المحاضرة الثانية بمعسكر تدريب الأئمة السادس عشر بشرم الشيخ تحت عنوان ” فقه الأسرة ”
أ.د/ محمد الشحات الجندي :
الأسرة هي أهم مؤسسة في الوطن بشكل عام
عبر الإسلام عن العلاقة بين الرجل والمرأة بالميثاق الغليظ
أكبر التحديات تهديدًا لكيان الأسرة تزايد حالات الطلاق
د / عبد الفتاح عبد القادر جمعة مسئول الاتصال الإعلامي بالوزارة :
الداعية يجب أن يكون طبيبًا يعالج المجتمع بنفس محمدي رحيم
الشيخ / محمد محمد محمود عبد الحليم إمام وخطيب بالمركز الثقافي العالمي :
أحكام الأسرة أفردت في مباحث مستقلة بسبب أهميتها وتشعبها
الشيخ / على عمر عبد الفتاح إمام وخطيب بالمركز الثقافي العالمي :
موضوع الأسرة هو موضوع الساعة لأهميته وعظم التبعة المترتبة عليه
الأسرة هي اللِّبنة الأساسية في بناء المجتمع
برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ. د/ محمد مختار جمعة ، وفي إطار خطة وزارة الأوقاف التثقفية والدعوية لنشر الفكر الوسطي الصحيح ، وخلال فعاليات اليوم الثاني من معسكر الأئمة المتميزين بشرم الشيخ عقدت المحاضرة العلمية الثانية بالمعسكر بالتعاون مع صحيفة عقيدتي اليوم السبت الموافق 17 / 3 / 2018م ، وحاضر فيها كلاً من: أ.د/ محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية ، و د/ عبد الفتاح الشيخ مسئول الاتصال الإعلامي بالوزارة ، والشيخ/ محمد محمد محمود عبد الحليم إمام وخطيب بالمركز الثقافي العالمي بشرم الشيخ ، والشيخ/ على عمر عبد الفتاح إمام وخطيب بالمركز الثقافي العالمي بشرم الشيخ ، وقد قدم للمحاضرة الأستاذ / إبراهيم نصر مدير تحرير جريدة عقيدتي.
وفي بداية كلمته أكد أ.د/ محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية أن الأسرة كيان اقتصادي واجتماعي وإنساني ، وهي أهم مؤسسة في الوطن بشكل عام ، فهي مسئولة عن إنتاج الرجال والنساء الصالحين ، وأن فساد الأسرة يعني بالضرورة فساد المجتمع بأسره ، مضيفا أننا ينبغي أن نفرق بين الأسرة التي تمثل الواقع وما هو كائن من تقصير وخلل في عديد من النواحي الدينية والاجتماعية فيها ، وبين الأسرة التي تمثل ما ينبغي أن يكون من الامتثال لمجموعة القيم والأحكام الإسلامية.
كما بين سيادته أن الإسلام عبر عن العلاقة بين الرجل والمرأة بالميثاق الغليظ لقوة هذه العلاقة بما تحمله من الإعفاف والمسئولية والانصهار بينهما ، مشيرا إلى أن هناك تحديات كبيرة تواجه الأسرة ، وإذا لم نواجهها فسوف تعاني مجتمعاتنا مثل ما يعاني الغرب ، وتتحول العلاقة بين الرجل والمرأة إلى علاقة مفتوحة ، بل ربما تكون علاقات بين الجنس ونفسه مما يؤدي إلى ضرب المقصد الإسلامي من حفظ الأعراض والنسل في مقتل ، والذي هو من الكليات الخمس التي جاء الدين بحفظها.
وأشار سيادته إلى أن أشد الأمور تهديدًا لكيان الأسرة حالات الطلاق المنتشرة في العالم ، مما يترتب عليه جناية عظيمة على الأولاد الذين يتحولون في الغالب إلى التشرد أو أطفال شوارع ، وهم بدورهم قنابل موقوتة أو مشاريع لمجرمين في المستقبل القريب ، فأطفال اليوم هم شباب الغد ، وشباب الغد هم رجال المستقبل.
وفي كلمته أكد فضيلة الدكتور / عبد الفتاح عبد القادر جمعة مسئول التواصل الإعلامي بالوزارة أن الداعية يجب عليه أن يكون طبيبًا يعالج أمراض المجتمع بنفس محمدي رحيم مستحضرًا مقاصد الشرع الحنيف في التناول الفقهي لأحكام الأسرة ، مضيفا فضيلته أنه بنظرة فاحصة متأنية لبعض النصوص الواردة في موضوع الأسرة ندرك مقدار سمو العلاقات الإنسانية التي يدعو إليها الإسلام في هذا المجال ، فمن هذه النصوص قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا). ففي هذه الآية نرى أن الخطاب موجه للناس كافة ، وينادي بمراعاة قدسية الزواج، والروابط الزوجية . ويذكر المخاطبين بأن الرجل والمرأة خلقا من نفس واحدة.
فمن الرجل والمرأة تكونت الخلية الأولى للأسرة ومن مجموع الأسر يتكون المجتمع الإنساني، يقول تعالي: (وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ) ، وأضاف فضيلته أن بعض المسلمين بتطبيقهم الخاطئ لتعاليم الدين الإسلامي هم في الواقع ينفرون عن الإسلام ويشوهون صورته.
وفي كلمته أكد فضيلة الشيخ / محمد محمد محمود عبد الحليم إمام وخطيب بالمركز الثقافي العالمي للغات بمسجد الصحابة بشرم الشيخ أن أحكام الأسرة كانت قديمًا ضمن أحكام النكاح ، لكنها أفردت في مباحث مستقلة بسبب أهميتها وتشعبها ، وأضاف فضيلته أن الداعية يجب أن يفتي في موضوع الأسرة حسب ما يقتضيه المقام فما يصلح للفتوى في بلاد الغرب قد لا يصلح في المجتمعات المسلمة.
وفي كلمته أكد فضيلة الشيخ / علي عمر عبد الفتاح إمام وخطيب بالمركز الثقافي العالمي للغات بمسجد الصحابة بشرم الشيخ أن موضوع الأسرة هو موضوع الساعة لأهميته وعظم التبعة المترتبة عليه ، فقد حثّ الإسلام على الزواج من أجل تكوين الأسرة والحفاظ على تناسل البشرية ؛ فالأسرة هي الخلية الأساسية لتكوين المجتمع ، وتُعرف الأسرة على أنها رابطة الزَّواج التي تصحبها ذريّة ، ومكانة الأسرة جليلة في الإسلام فهي اللِّبنة الأساسيّة في بناء المجتمع فهي كالخليّة الحيّة، وهي أوَّل وعاء تربوي وثقافي يَحتَضِن الأبناء ، وهي المقياس الذي تُقاس عليه قوّة تماسُك المجتمع أو ضعفه .