هذا اللقـــاء يُعد تجمعــا إنسانيـا وإيمانيـا بامتيـاز
والعلاقة بين الدين والإرهاب علاقة تنافر
نحن شركاء في الإنسانية ونعيش معا تحت مظلة المواطنة المتكافئة
رئيس الطائفة الإنجيلية:
هذا اللقاء حدث فريد في التواصل الحضاري
ورئيس رابطة الكنائس العالمية:
العلاقة بين الأديان هي أمر حتمي عندما نفكر في مستقبل العالم
التقى اليوم السبت 18/11/ 2017م معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بوفود الكنائس الإنجيلية من رؤساء وقيادات كنائسية عالمية بقيادة الدكتور القس/ أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر ، بحضور فضيلة الشيخ/ جابر طايع رئيس القطاع الديني ولفيف من القيادات الدينية بالوزارة .
وفي بداية اللقاء وجه الدكتور القس / أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر الشكر إلى معالي أ.د / محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على إتاحته الفرصة لهذا اللقاء رغم كثرة مهامه، موضحًا أن اللقاء يضم عددًا كبيرًا من الطوائف الإنجيلية حول العالم ، وهذا الحدث يُعد حدثًا فريدًا من نوعه بالنسبة لوزارة الأوقاف.
وفي كلمته أكد معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على أهمية اللقاء ، موضحًا أنه يُعد تجمعًا إنسانيًّا وإيمانيًّا بامتياز ، كما أشار إلى أن هناك ظاهرة تتنامى يجب علينا جميعًا أن نتكاتف في التصدي لها وهي ظاهرة الخوف من الدين أو ما يُطلق عليه” الدين فوبيا”، والمحاولة الخاطئة للربط بين التطرف والتدين ، مؤكدًا أن الأمر على خلاف ذلك ؛ لأن العلاقة بين التطرف والتدين علاقة تضاد في جميع الأديان السماوية ، لذا يجب علينا أن نعمل بقوة من أجل توضيح هذه الحقيقة والتأكيد على أن الدين جزء من الحل وليس جزءًا من المشكلة ، والتدين الصحيح من أهم الوسائل في مواجهة التطرف .
كما أوضح معاليه أن المشكلة تكمن في أمرين أولهما : أولئك الذين يتاجرون بالدين من أجل تحقيق مصالح دنيوية باستخدام النصوص الدينية في غير ما أنزلت له ، وثانيهما : التحلل الديني والأخلاقي والبعد عن الله عز وجل، مطالبًا معاليه رجال الدين الإسلامي والمسيحي أن يعملوا معًا لتوضيح أن العلاقة بين الدين والإرهاب علاقة تنافر وتناقض ، مؤكدًا أن أهم أهداف الدين الإسلامي مواجهة الإرهاب والتطرف والتصدي لهما.
وأضاف معاليه أن هذا اللقاء يُعد لقاءً إنسانيًّا بالدرجة الأولى، فالإنسانية هي التي تجمعنا ، لذا ينبغي علينا أن نعمل لمصلحة الإنسان بوصفه أخًا في الإنسانية ؛ فنحفظ له كرامته وماله ودمه وعرضه بغض النظر عن دينه أو لونه أو جنسه أو عرقه ، موضحًا أن الجهل بالآخر أحد أهم عوامل الفرقة وسوء الفهم، بينما معرفة الآخر أهم عوامل البناء الحضاري.
كما أكد معاليه أنه بعـد العديد من التجارب مع الأشقاء في الوطن وإيماننا بأننا شركاء في الوطن ونعيش معًا تحت مظلة المواطنة المتكافئة استطعنا أن نكسر بعض الحواجز النفسية التقليدية ، ومنها عمل الواعظات مع خادمات الكنائس جنبًا إلى جنب ، إذًا من الأهمية أن نعمل معًا وأن نكثف اللقاءات ، موضحًا أن هذا اللقاء يعد تطبيقًا عمليًّا لهذه الديناميكية المنشودة.
وفي ختام اللقاء أهدى معاليه الوفد نسخًا مترجمة من كتب: ( مفاهيم يجب أن تصحح ، حماية الكنائس ، نحو تجديد الفكر الديني ، في فضاء الثقافة ) ، موضحين أن بها العديد من العبارات التي تشجع على العمل الإنساني المشترك ومنها عبارة ” المواطنة المتكافئة”، وهو ما كان محل انبهار جميع الحضور وعلى رأسهم رئيس أساقفة ألمانيا ، ورئيس رابطة الكنائس العالمية ورئيس الكنيسة في فلسطين وإعجابهم بإصدارات الأوقاف المترجمة ، مؤكدين أن العلاقة بين الأديان هي أمر حتمي عندما نفكر في مستقبل العالم.