قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى ذكرى المولد النبوى الشريف حملت على إيجازها معانى واسعة، وقدمت خارطة عمل لمواجهة قوى الإرهاب والشر، وتضمنت هذه الخارطة ثلاثة محاور رئيسية، أولها: المواجهة العسكرية والأمنية، حيث تتسم المرحلة المقبلة فى مواجهة الإرهاب والإرهابيين بالحسم الشديد الذى عبر عنه الرئيس بالقوة الغاشمة، وإذا كان رب العالمين (عزَّ وجلَّ)، قد قال فى شأن مرتكبى الفاحشة ”وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِى دِينِ اللَّهِ” (النور: 2)، فإن مواجهة قوى الإرهاب والشر ومن ينتهكون حرمات الله ويتعدون حدوده، ويدخلون فى حرب معلنة مع الله ورسوله، باستهداف بيوته الآمنة، واستباحة دماء الراكعين الساجدين، رجالًا ونساءً وأطفالًا، إنما يجب أن تكون مواجهة أكثر حسماً لا تأخذنا فيها بهؤلاء المجرمين رأفة ولا رحمة، انطلاقاً من قوله تعالى فى كتابه العزيز ”إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِى الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْى فِى الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِى الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ” (المائدة: 33).
وأضاف، فى تصريح له، المحور الثانى: محور التنمية الاقتصادية المستدامة، حيث وجه توجيهًا مباشرًا بمواصلة التنمية الشاملة فى ربوع الوطن كافة وخص مدينة بئر العبد بتوجيه خاص ردًا على الاستهداف الإرهابى، وتأكيداً على أننا نواجه صناع الموت بصناعة الحياة، ودعاة الهدم والتخريب والفساد والإفساد بمزيد من البناء والتعمير والعمل الجاد، وتوفير الخدمات الأساسية لحياة كريمة فى جميع أرجاء الوطن، فى مقابل عتو وإجرام وإفساد هؤلاء المجرمين الخونة العملاء المستأجرين المفسدين الذين ينطبق عليهم قوله تعالى ”وَيَسْعَوْنَ فِى الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ” (المائدة: 64).
أما المحور الثالث الذى وصفه الرئيس بأنه لا يقل أهمية عن المحورين السابقين، فهو محور المواجهة الفكرية والثقافية، وقد أكد أن جهة واحدة أو مؤسسة واحدة لا يمكن أن تقوم منفردة بهذه المواجهة، مما يتطلب التكاتف والتعاون والتنسيق والعمل الجاد المشترك بين المؤسسات الدينية والثقافية والتربوية والإعلامية، قصد تحصين شبابنا وأبنائنا والمجتمع بأسره من شرور هؤلاء الإرهابيين ومحاولات تجنيدهم للشباب أو استقطابهم إياهم، وهى مسئولية كبيرة وأمانة عظيمة نسأل الله (عزَّ وجلَّ) أن يُعيننا جميعًا متضامنين على الوفاء بحقها والقيام بها على خير وجه .
وتابع: أن الرئيس قد حملنا أمانة عظيمة ومسئولية كبيرة، حين توجه إلى الأئمة والعلماء الحاضرين مخاطبًا جموع الأئمة والعلماء من خلال مخاطبته إياهم، حين وصفهم بأنهم كتائب النور، فهذا الوصف مع كونه طوق عز وفخر لجميع العاملين فى الحقل الدعوى فإنه يُلقى على عاتقنا جميعاً مسئولية كبيرة، لنكون على قدر الوصف والمسئولية، وعند حُسن ظنه بنا، وألا ننام أو يغمض لنا جفن حتى نؤدى حق هذه المهمة العظيمة التى شرفنا الله بها، وحتى نؤدى رسالتنا كاملة وواجبنا وافيًا تجاه ديننا وأمتنا، وأن نحول بكل ما أوتينا من قوة بين المخططين لتشويه صورة ديننا الحنيف وبين تحقيق أهدافهم الشيطانية .
وأوكد أننى وزملائى سنكون بإذن الله تعالى عند حُسن ظنه بنا، وسنجتهد أن نحمل مشاعل النور التى أشار إليها إلى الناس جميعًا، بداية من جميع ربوع وطننا: مُدنهِ وقراه، ونجوعه وكفوره، بين رجاله ونسائه، وشبابه وأطفاله، على اختلاف شرائحهم الثقافية والاجتماعية، وأن نعمل على حمل صوت الإسلام الوسطى إلى العالم كله عبر إيفاد الأئمة إلى مختلف دول العالم، وإمداد المراكز الإسلامية فى العالم كله بإصداراتنا المترجمة إلى اللغات المختلفة، وعقد المؤتمرات الدولية والتى يأتى فى سياقها المؤتمر الدولى القادم للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف والذى سيعقد فى يناير 2018 تحت عنوان ”صناعة الإرهاب وحتمية المواجهة وآلياتها”، حيث يتناول آليات المواجهة من أبعادها المختلفة العسكرية والأمنية والاقتصادية والفكرية والثقافية بمشاركة نخبة مختارة من علماء الدين والمثقفين والإعلاميين والكُتاب ورجال الفكر والسياسة والاقتصاد، والخبراء العسكريين والأمنيين، وعلماء النفس والاجتماع، من داخل مصر وخارجها، وهو ما يتفق مع ما ذكره الرئيس من محاور فى كلمته الجامعة فى ذكرى المولد النبوى الشريف.