أ.د/ مدحت عيسى يؤكد :
تجربة الأوقاف في رفع أداء العاملين بها رائدة ومتميزة
مما يتطلب تعميمها في القطاعات الحكومية
الهمة العالية تعني استصغار ما دون النهاية من معالي الأمور
و90% من الإحساس بالفتور والتعب ليس من العمل ذاته
وإنما من أشياء خارجة عن ماهية العمل
وجزء كبير من مشكلاتنا سببه عدم تحديد الأهداف وتعيين الأولويات
برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة افتتح مساء اليوم السبت الموافق 13 / 1 / 2018م المعسكر التدريبى للسادة الإداريين في فوجه الثاني ، وذلك ضمن خطة الوزارة في رفع كفاءة الجهاز الإدارى داخل الوحدة الإدارية بما يحقق أعلى معدلات الأداء الإداري والدعوي بمديريات وزارة الأوقاف على مستوى الجمهورية ، وقد بدأت الفعاليات بمحاضرة للدكتور/ مدحت عيسى – مدير عام مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية ، تحت عنوان : ” علو الهمة في الأداء الإداري ” بحضور الدكتور/ ماهر علي جبر المشرف الفني للمعسكر ، والدكتور/ عبد الفتاح عبد القادر جمعة – مسئول الاتصال الإعلامي للمديريات بالديوان العام ، وفضيلة الشيخ/ زكريا أحمد عبدالوهاب – بالتفتيش العام بديوان عام الوزارة .
وفى بداية اللقاء قدم الدكتور / مدحت عيسى مدير عام مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية الشكر والتقدير لمعالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة على ما يوليه من اهتمام بالسادة الأئمة والسادة الإداريين والوافدين ، وكذلك واعظات الأوقاف فى رفع الأداء الدعوي والإداري وصقل مهارات المتميزين ، وذلك بإقامة دورات ومعسكرات تدريبية وتثقيفية متتالية ، والتي بدأت تؤتي ثمارها المرجوة بما يجعل تجربة الأوقاف في رفع أداء العاملين بها رائدة ومتميزة مما يتطلب تعميمها في القطاعات الحكومية .
وأكد سيادته على أن علو الهمة تعني استصغار ما دون النهاية من معالي الأمور ، وتتكون من النية الصادقة والإرادة الحقيقية ، والعزم الجازم في التحلي بالفضائل والتخلي عن الرزائل ، وهذا له أثره الإيجابي والمثمر على الأداء الوظيفي بما يحقق أعلى معدلات الأداء المهاري والاحترافي للمهام الموكلة للعاملين بالجهاز الإداري للمؤسسة ، ولابد أن نعلم أن الهمة واحدة الهمم وهي مأخوذة من المهمات والتي تعني الأمور الشدائد أو الأمور العظيمة ، ولكي يكتسب الإنسان همة عالية لابد له من ثلاثة خطوات الأولى : النية وهي مناط إنجاز كل عمل ، والثانية : الإرادة الداخلية لتحقق الهدف ، والثالثة : العزم والإصرار على إنجاز الهدف .
كما نبه سيادته على أن90% من الإحساس بالفتور والتعب ليس من العمل ذاته وإنما من أشياء خارجة عن ماهية العمل ، مشيرًا إلى أن الهمة العالية تصنع من عدة عناصر ، منها طبيعة الإنسان نفسه وذلك بأن ينتصر على شهواته ونزواته ، فكما قال الإمام علي (رضي الله عنه) : ” ميدانكم الأول أنفسكم فإذا انتصرتم عليها كنتم على غيرها أقدر، وإن خزلتم فيها كنتم على غيرها أعجز ” وطبيعة الإنسان قابلة للتغيير ، ومن عناصر صناعة الهمة العالية التنشئة القويمة للفرد على القيم والمثل العليا ، وكذلك من عناصرها القدوة الحسنة وتقدير النوابغ من قبل الحكومات والهيئات .
ونبه سيادته أن الجزء الأكبر من مشكلاتنا سببه عدم تحديد الأهداف وتعيين الأولويات ، فيجب علينا أن نحدد أهدافنا أولا ونقسمها أهدافا على المستوى البعيد والقريب ونحدد الأولويات منها ، وأن نحكم العقل دون العاطفة والنزوات في معرفة الأولويات ، ولابد أن ندرك أن علو الهمة لا يتعارض مع القناعة ، فالقناعة تأتي بعد استفراغ كل الأسباب في الرضا بالنتائج .