كلمة معالي وزير الأوقاف خلال افتتاحه المؤتمر الدولي الثامن والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين , سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) , وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين .
بداية ومن منطلق قول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ ” فإنني أتوجه بكل الشكر والتقدير لسيادة الرئيس / عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية على تفضله برعاية هذا المؤتمر الدولي في مواجهة الفكر الإرهابي والظلامي في إطار تبني سيادته للمواجهة الشاملة لقوى الإرهاب والشر ، ويطيب لي أن أبلغ حضراتكم جميعًا تحيات معالي السيد المهندس / شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء الذي شرفني بإنابتي عن سيادته في افتتاح هذا المؤتمر .
وبعد :
فمن خلال خبرة شارفت على خمسة أعوام في العمل التنفيذي وزادت على خمسة وثلاثين عامًا في العمل الدعوي تكونت لديَّ عقيدة راسخة بأن جميع التنظيمات الدينية التابعة للجماعات والجمعيات أيا كان نوعها ومسماها وبلا أي استثناء إنما تشكل خطرًا على الدين والدولة ، لغلبة أيدلوجياتها الخاصة على المصلحة العامة دينية كانت أو وطنية : لـأنها تفرق ولا تجمع ، بل إن شئت فقل : إنها تقسم المجتمعات أشتاتًا ، وقد اشتط بعضها إلى مفاهيم غريبة على ديننا ومجتمعاتنا ، فذهبوا إلى تكفير المجتمعات المسلمة ورميها بالجاهلية ، واستحلالِ القتل والسلب والنهب ، من باب أن الغاية عندهم تبرر الوسيلة , أي وسيلة ، حتى لو كانت سفك الدماء ، وتدمير المجتمعات ، وخيانة الدين والوطن ، متبنين نظرية التقابل والتناقض بين الأديان والأوطان إما جهلاً وإما زورًا وبهتانًا وافتراء على الله ورسوله لتحقيق أغراض من يمولهم ويستخدمهم لإضعاف دولنا وإفشالها أو تمزيقها وتفتيتها ، على أن الذي نلقى الله عليه ونعتقده اعتقادًا راسخًا لا يداخله أي شك أن مصالح الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان ، وأن كل ما يقوي ويدعم بناء الدولة الوطنية إنما هو من صميم الدين، وأن أي عمل ينال من كيان الدولة أو يعمل على النيل منها أو تهديد وجودها إنما يتناقض غاية التناقض مع كل المبادئ والقيم الدينية والوطنية ، ويعد خيانة عظمى ، فصارت مواجهتنا للفكر المتطرف وعملنا على تعرية الجماعات الإرهابية الضالة المضلة العميلة الخائنة لدينها وأوطانها ، تنطلق من منطلقات إيمانية راسخة بأن هؤلاء الإرهابيين خطر على الدين والدولة .
وإننا لنعمل من خلال هذا المؤتمر وبحوثه وتنفيذ توصياته على خلق بيئة دولية لافظة للإرهاب والإرهابيين للقضاء على حواضن الجماعات الإرهابية ، وتحويل مواجهة الإرهاب إلى ثقافة مجتمعية ، بحيث يصبح المجتمع بكل أطيافه وفئاته وأفراده رافضا للإرهاب لافظًا ومقاوما له .
كما نهدف إلى رفع الوعي العام إلى مستوى الإدراك بأن ظاهرة الإرهاب ليست مسئولية الأنظمة وحدها وإنما هي مسئولية كل فرد من أفراد المجتمع ، وأن على المجتمع بأثره المشاركة الفاعلة في مواجهته وخلق روح المسئولية الجماعية حيال تلك الجماعات والتنظيمات الإرهابية والأفكار المتطرفة , بدحض وتفكيك هذه التنظيمات فكريًا وأمنيًا وعسكريًا في إطار مواجهة شاملة تهدف إلى اقتلاع هذا الإرهاب الأسود من جذوره ، وتخليص العالم والإنسانية من شروره وآثامه ، علي أننا نؤمل أن يكون هذا المؤتمر بهذا الجمع من العلماء والمفكرين والمثقفين والسياسيين والنواب صرخة مدوية في وجه الإرهاب والفكر المتطرف ، صرخة توقظ النائم وتنبه الغافل قبل فوات الأوان .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته