما قبلكم وخبر ما بعدكم ……” ، ومن هنا الواجب علينا الاحتفاء والاهتمام بكل ما يتعلق بالقرآن الكريم حافظه ، ومعلمه ، ومدارسه ، فهو الكتاب الذي يتعلم منه البشر جميعًا، فيه سعادتهم ورشدهم ، وتقدمهم ورقيهم فمن ابتغى الفوز في الدنيا والآخرة فعليه بقراءة وفهم القرآن والمداومة عليه ؛ فهو كتاب السماحة والرفق ، ولا يجبر أحدا في الدخول في الإسلام ، قال سبحانه : ” وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر” ، فالقرآن هو الكتاب الشامل لما نُزل على جميع الأنبياء وهو المصدق لها.
وفي سياق متصل تحدث أ.د / رمضان عبد العزيز أستاذ ورئيس قسم التفسير بجامعة الأزهر ، عن نزول القرآن الكريم على رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) في ليلة وصفها المولى (عز وجل) بأنها ليلة مباركة ، قال تعالى : ” إنا أنزلناه في ليلة مباركة …” ، وبنزول القرآن على المصطفى (صلوات الله وسلامه عليه) أصبح سيد الأولين والآخرين ، ورسول رب العالمين إلى الناس أجمعين ؛ لذلك خاطبه المولى سبحانه وتعالى بهذه الآية ” تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا” ، وبعد نزول القرآن في هذه الليلة صارت الأمة الإسلامية خير أمة ، قال تعالى : ” كنتم خير أمة أخرجت للناس ” ، وذلك بعد أن كانوا يعبدون الأصنام قبل نزول القرآن ، ويأتون الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، وبعد دعوة الرسول لهم أمرهم بعبادة الله وحده وصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وحسن الجوار ، والتحلي بمكارم الأخلاق ، ولذلك قال النبي (صلى الله عليه وسلم) : ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ” ، وكان نزول القرآن في هذا الشهر له من الحكم والأسرار العظيمة لأمة محمد (صلى الله عليه وسلم) ، كما أن آيات القرآن الكريم لو تدبرناها لوجدنا فيها من العبر والإعجاز الكثير والكثير ، فعلينا أن نتمسك به ونداوم على قراءته وفهمه ومدارسته .