وزير الأوقاف يؤكد:
مدينة بورسعيد الباسلة كانت حائط صد منيع في وجه الغزاة قديما وحديثا
وسنسعى للسلام ولكنه سلام الأقوياء
فالذل والاستسلام لم تعرفه مصر ولن تعرفه
ولا بد من كشف العملاء والخونة والمتآمرين لإسقاط الدولة
لا توجد دولة قدمت للقضية الفلسطينية مثلما قدمت مصر وستظل تدعمها حتى عودة الحق لأهله
محافظ بور سعيد يؤكد:
أئمة الأوقاف يمثلون الركيزة الأساسية في نشر صحيح الدين
ونحن أقوياء بهم وبما يقدمونه من خطاب دعوي يصحح مفاهيم الشباب بما يبرز الوجه المشرق للإسلام
فى إطار خطة وزارة الأوقاف لرفع المستوى العلمى والثقافى لدى أئمة الأوقاف التقى اليوم الجمعة 22 / 12 / 2017م معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة ، والسيد اللواء أ.ح / عادل يوسف الغضبان محافظ بورسعيد ، السادة الأئمة المشاركين بالمعسكر التدريبي بالمدينة الشبابية بمحافظة بورسعيد ،وذلك بحضور فضيلة الشيخ / صفوت نظير وكيل وزارة الأوقاف ببورسعيد ، وفضيلة الشيخ / مجدى بدران وكيل وزارة الأوقاف بالإسماعيلية ، والدكتور ماهر جبر المشرف الفنى على المعسكر , والدكتور عبدالفتاح عبدالقادر جمعة مسئول الاتصال الإعلامى للمديريات ، وفضيلة الشيخ / بشرى محمد عبدالقادر مدير الدعوة بأوقاف بورسعيد ،وقيادات الدعوة بالمحافظة والسادة الأئمة المشاركين من أنحاء الجمهورية.
وفي بداية كلمته رحب السيد اللواء أ.ح/ عادل يوسف الغضبان محافظ بورسعيد بمعالي وزير الاوقاف أ.د محمد مختار جمعه مشيدًا بجهوده في نشر الدين الوسطي المستنير ومثمناً مشاركته الدائمة لأهالي بورسعيد احتفالاتهم بالعيد القومي للمحافظة, مؤكدًا أن أئمة الأوقاف يمثلون الركيزة الأساسية في نشر صحيح الدين ، ونحن أقوياء بهم وبما يقدمونه من خطاب دعوي يصحح مفاهيم الشباب بما يبرز الوجه المشرق للإسلام .
كما أشاد سيادته بانعقاد الدورة الخامسة عشرة لمعسكر تدريب الأئمة بمحافظة بورسعيد أرض البطولة والفداء، والتى منها تبدأ قاطرة التنمية المستدامة في مصر.
ومن جانبه قدم معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة الشكر للسيد اللواء أ.ح/ عادل يوسف الغضبان محافظ بورسعيد لاستضافة سيادته فعاليات المعسكر التثقيفي للأئمة واهتمامه البالغ بالسادة الأئمة المشاركين فى المعسكر وتذليل كل العقبات ، لإقامة المعسكر على الوجه الأمثل .
وأكد معاليه مدينة أن محافظة بورسعيد الباسلة كانت دائمًا وستظل حائط صد منيع أمام الغزاة قديمًا وحديثًا , وأننا سنظل نسعى للسلام دائما ولكنه أبدا لن يكون سلام الذل والمهانة ولكنه سلام الأقوياء , ولن نخضع أبدا فالذل والاستسلام لم تعرفه مصر ولن تعرفه .
كما نبه معاليه إلى أن المعركة فى الضرب على أيدى العابثين والمخربين والمستهدفين أمن واستقرار مصر لم تنته بعد وتحتاج إلى نفس طويل , ولا بد من كشف العملاء والخونة والمتآمرين لإسقاط الدولة ، وأننا أمام عبور حقيقي هو عبور التنمية, فإلى جانب ما تقوم به مصر من مواجهة للإرهاب والخلايا الإجرامية بحزم وصمود فإنها تخوض معركة التنمية بكل قوة .
