خلال احتفال وزارة الأوقاف بليلة الإسراء والمعراج بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه)
وزير الأوقاف يؤكد :
الإسراء والمعراج معجزة كرم الله بها نبينا (صلى الله عليه وسلم)
الإسلام دين رحمة وسماحة ولم يدع مجالا للمتنطعين
كل التحية والتقدير والتهنئة لسيادة الرئيس
الذي يبذل كل ما في وسعه حتى تنعم مصر وشعبها بالأمن والأمان والإزدهار
أ.د/ عبد الله النجار يؤكد :
الإسراء والمعراج معجزة تفرد بها سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم)
وعندما تذكر الإسراء والمعراج يذكر النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم)
برعاية معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة أقامت وزارة الأوقاف مساء أمس الجمعة 26 من شهر رجب 1439هـ الموافق 13 / 4 / 2018م احتفالها بذكرى الإسراء والمعراج عقب صلاة المغرب بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) ، بحضور السيد المهندس/ عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة ، ومعالي وزير القوى العاملة الأستاذ/ محمد سعفان ، والسيد الأستاذ/ سليمان وهدان وكيل مجلس النواب ، وفضيلة أ.د/ شوقي علام مفتي الجمهورية ، وفضيلة الأستاذ الدكتور/ عبدالله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية ، و أ.د/ أحمد علي عجيبة الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، والسيد الدكتور/ عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية ورئيس لجنة التضامن بمجلس النواب ، وفضيلة الشيخ / جابر طايع رئيس القطاع الديني ، وفضيلة الشيخ / خالد خضر مدير مديرية أوقاف القاهرة ، وعدد من سفراء الدول العربية والإسلامية ، وأعضاء مجلس النواب ، ولفيف من القيادات الدينية بالوزارة .
وفي بداية اللقاء قدم معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف التهنئة بهذه المناسبة الكريمة لفخامة السيد الرئيس / عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ، الذي يبذل كل ما في وسعه حتى تنعم مصر وشعبها بالأمن والأمان، وإلى الأمتين العربية والإسلامية ، مؤكدًا أننا في هذه الليلة المباركة السعيدة الطيبة نحتفل بذكرى الإسراء والمعراج ، حيث أسري برسول الله (صلى الله عليه وسلم) من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، قال تعالى : {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، وإنما ذلك للربط بين المسجدين ، المسجد الحرام والمسجد الأقصى ، وأن القضية بينهما واحدة ، ثم عرج به إلى السموات العلا ، ومن هنا كانت الاسراء والمعراج معجزة بكل ما يحمله معنى المعجزة من معان ، وقد كرم الله (عز وجل) بها نبينا (صلى الله عليه وسلم) .
وأضاف معاليه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) عندما عاد من رحلته أخبر أهل مكة أنه أُسْرِيَ به إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ ثم عاد في ليلته ، فكذبوه عنادا وغطرسة ، وذهبوا إلى الصديق (رضي الله عنه) وَقَالُوا : (هَلْ لَكَ إِلَى صَاحِبِكَ يَزْعُمُ أَنَّهُ أُسْرِيَ بِهِ اللَّيْلَةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فقَالَ أبو بكر: أَوَ قَالَ ذَلِكَ؟ قَالُوا: نَعَم) ، فيرد عليهم قائلا : فقال : ( لَئِنْ كَانَ قَالَ ذَلِكَ فَقَدْ صَدَقَ ، قَالُوا : أَوَ تُصَدِّقُهُ أَنَّهُ ذَهَبَ اللَّيْلَةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَجَاءَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنِّي لَأَصُدِّقُهُ فِيمَا هُوَ أَبْعَدُ مِنْ ذَلِكَ ، أُصَدِّقُهُ بِخَبَرِ السَّمَاءِ فِي غَدْوَةٍ أَوْ رَوْحَةٍ).
