في افتتاح ملتقي الفكر الإسلامي بساحة الإمام الحسين وزير الأوقاف يؤكد:
هناك تنسيق بين وزارة الأوقاف ولجنة الشئون الدينية بمجلس النواب
في الخطة الدعوية
مكارم الأخلاق مما أجمعت عليه الشرائع السماوية
ورسالتنا الدعوية قائمة على ترسيخ هذه المكارم
رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب ورئيس جامعة الأزهر الأسبق يؤكد:
العبادات كلها مبنية على مكارم الأخلاق
وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له
وكل الشكر والتقدير لوزير الأوقاف على إقامة هذه الملتقيات الفكرية الشاملة
في إطار دور وزارة الأوقاف لتجديد الخطاب الديني ونشر الفكر الوسطي المعتدل وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، وبرعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة افتتح مساء يوم السبت 3 من رمضان 1439هــ الموافق 19/ 5/ 2018م ملتقى الفكر الإسلامي بساحة مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) ، والذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في الفترة من 3 – 23 رمضان / 19/ 5 وحتى 8 / 6 / 2018م ، بحضور معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة ، و أ.د/ أسامة العبد رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب ، و أ.د/ أحمد عجيبة رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، و أ.د/ عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية ، وفضيلة الشيخ / خالد خضر وكيل وزارة الأوقاف بالقاهرة ، ولفيف من قيادات وعلماء وزارة الأوقاف ، ولفيف من الجمهور رجالا ونساء وشبابا.
وفي كلمته أكد معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن الوزارة تقوم بالتنسيق المستمر مع لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب ، مشيرًا إلى أن هناك أكثر من 700 ملتقى فكريا يوميا على مستوى الجمهورية ، ونستهدف الوصول إلى نحو 22 ألف ملتقى فكري في هذا الشهر الكريم ، موضحا معاليه أن الوزارة قامت بعمل مسابقة لاختيار الأصوات الحسنة بالتنسيق مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون ، كما تم عمل مسابقة للقراء الموفدين الذين يمثلون مصر في مختلف دول العالم ، وللأئمة الذين يُصَلُّون التراويح بجزء كامل.
وفي سياق متصل أكد معالي وزير الأوقاف أن النفس والعقل والإنسانية ، وكل ما يتصل بالإنسان يؤثر مكارم الأخلاق ، فقد أجمعت الشرائع السماوية على جملة كبيرة من القيم والأخلاق والمبادئ الإنسانية ، ولم يختلف على ذلك دين من الأديان أو ملة من الملل ؛ لأن مكارم الأخلاق أمر ثابت ومتفق عليه ، يقول رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) : ” إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق “، ولأن الأخلاق تقي الإنسانية كلها من مهاوي السوء ، مشيرًا إلى أن الإنسان يعرف بأخلاقه ، فإذا أردت أن تعرف إنسانًا فاسأل عن أخلاقه.
كما أكد معاليه أن الشرائع قد تختلف في العبادات وطريقة أدائها وفق طبيعة الزمان والمكان ، لكن الأخلاق والقيم الإنسانية التي تكون أساسا للتعايش لم تختلف في أي شريعة من الشرائع ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت ” ، موضحا أنه لا توجد شريعة من الشرائع أباحت قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، أو أباحت عقوق الوالدين ، أو أكل السحت ، أو أكل مال اليتيم ، أو أكل حق العامل أو الأجير ، أو أباحت الكذب ، أو الغدر، أو الخيانة، أو خُلف العهد ، أو مقابلة الحسنة بالسيئة .
بل على العكس فإن جميع الشرائع السماوية قد اتفقت وأجمعت على هذه القيم الإنسانية السامية ، من خرج عليها فإنه لم يخرج على مقتضى الأديان فحسب ، وإنما يخرج على مقتضى الإنسانية وينسلخ من آدميته ومن الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها .
وبما أننا في شهر الأخلاق فقد قسم العلماء الصوم إلى ثلاثة أنواع ، الأول : صوم العوام ، وهو الإمساك عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، الثاني : صوم الخواص وهو أن تصوم الجوارح عن المعاصي ، فيكف الإنسان لسانه عن الغيبة والنميمة ، وعينه عن النظر إلى ما حرم الله ، وأذنه عن سماع ما يغضب الله ، ويده عن أذى الناس ، وهو ما يتسق مع المعنى العام للإسلام الذي يعد الصيام أحد أركانه ، أما أولئك الذين يصومون عن الحلال ويفطرون على ما حرم الله من المال الحرام أو الطعام الحرام ، أو بالنيل من خلق الله غيبة ونميمة فما صاموا ولا انتفعوا بصيام ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه” .
أما النوع الثالث: فهو صوم خواص الخواص الذي لم يقف عند الترفع عن المعاصي فقط وإنما الاجتهاد والتعب في تحصيل مكارم الأخلاق وعلو الهمة فيها ، فهو كف القلب عن الهمم الدنية والشواغل الدنيوية والإقبال على الله (عز وجل) بالكلية ، والتحلي بكل مكارم الأخلاق والترفع عن السفاسف والدنايا ، فهؤلاء هم من يعرفون للشهر قدره ، ويدركون له عظيم مكانته , فهم الذين عرفوا , فهم أولى الناس بالتعرض فيه لنفحات ورحمات الله (عز وجل).
كما أكد معاليه أن الشعب المصري بطبيعته محب للأخلاق ويسعى لمكارمها ، ومما أضعف الأخلاق في الآونة الأخيرة أن الجماعات المتطرفة وظفت الدين توظيفا سياسيا وكانت لا تعنيهم الأخلاق بقدر ما يعنيهم تسويق أنفسهم سياسيا ومجتمعيا ، على أننا باستردادنا للخطاب الديني من أيدي هذه الجماعات المتطرفة وضعنا الأمور في نصابها ، وجعلنا من ترسيخ مكارم الأخلاق أولوية دعوية في خطابنا ، وهذه رسالة أئمة وزارة الأوقاف .
وفي كلمته قدم أ.د/ أسامة العبد رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب الشكر لمعالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة على هذه الدعوة الكريمة ، ورعايته لهذا الملتقى الطيب المتنوع الجوانب دينيا وثقافيا ، متحدثا عن أهمية الأخلاق ، مبينا أن الرسالة المحمدية قائمة على مكارم الأخلاق ، وأن الشعب المصري عظيم في قيمه وأخلاقه ، مؤكدًا أن العبادات كلها مبنية على مكارم الأخلاق ، وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له ؛ لأن الله خص شهر رمضان بأمور ما كانت لغيره من الشهور كنزول القرآن وليلة القدر .
كما أشار سيادته إلى أن وزارة الأوقاف لا تألوا جهدا في مساجدها وعلى منابرها للدعوة إلى الأخلاق الكريمة ، مؤكدًا أن أخلاق المسلمين لن تتغير من الإيجابية إلى السلبية ، وسيعود أهل الإسلام إلى قيمهم ومبادئهم السوية الصحيحة .
وعلى هامش الملتقى قام معالي الوزير ، و أ.د/ أسامة العبد ، و أ.د/ أحمد عجيبة بافتتاح معرض الكتاب الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بساحة مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) لعرض أحدث إصدارات الوزارة والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية من كتب لمواجهة التطرف والموسوعات العلمية والكتب المترجمة ، معلنا معاليه عن خصم 25% على جميع الإصدارات والمطبوعات والكتب المترجمة طوال فترة المعرض .