وأشار معاليه إلى موقف مصر من القدس والقضية الفلسطينية فى أنه لا توجد دولة قدمت للقضية الفلسطينية مثلما قدمت مصر, وستظل تدعمها حتى عودة الحق لأهله ، ثم واصل معاليه المحاضرة حول بعض النصوص القرآنية ، والوقوف على أوجه البلاغة وبيان بلاغة المفـردة القـرآنيــة ، موضحًا أن لغة القرآن الكريم تتميز بأن كل لفظة أو مفردة من مفرداتها قد وقعت موقعها ، حيث يقتضي المقام ذكرها دون سواها أو مرادفها ، فإذا جاءت الكلمة معرفة أو نكرة كان لاقتضاء المقام ذلك ، وإذا جاءت مفردة أو جمعًا كان ذلك لغرض يقتضيه السياق ، وقد يؤثِر النص القرآني كلمة على أخرى وهما بمعنى واحد ، ويختار كلمة ويهمل مرادفها الذي يشترك معها في أصل الدلالة ، وما كان للمتروك أن يقوم مقام المذكور أو يدانيه بلاغة لو ذكر مكانه ، ثم ذكر معاليه بعض النماذج على ذلك ، ومنها : * قوله تعالى : ” وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا” (الزمر :71) حيث جاءت كلمة ” فتحت” غير مسبوقة ولا مقرونة بالواو ، وقوله تعالى : “وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ” ( الزمر : 73) حيث جاءت كلمة ” وَفُتِحَتْ” مسبوقة بالواو ، فهذه الواو التي جاءت في قوله تعالى : ” وَفُتِحَتْ ” في الحديث عن أهل الجنة قال بعض العلماء والمفسرين: إنها واو الحال ، والمعنى: جاءوها والحال أنها مفتوحة ، وذلك من زيادة إكرام الله (عز وجل) لعباده المؤمنين أن جعل الجنة مفتحة الأبواب مهيأة لاستقبالهم قبل قدومهم إليها، والحال ليس كذلك مع أهل النار ، بل إن النار تأخذهم بغتة ، وقال بعض المفسرين واللغويين: إن هذه الواو واو الثمانية، ذلك أن بعض القبائل العربية كانت تعد ، فتقول : واحد ، اثنان ، ثلاثة ، أربعة ، خمسة ، ستة ، سبعة ، وثمانية ، فتأتي بالواو مع العدد الثامن ، وذكروا لذلك شواهد منها قوله تعالى : ” سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ “(الكهف :22) حيث ذكرت الواو مع العدد الثامن ، وقوله تعالى: ” التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ” (التوبة:112) حيث ذكرت الواو مع العدد الثامن ، وقوله تعالى : ” عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا ” (التحريم :5) حيث ذكرت الواو أيضًا مع العدد الثامن ، مع أن الواو في هذه الآية لها معنى آخر وهو إفادة التنويع ، ولا مانع أن يتضمن الحرف أكثر من معنى.
وقـــد ذكـــرت واو الثمــانية في قــوله تعالى : ” وَفُتِحَتْ ” في الحديث عن أهل الجنة دون قوله تعالى : ” فُتِحَتْ ” في الحديث عن أهل النار ، لأنّ أبواب النار سبعة لقوله تعالى في الحديث عنها : ” لَهَا سَبْعَة أَبْوَاب لِكُلِّ بَاب مِنْهُمْ جُزْء مَقْسُوم “( الحجر : 44 ) ، أما أبواب الجنة فثمانية لقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين فتحت له ثمانية أبواب يدخل من أيها شاء ” (الترمذي) ، فلما كانت أبواب الجنة ثمانية أُتي معها بالواو ، ولما كانت أبواب جهنم سبعة لم يؤت معها بالواو ، وفي كون أبواب الجنة ثمانية وأبواب جهنم سبعة ما يدل على أن رحمة الله (عز وجل) أوسع من غضبه ، يقول الحق سبحانه وتعالى : ” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ” (الزمر:53) . وغير ذلك من النصوص القرآنية مما أثار إعجاب الحاضرين بعمق التناول العلمي والفهم الدقيق للأوجه البلاغية للنص القرآنية وعرض معاليه المستند إلى الحجة والبرهان .