كلمة وزير الأوقاف بحفل ختام المسابقة العالمية الخامسة والعشرين للقرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
إن مصر المستقبل , مصرَ الحضارة , مصرَ السماحة : سماحة الأديان كل الأديان , مصرَ التسامح , مصرَ الإنسانية , مصرَ حاملة لواء الوسطية , مصرَ الفهمِ الصحيحِ الثاقبِ لكتاب الله (عز وجل) , مصرَ خادمةِ كتاب الله لأكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان بأعلامها وعلمائها وقرائها … لقادمة وبقوة إلى مستقبل أفضل بإذن الله تعالى في جميع مجالات العلم والعمل وعمارة الكون.
وها نحن قد أسسنا المركز العالمي لخدمة القرآن الكريم بوزارة الأوقاف المصرية , ليعنى بخدمة القرآن الكريم وقرائه وبالدراسات القرآنية والمسابقات العالمية التي تكشف لنا عن المواهب المتميزة من النشء والشباب.
ولم تعد مسابقاتنا قاصرة على مجرد المنافسة , إنما أصبحت منتدى علميًّا وثقافيًّا عظيمًا , حيث أقمنا على هامش المسابقة خمس ندوات علمية لنخبة من كبار العلماء والمثقفين والإعلاميين وخصصنا واحدة منها لدور المرأة في خدمة القرآن الكريم قدمتها واعظات الأوقاف المتميزات , ذلك أننا نؤمن أن القضية الأساس لا تكمن في الحفظ وحده , إنما تكمن في فهم مقاصد القرآن الكريم ومراميه وهل أوتينا في ديننا إلا من باب الفهم السقيم والانحراف في تأويل بعض النصوص والخروج بها عن مقاصدها المعتبرة.
ولعل من حسن الطالع أن يتوافق وقت إقامة المسابقة مع حدث وطني هام وهو الانتخابات الرئاسية , التي أدارتها الدولة المصرية بامتياز واقتدار أبهر العالم وأخرس ألسنة المتربصين , في جو من الأمن والأمان شهد به القاصي والداني , وشهده ضيوف هذه المسابقة من نحو خمسين دولة أثناء جولاتهم لزيارة الأهرامات ومتحف الفن الإسلامي والجامع الأزهر ومسجد الإمام الحسين , وهو ما يجعلنا نوجه التحية كل التحية لرجال القوات المسلحة ورجال الشرطة الذين استطاعوا بكفاءة واقتدار بالغين تأمين الداخل والخارج ودحض قوى الإرهاب والشر في آن واحد , كما نحيي كل الشعب المصري الكريم الذي يبهر كل يوم العالم بحسه ووعيه وانتمائه لوطنه وحبه له حبًا لا يدانيه شيء آخر .
على أننا نؤكد ونشهد الله على ذلك أننا أقمنا هذه المسابقة بكل النزاهة والشفافية والعدل التام بين جميع المتسابقين وبحيادية وإنصاف أفرزا الأكفأ من المتسابقين , وإن من بين المتسابقين من أبنائنا المكفوفين الذين أنار الله قلوبهم وعقولهم بنور القرآن الكريم ممن هم دون الثانية عشرة من يحفظ القرآن الكريم بأرقام آياته وصوره وصفحاته , ومنهم من أبناء الدول غير الناطقة بالعربية من يحفظه عن ظهر قلب وهو لا يكاد ينطق جملة واحدة كاملة بالعربية من غير القرآن الكريم , وهذا وجه من وجوه حفظه وإعجازه , وصدق الله العظيم إذ يقول في كتابه العزيز : “إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ”.