تجربة الأوقاف الرائدة في العناية بالحاصلين على الدكتوراه
بقلم الدكتور : أحمد علي سليمان
من صحيفة عقيدتي
في كل يوم يتأكد لدى المنصفين أن العقلية الأزهرية – التي تربت على منهجية الأزهر الشريف التي ترتكز على : علوم المنقول ، وعلوم المعقول ، وعلوم الآلة “ اللغة والمنطق”، وعلى العلوم الثقافية الحديثة ، وعلى القيم المبثوثة في المناهج الأزهرية وغيرها مما يربي المتعلم ويدربه على : حسن الفهم ، وحسن القول ، وحسن السلوك- قادرة على العطاء والإبداع والتجديد ، وإحداث التوزان في الثنائية بين الحقوق والواجبات.. ونموذج أ.د. مختار جمعة وزير الأوقاف خير شاهد على ذلك ، فالرجل في كل يوم يبهر المجتمع بالجديد ، الذي يحير العقول والألباب من نظامه وإتقانه.
لذلك قال عنه فضيلة العلامة الجليل أ.د/ محمد عبد الفضيل القوصي عضو هيئة كبار العلماء، ووزير الأوقاف الأسبق في الموسم الثقافي لكلية الدعوة يوم 13 مارس 2018م ، قال : “ إن دكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الحالي ، يتمتع بقوة علمية وروحية ، علاوة على نشاطه الدءوب ، الذي نرى فيه نشاطنا جميعًا ، وقد حقق الكثير مما كنا نتمناه لوزارة الأوقاف ، مبينًا أن الإنسان يحتاج إلى عقل وروح وجرأة لوزن الأمور ، مناشدًا الدعاة بضرورة الأخذ في دعوتهم بالعقل الوجداني والموعظة الحسنة والجدال بالحسنى ، ومن ثم لابد من قراءة منطقية للتراث والحداثيات ؛ لنستطيع مواكبة العصر ومخاطبته بلغته ” ، وهذا ما يعمل د. مختار على تحقيقه.
والجميل أن الرجل يؤمن بخطورة المسئولية الملقاة على عاتقه وعلى عاتق رجاله ، وهي جد خطيرة .. خصوصًا في هذا الوقت المهم من تاريخ البلاد.. يؤمن جدًّا بأهمية الشباب ، وأهمية الاستثمار فيهم ، وضرورة تكوين الصف الثاني والثالث من القيادات الواعية والواعدة من الشباب ؛ لتظل الوزارة تسير في تجديد الخطاب الديني ، وبذر بذور المحبة والسلام الاجتماعي ، ونثر قيم المواطنة والتعددية ، ومجابهة التشدد في كل مكان.. فيفتش الرجل بآليات منضبطة ليل نهار عن المتميزين ، خصوصًا الحاصلين على الدكتوراه (الذين يعانون في مؤسسات أخرى غير الأوقاف تهميشا وإهمالا).
ولكن الرجل يهتم بهؤلاء الذين أفنوا عدة أعوام من أعمارهم للحصول على الماجستير والدكتوراه ، إيمانا منه بأهمية العلم وضرورة تقدير أهله ولزوم الاستفادة المثلى منهم ؛ لذلك يعمد إلى ترفيعهم لتولي المناصب القيادية ؛ من أجل أن يُؤمِّن لهذ القطاع الحيوي رجالا على قدر المسئولية لفترات ممتدة.
وهكذا تظل خطوات معالي وزير الأوقاف الاستباقية والجريئة في النهوض بالدعوة والدعاة (أكاديميًّا ومهاريًّا وإداريًّا) مصدر إلهام لمن يريد النجاح في أي مكان.