*:

شكرا للكاتب الإعلامي الكبير الأستاذ نصر القفاص

المركز الإعلامي لوزارة الأوقاف

 

 

الثائر الحق.. محمد مختار جمعة!

نشر على موقع <المصري اليوم> بتاريخ الجمعة 15 – نوفمبر – 2013م

 

 

الحكمة يمتلكها القادر على المواجهة.. القتال فن وقدرة يتعلمها المسلم عن رسول الإسلام.. الهدوء يعكس حالة ثقة فى العلم والثقافة.. المسؤولية صدى صوت لمعنى كلمة ضمير.. الانحياز للوطن والدين أرقى شهادة تفخر بأن تحملها.. المصرى الصادق هو المسلم بفطرته.. والمصرى الحقيقى لا يخشى فى الحق لومة إخوانى أو سلفى.. أو تجار «روبابيكيا الثورة»!!

سهل أن تقول.. صعب أن تعمل.. رائع أن تمتلك مواجهة الفساد.. تفوز بالأمل إذا اعتقدت أن اليأس مرادف لمعنى نسيج العنكبوت.

الأزهرى هو الثائر الحق.. رجل الدين مرادف لمعنى إنكار الذات.. الأمانة عنوان الصادقين.. الصدق تدور به فى ميدان الحق.. الحق يعمل لأجله الإنسان ويخشاه كل من يدعى الإنسانية.

الدكتور «محمد مختار جمعة».. نادته مصر بصوت خفيض.. أجابها بأعلى الصوت.. تعلم كيف يتمرد من شعر «الجواهرى»!!.. غاص فى أعماق الثورة، وامتلك قدرة النقد فى الوقت الصعب.. مضى فى حياته يعمل، وخاصم الكسالى والجهلاء.. تحالف مع المتفائلين، حتى جاءته لحظة مواجهة «طيور الظلام»!!

الصعيدى «محمد مختار جمعة».. عاش على ضفاف النيل فأدرك معنى الحياة.. تعلم من حضارة بلاده كيف يكون العطاء والبناء!!.. تنفس رائحة الحضارة فى «تل العمارنة».. وتعوّد على الحياة مع نسيم الأزهر.. استحق جائزة الملك «فيصل» لخدمة الإسلام.. سيأتى يوم نطوق فيه عنقه، لأنه أنقذ مصر من المؤامرة على إسلامها.. عاش فى الظل.. فرض نفسه فكان وزيرا للأوقاف.. للمسؤولية فى منهجه ضريبة ومعنى.. اختار المواجهة من أول لحظة، لأنه فارس بطبعه.. ذهب إلى الحق والحقيقة من أقصر الطرق، فانهارت أمامه جبال الأكاذيب الشاهقة!!

سيادة العميد «محمد مختار جمعة».. اختار طريق الدراسات الإسلامية.. توجته عميدا للكلية بالانتخاب.. قرّبه شيخ الأزهر، فكان أفضل من يقدمه ليقول كلمة أكثر من ألف عام فى وجه المنافقين والكذابين.. أطفأ نيران الزيف، فاستعادت وزارة الأوقاف هدوءها وسكينتها.. لا نسمع صوته، لكن إنجازاته تصم الآذان.. استمسك بالعروة الوثقى، فمضى فى طريق الإمام «محمد عبده».. تعلم عن الشيخ «الطيب» فى الأزهر أن الإيمان والإسلام لا يمكن أن يكونا تجارة.. فخره بكونه أزهريا دفعه أن يكون مجندا للقتال ضد الخوارج.. يصمت شعرا.. يتكلم أدبا.. يقاتل فتفخر بأن بلادك أنجبت فرسانا.

وزير الأوقاف «محمد مختار جمعة».. أعاد إلى زى الأزهر بهجته واحترامه.. استعاد للمسجد هيبته وتقديره.. طارد النصابين فأصابهم بالخرس، ومن حاول الكلام قال هذيانا، عبر محاولة تشويه الإسلام فى زمن الإخوان.. انتصر على جيش السلفيين الوهمى.. حاول أن يهرب من الأضواء، فطاردته لتقدمه كفارس يسكن كتب التاريخ.

الدكتور «محمد مختار جمعة».. أطل على الحياة فى منتصف القرن العشرين.. نضج على نيران القرن الواحد والعشرين.. نجح أن يكون وصفة سحرية لقرون الأمل القادمة.. يحترم القانون، فحارب دفاعا عنه.. يفهم ما يقصده، فاحتار فيه الذين لا يفهمون من الدين غير أرباحه!!.. لا يمر يوم دون أن يبنى طابقا جديدا.. من اللحظة الأولى ذهب لهدم كل العشوائيات التى انتشرت فى وزارة الأوقاف كالسرطان.. أخشى عليه من علمه وصدقه وجرأته.. يحصنه إيمانه وأمانته وقدرته على اتخاذ القرار الصواب فى الطريق الصحيح.. يخشاه الذين شوهوا الإسلام، لاعتقادهم أن «البيت الأبيض» هو قصر الأمان.. لكن الدكتور «مختار جمعة» تسكنه الوطنية المصرية.. فاستطاع أن يكون عنوانا صحيحا وصادقا من عناوين الأزهر الشريف.. اتركوه وزيرا ثلاث سنوات ليحرق النفايات التى تشوه نهر إسلامنا!!

 

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى