نقلا عن جريدة روزاليوسف
وزير.. ودعاة ضد الإرهاب
بقلم : صبحي مجاهد
لا يختلف أحد على أن الوطنية امر مهم ينبغى أن يتحلى كل مصرى لا سيما فيمن يتولون مناصب قيادية عليا كالوزراء، ونجد ممن يتولون المناصب الكبرى من يترجم تلك الوطنية إلى واقع، فيطرح الرؤى للدفاع عن تلك الوطنية لتصبح سلوكًا عامًا ، وعندما نجد وزيرًا يتولى حقيبة الدعوة كوزير الأوقاف يجعل من نفسه جنديًا من أجل حماية الوطن فهنا وجب ان نشيد بموقفه ووطنيته.
ولقد استمعت لوزير الأوقاف فى ختام مؤتمر الشئون الإسلامية الأخير الذى عقد تحت عنوان صناعة الإرهاب وحتمية المواجهة يعلن أنه على استعداد أن يكون فى صفوف المقاتلين للدفاع عن الوطن، وانه لن يتأخر ولو للحظة إذا طلب منه ذلك، ولا اعتقد أن كلمة الوزير كانت مجرد شو إعلامى أو لفت انتباه، فلقد وجدت له العديد من الاجتماعات التى يحث فيها الدعاة أن يكونوا كالجنود فى الميدان يدفعون عن الوطن الأفكار المسمومة، ويوضحون للناس مكانة الوطن، وأهميته الدينية.
وفى الحقيقة فإن هذه الوطنية وجدت مثلها فى كبار علمائنا فى الأزهر الشريف وسمعت من بعضهم من يخرج ليعلن التضحية بنفسه من أجل هذا الوطن فى مواجهة الإرهاب الأسود، وخفافيش الظلام، وسمعت من العلامة د. على جمعة عضو هيئة كبار العلماء قوله سنظل نواجه هؤلاء الإرهابيين حتى نطهر البلاد منهم، وسمعته عقب استهدافه امام منزله أكثر اصرارا على مواجهة وفضح الفكر الظلامى الإرهابى الذى يضلل الناس.
إن منهج الأزهر الذى تربى عليه علماؤنا يثبت كل يوم من خلال تلك النماذج المشرفة انه سيظل حصنًا لمصر من الإرهاب، سيظل إحدى اهم وسائل بناء العقلية الوطنية الحقيقية التى تعرف معنى الوطن وحمايته من كل متربص به سواء فى الداخل أو الخارج.
وليس مستغربًا أن يعلن الأزهر الشريف أنه يخوض معركة كبرى ضد عصابات التطرف والإرهاب لا تقل عن الجهود والحرب الشاملة التى تقوم بها قوات الجيش والشرطة، موضحًا أن مواجهة أفكار تلك العصابات وتصحيح ما شوهته وتحقيق الأمن والأمان للمواطنين من أجل زيادة وتيرة العمل ودفع عجلة الإنتاج لتقدم الوطن، أمر يحتاج لحرب شاملة.
إن هذه الحرب التى يحتاجها الوطن تتطلب من الجميع أن يكونوا مثلما قال وزير الأوقاف: «ان نكون فى خدمة الوطن ولا يتخلف منا رجل ولا امرأة، وأن مصالح الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان، وأن كل ما يقوى ويدعم بناء الدولة الوطنية هو من صميم الدين، وإعطاء الأولوية القصوى لدعم مشروع الدولة الوطنية وصمودها فى وجه الإرهاب.
وعلى دعاتنا أن يعلموا ان رسالتهم فى حماية الوطن وتوعية الناس هو واجب الوقت الذى لا يجوز التقاعس عنه، خاصة مع تفاقم ظاهرة الإرهاب مما اصبحت مواجهتها ليست مسئولية الأنظمة وحدها، وإنما هى مسئولية كل فرد من أفراد المجتمع.
والمركز الإعلامي بوزارة الأوقاف يتوجه بكل الشكر والتقدير للكاتب الإعلامي الكبير الأستاذ/ صبحي مجاهد على هذا المقال المتميز .