مدير مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية:
ضرورة السعي والجد والاجتهاد والأخذ بالأسباب
وعدم التواكل الذي يؤدي إلى إسقاط الهمم وتثبيط العزائم
برعاية كريمة من معالي أ.د / محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، التقى اليوم الجمعة الموافق 17 / 11 / 2017م الدكتور / مدحت عيسى – مدير مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية – بالسادة المشاركين بمعسكر أبي بكر الصديق بالإسكندرية ” فوج الوافدين” في يومه الثاني تحت عنوان : (التنمية البشرية والمهارات الفكرية) ، بحضور الدكتور/ ماهر علي جبر – المشرف الفني للمعسكر .
وفى بداية اللقاء قدم سيادة الدكتور / مدحت عيسى الشكر إلى معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة على ما يوليه من اهتمام كبير بالوافدين في كل المجالات ، وعلى ما يخطه من خطط واستراتيجيات في تدريب وتثقيف الأئمة والدعاة والوعظات لمواكبة التطوير والتحديث ، مما يعد أنموذجا واقعيا لتجديد الخطاب الديني.
وأوضح سيادته أن العلاقة بين التنمية البشرية وكيفية تلقي العلم ونشره هي علاقة قوية توضع تحت عنوان ” المنهج العلمي وعلو الهمة ” مستشهدًا في ذلك بما حدث للإمام الشافعي رحمه الله حينما اشتكى لمعلمه من قلة همته وتقصيره ، فأشار عليه معلمه بمسائلة نفسه عما يعانيه من مشكلات ، وهذا هو الدرس الأول في التنمية البشرية ، وهو مسائلة النفس عن التقصير مع الله (عز وجل) ، ثم يجب علينا أن ننظر إلى أنفسنا بعين الحقيقة وهذا هو الدرس الثاني لعلو الهمة ونشر العلم ، وكذلك يجب التفاعل مع المتلقين للعلوم وجذب أنظارهم.
كما أكد سيادته على أهمية إتقان لغة ثانية مثل اللغة الإنجليزية أو الفرنسية أو غيرهما ، والتي أصبحت مهمة في نشر العلم في مختلف البلدان كي نكون سفراء للإسلام في كافة دول العالم والتحلي بمكارم الأخلاق والتطبيق العملي لتعاليم الإسلام التي كانت سببا في نشر الإسلام في الصين ومنغوليا والهند عن طريق حسن معاملة التجار المسلمين وصدقهم.
كما وجه إلى أهمية استكمال الإنسان لكل العوامل بداخله حتى يستطيع التعامل مع الآخرين ، وعلينا قبول الآخر دون قيد أو شرط كما أمرنا الله تعالى ، فديننا دين يسر وإقناع دون غلو أو تشدد أو تعصب ، كما أشار إلى أهمية الثقة بالنفس ، وضرورة السعي والجد والاجتهاد والأخذ بالأسباب وعدم التواكل الذي يؤدي إلى إسقاط الهمم وتثبيط العزائم.
وفي نهاية محاضرته حث طلاب العلم إلى النظر في النواقص الداخلية مثل المعاناة من الثقة بالنفس وفقد الثقة وأثرهما السلبى على طالب العلم ونشر العلم ، موضحا العلاج لهاتين الآفتين وهو الاستيثاق والتثبت في العلم ومن التعلم ، داعيا إلى تطوير القدرات الفردية من التقنيات الحديثة مبينا أثرها البالغ في التكوين العقلي والفكري لطالب العلم.
واختتمت الفاعليات بزيارة ميدانية لمكتبة الإسكندرية للوقوف على التقدم الحضاري والتراث الإنساني في مصر.