ثم يعطيهم (صلى الله عليه وسلم) إجابات شافية وأمارات قاطعة تُثبِتُ صحةَ قولِهِ (صلى الله عليه وسلم) ، وسألوه عن أوصاف المسجد الأقصى ، وقد جلاه الله (عز وجل) للرسول (صلى الله عليه وسلم) ، فَوَصَفَ لَهُمْ بيتَ المقدسِ وحدَّثَهُمْ عَنْ معالِمِهِ بابا بابا ، ومخرجا مخرجا ، وكانَ ذلكَ تأييدًا مِنَ اللهِ تعالَى لرسولِهِ (صلى الله عليه وسلم) ، قَالَ (صلى الله عليه وسلم) : ( لَمَّا كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ قُمْتُ فِي الْحِجْرِ فَجَلَّى اللَّهُ لِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ ) فَقَالَ الْقَوْمُ : أَمَّا النَّعْتُ فَوَاللَّهِ لَقَدْ أَصَابَ ، ولكن أبت نفوسهم إلا العناد ، لأن الله طمس بصيرتهم عن رؤية الحق ، يقول سبحانه : {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ } ، ويقول (عز وجل) : { وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ}.
كما أشار معاليه إلى الدرس الثاني وهو : الصلاة وأهميتها ، وفرضيتها من فوق سبع سماوات ، يقول سبحانه : {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ }، مشيرًا إلى أن النصرة من الله ، ومن بيوت الله ، ومن الصلاة ، وإقامة الفرائض ، والمحافظة عليها مع الأخذ بأسباب النصر والتمكين ، موضحًا ذلك الموقف الذي يبين مدى رحمة ديننا الحنيف ، حين جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَصَبْتُ حَدًّا ، فَلَمْ يَسْأَلْهُ عَنْهُ وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ ، فَصَلَّى النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْ فِيَّ كِتَابَ اللَّهِ. قَالَ: «أَصَلَّيْتَ مَعَنَا الصَّلَاةَ؟» قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: ” قَدْ غُفِرَ لَكَ ” . فالإسلام دين التوبة والرحمة لا التشدد والتعجرف والمشقة ، إنما هي سماحة الإسلام في أسمى معانيها.
وفي كلمته أكد أ.د/ عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية أن الإسراء والمعراج معجزة ارتبطت باسم النبي (صلى الله عليه وسلم) ، وهي ثابتة بالأدلة القطعية من القرآن والسنة ، وهي من حقائق الدين وأمور التشريع ، فقد تعدت هذه المعجزة إلى كونها تشريف للنبي (صلى الله عليه وسلم) ولأمته ، حيث فرضت فيها الصلاة التي هي الركن الثاني بعد الشهادة وإعلان الإسلام لله ، مشيرًا إلى أن الإسراء والمعراج أتت بعد معاناة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وتكذيب قومه له ، وقد دعا ربه (اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْكُو إِلَيْكَ ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلّةَ حِيلَتِي ، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ ، يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ ! أَنْتَ رَبّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبّي ، إلَى مَنْ تَكِلُنِي ؟ إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهّمُنِي؟ أَمْ إلَى عَدُوّ مَلّكْتَهُ أَمْرِي؟، إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي ، وَلَكِنّ عَافِيَتَك هِيَ أَوْسَعُ لِي ، أُعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ ، وَصَلحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَك ، أَوْ يَحِلّ عَلَيّ سُخْطُكَ ، لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِك)، وكانت الصلاة بجانب كونها ركن من أركان الاسلام فهي تسرية للرسول ولأمته فكان الحبيب (صلى الله عليه وسلم) إذا حزبه أمر كان يقول : ” أرحنا بها يا بلال ” ، فكانت معجزة الإسراء والمعراج تكريمًا له (صلى الله عليه وسلم) ولأمته ، وتجديدا لعزيمته ، وتثبيتًا لقلبه ، وتخفيفا عما أصابه من أذى قومه .